يعاني النازحون في اليمن من نقص حاد في الغذاء، يعدّ الأطفال أكثر المتضررين منه، في ظل الحرب التي يشنّها التحالف السعودي على اليمن منذ أكثر من 4 سنوات. وجراء ذلك النقص في العديد من المناطق ومخيمات النزوح في البلد العربي، يواجه الكثير من الأطفال خطر الموت؛ حتى بات بعضهم «جلداً على عظم». من بين المتضررين أطفال تم نقلهم إلى مسشفى مأرب الحكومي، بعد أن لجأ ذووهم إلى المدينة هرباً من القتال بين التحالف السعودي والقوات الموالية له من جانب والحوثيين من جانب آخر. توجهت زينب سارة إلى مخيمات النزوح في مأرب، فراراً من ويلات الاشتباكات في صنعاء، التي يسيطر عليها الحوثيون ضمن محافظات أخرى، منذ عام 2014. وقالت زينب لـ «الأناضول» إنها اضطررت بمفردها إلى الاعتناء بطفلها، بعد أن فقدت والديها وتوجّه زوجها إلى جبهات القتال، وأضافت أن ابنها بشير محمد (7 أشهر) أوشك على الموت بسبب الجوع. وأوضحت أن بشير يتنفس الآن عبر جهاز التنفس الاصطناعي في المشفى. وتابعت: «صوته لم يعد يخرج حتى عند البكاء لسوء حالته الصحية، وآمل أن يتحسن وضعه». وزادت الأم اليمنية بأنها ناشدت منظمات إغاثية عديدة لمساعدتها، لكن دون جدوى، مما اضطرها في النهاية إلى التسول. 50 طفلاً يومياً نزحت حليمة صالح، هي الأخرى، قبل شهرين، برفقة عائلتها من صنعاء إلى مأرب، وتأمل حليمة أن يتحسن الوضع الصحي لابنتها «واحدة»، البالغة عاماً ونصف العام، بعد أن أنهكها المرض بسبب شح الغذاء. وأضافت أنها تجد صعوبة في تأمين الطعام والشراب لابنتها في المخيم، وأنها نقلتها إلى المستشفى بعد أن أوشكت على الموت. وأوضحت أنها بذلت جهداً كبيراً لتجنيب طفلتها ما آلت إليه، لكن يوماً بعد آخر تزداد الأوضاع المعيشية والصحية سوءًا. وقالت سادرة ناجي محمد، ممرضة في قسم الأطفال في مستشفى مأرب: إن الطفلة «واحدة» كانت عبارة عن «جلد على عظم»، ثم تحسنت حالتها حالياً. وأضافت لـ «الأناضول أن المشفى يستقبل يومياً قرابة 50 طفلاً يعانون من سوء التغذية الحاد. وقال علي رياض، طبيب في قسم الأطفال بالمشفى ومسؤول إدارة الخدمات الطبية فيه: إن أسباب أغلب الأمراض التي يصاب بها الأطفال في اليمن هي سوء ونقص التغذية، موضحاً أن سوء ونقص التغذية للطفل يتسبب في نقص مستوى الذكاء ومشاكل بصرية.;
مشاركة :