شهدت العديد من شركات التكنولوجيا بعض الفضائح التي أثرت على سمعتها وصورتها أمام المستخدمين خلال عام 2018، وأشهر مثال على ذلك هو فضيحة كامبريدج أناليتيكا التي مازالت شركة فيسبوك تعاني من آثارها حتى الآن، بالإضافة إلى حوادث السيارات ذاتية القيادة الخاصة بشركتي أوبر وتيسلا التي أدت لوفاة أشخاص، وغير ذلك الكثير. وربما يكون عام 2018 هو الأسوأ على الإطلاق لعملاقة الإلكترونيات إنتل التي عانت من كارثة ثغرات Specter و Meltdown، والتي أثرت على الرقاقات المستخدمة في مختلف أنواع الأجهزة، بما في ذلك الخوادم وأجهزة الحواسيب المكتبية والمحمولة والأجهزة اللوحية والهواتف الذكية.فيما يلي أهم الفضائح التي تعرضت لها شركات التكنولوجيا على مدار العام الماضي:1- تعاون شركة جوجل مع وزارة الدفاع الأمريكية لاستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في شهر مارس الماضي كشفت تقارير أن شركة جوجل كان لديها تعاقد مع وزارة الدفاع الأمريكية لاستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والمعروف داخليا باسم مشروع مافن Project Maven. قال منتقدو المشروع أن تقنيات الذكاء الاصطناعي التابعة لجوجل – التي تسرّع عملية تحليل مقاطع الفيديو الواردة من الطائرات بدون طيار – ستستخدمها وزارة الدفاع الأمريكية لزيادة دقة ضربات الطائرات بدون طيار والتي غالباً ما تؤدي إلى خسائر في صفوف المدنيين. ونتيجة لذلك وقع الآلاف من موظفي جوجل رسالة إلى الرئيس التنفيذي للشركة ساندر بيتشاي Sundar Pichai، حثوا فيها الشركة على إنهاء العقد قائلين: “نعتقد أن جوجل لا ينبغي أن تكون مساهمة في مجال الحرب”. وبعد مواجهة ضغوط داخلية وخارجية شديدة أعلنت جوجل في شهر يونيو الماضي أنها لن تجدد عقدها الحالي مع وزارة الدفاع الذي سينتهي في العام القادم 2019.2- استيلاء شركة أوبر على الأسرار التجارية الخاصة بشركة وايمو للسيارات ذاتية القيادة في شهر فبراير/شباط الماضي قامت شركتى أوبر للنقل التشاركي وشركة وايمو Waymo للسيارات ذاتية القيادة التابعة لجوجل بالمثول أمام المحكمة بسبب سرقة أوبر أسراراً تجارية تتعلق بتطوير تكنولوجيا السيارات ذاتية القيادة الخاصة بشركة وايمو. وتمحورت القضية حول أنتوني ليفاندوفسكي وهو مهندس رفيع المستوى كان يعمل في شركة وايمو وتم اتهامه بسرقة معلومات عند مغادرة الشركة وتسريب هذه المعلومات إلى أوبر عندما انضم إليها، وانتهت القضية بإدانة أوبر وموافقتها على التسوية مقابل دفع غرامة قدرها 245 مليون دولار لشركة وايمو Waymo.3- الثغرات الأمنية بمعالجات إنتل في مطلع عام 2018 واجهت شركة إنتل أكبر صانع للمعالجات في العالم دعاوى جماعية على خلفية الكشف عن ثغرات أمنية في معالجاتها التي تم إنتاجها خلال العشرين عامًا الماضية، حيث كشف الباحثون عن ثغرتين خطيرتين في معالجات الحواسيب والهواتف الذكية أُطلق عليهما اسم Meltdown و Spectre . وأثرت هذه الثغرات على الرقاقات العاملة ضمن مختلف أنواع الأجهزة، بما في ذلك الخوادم وأجهزة الحواسيب المكتبية والمحمولة والأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، حيث تسمح للقراصنة بالوصول إلى البيانات وكلمات السر ومفاتيح التشفير وغيرها من المعلومات، مما دفع الشركات المُصنعة للرقاقات والبرمجيات إلى إصدار تصحيحات أمان.4- حوادث السيارات ذاتية القيادة خلال شهر مارس/آذار الماضي وقع حادث مروري في مدينة تيمبي بولاية أريزونا بواسطة سيارة ذاتية القيادة تابعة لشركة أوبر تسبب في وفاة سيدة من المارة، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يُقتل فيها أحد المشاة بسبب سيارة ذاتية القيادة. أوقفت بعد ذلك شركة أوبر Uber جميع اختباراتها للسيارات ذاتية القيادة، حيث كانت تتنافس مع شركات مثل وايمو Waymo وجنرال موتورز GM في السيطرة على سوق خدمات السيارات ذاتية القيادة. كما وقع الحادث الثاني في شهر مايو حينما تعرضت سيارة وايمو Waymo ذاتية القيادة التابعة لشركة جوجل لحادث مرور بمدينة تشاندلر بولاية أريزونا الأمريكية،ولكن هذ الحادث تسبب في إصابات طفيفة.موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن: فيسبوك تقول إن وصول الشركات إلى بيانات مستخدميها كان بإذنهم ديسمبر 19, 2018 إنستاجرام تتيح استخدام ملصق الأسئلة أثناء البث المباشر وتضيف… ديسمبر 19, 2018 كما وقع خلال شهر مارس أيضًا حادث آخر لسيارة تيسلا Model S التي تعمل بميزة القيادة الذاتية عبر تقنية Autopilot، لكن يبدو أن تلك التكنولوجيا لم تعمل بشكل صحيح قبل الاصطدام بالشاحنة مما تسبب في مقتل سائقها. وأعلنت شركة تيسلا أن هناك خلل فني في سيارتها من طراز Model S، وبناءًا عليه قامت باستدعاء 123 ألف سيارة من التي تم تصنيعها قبل عام 2016، وقد أكدت وقتها أن الجزء الذي تسبب في هذه المشكلة بالسيارة لا تقوم هي بتصنيعه وإنما تنتجه شركة أخرى.5- استدعاء مارك زوكربيرج للشهادة أمام الكونغرس الأمريكي تم استدعاء مارك زوكربيرج الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك للإدلاء بشهادته أمام الكونغرس في أبريل/نيسان الماضي في أعقاب سلسلة من الفضائح التي تعرضت لها الشركة، بما في ذلك استخدام كامبريدج أناليتيكا غير المصرح به للبيانات الشخصية الخاصة بـ 87 مليون مستخدم، والأخبار المزيفة التي تم نشرها على فيسبوك وبعضها استخدمه القراصنة الروس مما أثر على نتائج الانتخابات الرئاسية 2016. واجه زوكربيرج جلستي استجواب لمدة خمس ساعات، ولم يتمكن من الإجابة عن العديد من الأسئلة حول الطريقة التي ستتبعها فيسبوك لإيقاف التدخل الأجنبي، وعن مدى استخدام الروس للفيسبوك للتأثير على الانتخابات الرئاسية عام 2016. وقال إن فيسبوك تتعهد بالتحقق من الآن فصاعدًا من هوية المجموعات أو الجهات السياسية التي تجري حملة إعلانية على فيسبوك. ولكن مع التعمق في طرح المزيد من الأسئلة حول الآلية الدقيقة للقيام بذلك فإن زوكربيرج لم يكن لديه إجابة واضحة. وعلاوة على ذلك لم يكن مارك قادرًا على الإجابة عن الصلة بين الشركة التي لها صلة مع الروس – والتي اشترت الإعلانات في الانتخابات الرئاسية وبين شركة كامبريدج أناليتيكا – وهي شركة متخصصة في استقصاء وجمع البيانات، وقد وصلت بشكل غير شرعي إلى البيانات الخاصة بحوالي 87مليون مستخدم لفيسبوك.6- تغريم شركة جوجل 5 مليار دولار بسبب احتكار نظام التشغيل أندرويد خلال شهر يوليو الماضي تعرضت شركة جوجل لغرامة ضخمة قيمتها 4.3 مليار يورو أي ما يُعادل 5 مليار دولار من قبل المنظمين في الاتحاد الأوروبي وذلك لخرقها قوانين مكافحة الاحتكار، وتقول المفوضية الأوروبية إن جوجل أساءت استخدام هيمنتها في سوق أندرويد عن طريق فرضها لمحرك بحثها ومتصفحها جوجل كروم ضمن نظام التشغيل، كما زعمت أن عملاقة البحث منعت صناع الهواتف من إنشاء أجهزة تعمل بواسطة إصدارات متقاربة من أندرويد، مع دفعها لأموال إلى جهات تصنيع كبيرة ومشغلي شبكات محمول لتضمين تطبيق بحث جوجل على الهواتف بشكل حصري. وجاءت الغرامة نتيجة لتحقيقات استمرت ثلاث سنوات أجرتها مجموعة المراقبة الأوروبية لمكافحة الاحتكار، وهي الغرامة الأكبر لانتهاكات مكافحة الاحتكار التي أصدرتها المجموعة على الإطلاق. وعلى الرغم من أن جوجل قالت إنها ستستأنف ضد الحكم الصادر حول هذه الغرامة، إلا أنها صرحت بالتزامها بقرار الاتحاد الأوروبي في هذه الفترة، وشاركت بعضًا من التغييرات التي أجرتها نتيجة لذلك، والتي تضمنت الحصول على رسوم من الشركات التي ترغب في تنصيب مجموعة تطبيقات جوجل مسبقًا على أجهزتها.7- التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية خلال شهر مايو الماضي كشف الديموقراطيون في لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي عن أكثر من 3000 إعلان على فيسبوك مولتها وكالة أبحاث الإنترنت “IRA” التي تتخذ من روسيا مقراً لها في الفترة من 2015 وحتى أواخر عام 2017. وقال المشرعون إن مؤسسة “IRA” – ذات الصلة المباشرة بأنشطة الدعاية الروسية عبر منصات التواصل الاجتماعي – قد استخدمت هذه الإعلانات على فيسبوك – وعلى موقع إنستاجرام المملوك لفيسبوك – في محاولة لخلق فوضى سياسية وإلحاق الضرر بالديمقراطية الأمريكية. وخلال شهر يوليو وجهت وزارة العدل الأمريكية اتهامات جديدة إلى 12 ضابطًا في الاستخبارات الروسية باختراق حسابات مسؤولين في الحزب الديمقراطي والحملة الرئاسية للمرشحة هيلاري كلينتون خلال الانتخابات الأمريكية الرئاسية لعام 2016. ورد في لائحة الاتهام المكونة من 11 قضية بالتفصيل الجهود الكثيفة والمعقدة التي قامت بها أجهزة الاستخبارات العسكرية الروسية لتخريب حملة المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون المنافسة لترامب، بالإضافة إلى الكثير من اختراقات أخري تراوحت بين هجمات التصيد الاحتيالي للوصول إلى نواب ديمقراطيين، وعمليات غسيل الأموال، ومحاولات قرصنة مجالس الولايات للانتخابات.8- تغريدة إيلون ماسك التي كلفته 40 مليون دولار والتخلي عن منصبه كرئيس لمجلس إدارة تيسلا خلال شهر أغسطس الماضي قام إيلون ماسك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة تيسلا بنشر تغريدة على حسابه في موقع تويتر أعلن فيها: “أنه ينظر في خطة لتحويل شركة السيارات الكهربائية إلى ملكية خاصة، مشيرًا إلى أنه ضَمن التمويل اللازم الذي يجعل قيمة السهم الواحد للشركة 420 دولارًا“. وارتفعت أسهم الشركة لفترة وجيزة بعد إعلانه، لكنها هبطت مرة أخرى. بعد فترة وجيزة رفعت هيئة الأوراق المالية والبورصات (SEC) دعوى قضائية ضد ماسك تتهمه بالاحتيال في الأوراق المالية حيث أنه أدلى ببيانات كاذبة ومضللة في تغريدة له، وبموجب التسوية سيبقى ماسك في منصب المدير التنفيذي للشركة بينما سيستقيل من منصب رئيس مجلس الإدارة لمدة ثلاث سنوات، كما سيدفع ماسك وشركة تيسلا معًا غرامة قدرها 20 مليون دولار لكل منهما.
مشاركة :