صادقت الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الأربعاء، رسمياً، وبأغلبية كبيرة، على «الميثاق العالمي للهجرة» الذي يهدف إلى تعزيز التعاون الدولي من أجل «هجرة آمنة ومنظمة ونظامية»، بعدما أقرته 165 دولة في مؤتمر المغرب مطلع الشهر الجاري. على الرغم من الرفض الأمريكي، وعدة دول أخرى له. في الوقت الذي أرجأت فيه الحكومة الإيطالية قرارها بشأن التصديق على الاتفاق العالمي.وشهد التصويت الذي أجري أمس، تأييد 152 بلداً للميثاق العالمي للهجرة، وامتناع 12 دولة عن التصويت، في حين عارضته خمسة بلدان، هي الولايات المتحدة، والمجر، وجمهورية تشيكيا، وبولندا، و«إسرائيل».وتعد هذه الوثيقة الدولية الأولى لإدارة الهجرة، وتحدد 23 هدفاً لفتح الهجرة القانونية، ومنع عبور الحدود في شكل غير قانوني، مع ارتفاع عدد الأشخاص الذين يتنقلون عالمياً إلى أكثر من 250 مليون شخص.وتسبب ميثاق الهجرة باندلاع خلافات في دول عدة في الاتحاد الأوروبي، وأدى إلى انهيار الائتلاف الحكومي في بلجيكا، ودفع وزير خارجية سلوفاكيا إلى تقديم استقالته.ومن الولايات المتحدة إلى أوروبا، وما وراءها، اتخذ القادة الشعبيون اليمينيون إجراءات متشددة جداً لمنع دخول المهاجرين إلى بلدانهم في السنوات الأخيرة. وسعت الولايات المتحدة، بحسب مصادر دبلوماسية حتى اللحظات الأخيرة، إلى إقناع دول أخرى بعدم تأييد الميثاق.في السياق نفسه، وافق مجلس النواب الإيطالي، أمس الأربعاء، على قرار يطالب الحكومة بإرجاء اتخاذ قرار بشأن ما إذا كان سوف يتم التصديق على الاتفاق الأممي بشأن الهجرة، في خطوة تشكل مناورة سياسية لإخفاء الآراء المتضاربة داخل حزبي الائتلاف الحاكم بشأن الاتفاق العالمي.وقال نواب من حركة «خمس نجوم»، وحزب «الرابطة»، إن على الحكومة «إرجاء اتخاذ قرار بشأن قبول إيطاليا للاتفاق».يذكر أن أكثر من 150 دولة صدقت على الاتفاق الأممي خلال مؤتمر الأمم المتحدة الذي استضافه المغرب، ولكن إيطاليا لم تحضر المؤتمر، بجانب عدد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية.من جهة أخرى، طالبت المفوضية الأوروبية، أمس، ثماني دول شرق القارة ببذل الجهود في مكافحة الجريمة المنظمة، والهجرة غير المرغوب فيها، قبل أن يسمح لمواطنيها بالسفر لدول الاتحاد الأوروبي بلا تأشيرة دخول.وقال المفوض الأوروبي لشؤون الهجرة، دميتريس أفراموبولوس، في بروكسل، إنه على الرغم من أن مقدونيا وصربيا وأوكرانيا، وخمس دول أخرى، وفت حتى الآن بتعهداتها، إلا أنه لا يزال عليها بذل المزيد من الجهود ضد الهجرة غير الشرعية، لافتاً إلى أن أعداد المهاجرين الذين يصلون لدول الاتحاد عبر أوكرانيا وصربيا والبوسنة لا تزال مرتفعة.وأشار أفراموبولوس إلى أن كثير من مواطني جورجيا ومولدافيا قدموا طلبات لجوء غير مبررة في دول بالاتحاد الأوروبي. وأضاف: إن مجموعات من الدول الثماني تشتغل بتجارة البشر والمخدرات وغسل الأموال، وتنفذ جرائم إلكترونية.(وكالات)
مشاركة :