بروكسل - توصل الاتحاد الأوروبي أمس لاتفاق يقضي بحظر منتجات البلاستيك، ذات الاستخدام الواحد، في خطوة تهدف لخفض كميات معلبات المواد الغذائية وأكواب المشروبات التي تثقل كاهل البيئة. وتضم المنتجات، التي سيشملها الحظر، الأطباق وحيدة الاستخدام وشفاطات العصائر وغيرها من البضائع الاستهلاكية المصنوعة من البلاستيك. وأعلنت الرئاسة النمساوية الدورية للاتحاد الأوروبي أن مفاوضين من البرلمان الأوروبي ودول الاتحاد توصلوا لاتفاق بشأن تفاصيل الحظر. ويسعى الاتحاد الأوروبي من وراء الحظر إلى خفض الكميات الهائلة من قمامة البلاستيك التي تلقى في البيئة وفي بحار العالم مما يتسبب في خسائر كارثية على البشرية. وكانت المفوضية الأوروبية قد اقترحت في شهر مايو الماضي حظر أواني المطبخ وحيدة الاستخدام وشفاطات العصائر والأعواد التي في أطرافها قطن والتي تستخدم في تنظيف الأذن وغيرها من الأدوات ذات الاستخدام الواحد. 22 مليار يورو حجم الأضرار البيئية التي سيتفاداها الاتحاد الأوروبي بحلول 2030 في حال تم تنفيذ الخطة ولكن البرلمان الأوروبي ودول الاتحاد الأوروبي أدخلوا تعديلات طفيفة على هذه الاقتراحات خلال مناقشتها قبل إقرارها. ومازال الاتفاق المؤقت في حاجة للحصول على الموافقة الرسمية من جانب دول الاتحاد الأوروبي والبرلمان الأوروبي، ومن المتوقع أن يدخل حيز التنفيذ في غضون عامين تقريبا. وفي حال تمت الموافقة النهائية، ستفرض المفوضية الأوروبية قيودا على المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد كجزء من خطتها لضمان إعادة تدوير 55 بالمئة من جميع أنواع البلاستيك بحلول عام 2030. وربما شعر الناس في حياتهم اليومية بتأثير هذه الاستراتيجية التي ينتهجها الاتحاد الأوروبي والهادفة لكبح كميات النفايات البلاستيكية التي تصل للبيئة جراء منتجات البلاستيك التي أصبحت شائعة الاستخدام ولكن لن يتم حظر سوى المنتجات التي لها بديل أفضل. ويقول خبراء إن الاتفاق ستكون له أهمية بالغة بالتأكيد على قطاع صناعة منتجات البلاستيك، الذي بلغ حجم أعماله 340 مليار يورو في عام 2015 ويوفر نحو 1.5 مليون فرصة عمل. سفينيا شولتسه: من يلقي بالقمامة في الطبيعة مستقبلا سيضطر لتحمل التبعات سفينيا شولتسه: من يلقي بالقمامة في الطبيعة مستقبلا سيضطر لتحمل التبعات وتأمل المفوضية من وراء الاتفاق في تحقيق مكاسب كبيرة للبيئة، إذ يعتقد على أن هذه الإجراءات ستخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 3.4 مليون طن. ويشكل البلاستيك حوالي 85 بالمئة من جميع النفايات الموجود في المحيطات، كما تتكون نصف هذه الكمية من المواد ذات الاستخدام الواحد. وأظهرت تقارير سابقة أن مثل هذه الخطوات ستجنب البيئة أضرارا بقيمة تصل إلى 22 مليار يورو بحلول العام 2030. ومن المتوقع أن يوفر المستهلكون ما يصل إلى حوالي 6.5 مليار يورو سنويا جراء هذه الحزمة من الإجراءات. وتبرر المفوضية هذه المبادرة بأنها تحمي البحار والمحيطات، حيث إن أكثر من 80 بالمئة من النفايات الموجودة في البحار من البلاستيك، وذلك وفقا لبيانات المفوضية. وفي حين لا توجد بدائل متاحة بسهولة، مثل حاويات الوجبات السريعة البلاستيكية، يقول الاتحاد الأوروبي إنه يجب على الدول الأعضاء احترام مبدأ “الملوث يدفع”. وتراهن استراتيجية المفوضية أيضا على إشراك الشركات المصنعة في تحمل تكاليف إزالة هذه النفايات، حيث ينتظر على سبيل المثال أن تلزم شركات التبغ مستقبلا بالمشاركة في تحمل تكاليف جمع عقاب السجائر. ونسبت مجموعة فونكه الإعلامية الألمانية لوزيرة البيئة الألمانية سفينيا شولتسه قولها إنه “من يلقي بقمامة مثل السجائر سيضطر مستقبلا لتحمل المزيد من المسؤولية عن النفايات”. وأضافت “يمكن على سبيل المثال أن تشرّك صناعة السجائر في تحمل تكاليف تنظيف الشواطئ والمنتزهات”. ويود الاتحاد الأوروبي أن تنفذ الدول الأعضاء خططها المتعلقة بجمع 90 بالمئة من الزجاجات البلاستيكية بشكل منفصل بحلول 2025.
مشاركة :