«عندما ينطلق العنف تتوقف الحرية» وازدواجية المعايير!

  • 12/20/2018
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

‭{‬ الصور يتّم نقلها مباشرة أمام العالم، والمراسلون منتشرون في أماكن الحدث.. الحرق أمامنا، ومسيّل الدموع وتركيع الطلاّب، ونهب المتاجر، وعشرات الآلاف من الشرطة والمدرعات، كل شيء أمام العين في بثّ مباشر، ويذكر الجميع بأحداث ما أسماه الغربيون بـ«الربيع العربي»! وعلى الرغم من كل ذلك عادت بعض القنوات الفرنسية، ومنها الناطقة بالعربية مثل قناة (France 24) لتنزعج من مقارنة ما أحدثته أزمة «السترات الصفراء» بأحداث البلاد العربية بعد 2011! يقول المحللون «العرب» الملكيون أكثر من الملك، إن الإعلام العربي (شوَّه الصورة وضخَّمها وأوردها على غير طبيعتها)! يا سبحان الله، وكأنهم نسوا الإعلام الفرنسي وسياسة فرنسا، والإعلام الغربي، كيف روجوا لأحداث «الخريف العربي» وكيف انحازوا إلى المخربين والإرهابيين، وكيف أرسلوا رسائل (ضغوطهم الحقوقية) فيما اعتبره الرئيس الفرنسي بالنسبة إلى أحداث بلاده أنه (عنف ومعه تتوقف الحرية)! ‭{‬ الإعلام الفرنسي الموجّه إلى العرب حول أحداث فرنسا يقول: (رأيكم خاطئ وهذه أحكام مسبقة وابتزاز للصورة الفرنسية)! ويتجاهلون هنا ما يفعله الإعلام الفرنسي والغربي عمومًا من تسييس لقضية خاشقجي، وتشويه صورة السعودية من خلالها! (يتجاهلون كيف يستغل إعلامهم كجزء من الإعلام الغربي المعادي للعرب الأحداث السياسية العربية) وكيف باسم الحقوق يروجون للإرهاب والتطرف فيها باعتبار أصحابها نشطاء سياسيين! وحول أحداثهم في فرنسا ها هم يشجبون (وسائل التواصل الاجتماعي) باعتبارها محرضا ومشوها للصورة الفرنسية، وأنه يجب عدم التعميم، متجاهلين أن نسبة البطالة في فرنسا بلغت 15%، وأن حراك «السترات الصفراء» ذو أبعاد اقتصادية، واجتماعية وسياسية لا يُستهان بها! وأنها لن تتراجع! أطرف ما جاء على قناة France 24 (لمناقشة تشويه صورة فرنسا في الإعلام العربي)! هو ما قاله ضيفهم القطري «صالح غريب» إنه (تمّ تأجيج الحدث واستغلاله ضد الدولة الفرنسية)! وأضاف: (في الوطن العربي نحن عاطفيون لا نفرقّ بين هذا وذاك في الإساءة إلى الدولة الفرنسية)! الطريف أن المحلّل القطري يتجاهل ما يقوله هو نفسه طوال الوقت على قناة الجزيرة وعلى كل الفضائيات حول «قضية خاشقجي» وليس أحداث تمرّد شعبي كالذي في فرنسا، وهو يخلط عن عمد بين (قضية جنائية) والدولة السعودية ككل! فيما هو في أحداث فرنسا يطالب بعدم الإساءة إلى الدولة الفرنسية! ويتجاهل الدور الذي تقوم به قناة بلاده «الجزيرة» التي يسهم فيها كل يوم، وهي (تؤجج الحدث وتستغلّه ضد الدولة السعودية)! ويتجاهل حرب القناة على كل ما هو استقرار وأمن عربي، ويتجاهل دورها في أحداث 2011 وإلى الآن باعتبارها القناة (صانعة الحدث) وليست ناقلة له! ‭{‬ لقد جاء اليوم الذي يشكو فيه الرئيس الفرنسي «ماكرون» من عنف الشارع ويقول (لا شيء يبرّر العنف، ولا حقوق أو حرية لمن يلجأ إلى العنف)! هذا كلام صادر عن رئيس أكثر الدول الديمقراطية في العالم! وكان يقول غير ذلك لدول «الربيع العربي»! ألم تقل دولنا العربية التي تعرضت للإرهاب والعنف أنها تواجه ذلك؟! فإذا بفرنسا والغرب (يتباكون على الحقوق والحريات) باعتبار ممارسي العنف نشطاء سياسيين! والمفارقة أن الغرب صامت حتى اليوم تجاه أحداث فرنسا، وكذلك المنظمات الحقوقية! فيما «ماكرون» يقول (لا حقوق أو حرية لمن يلجأ إلى العنف)! أليس هؤلاء (بحسب تصنيفكم لهم) في بلادنا العربية (نشطاء سياسيين) ولهم الحق في ممارسة عنفهم مع حفظ حقوقهم، كما تدعون إلى الآن بالنسبة إليهم، إن مارسوا العنف في بلادنا؟! إنها ازدواجية المعايير بامتياز! وما يشجعونه في أوطاننا يبكون عليه في بلدانهم! ولن ننسى ما قالته إحدى الفرنسيات صارخة (لا تخربوا فرنسا كما خرَّب العرب أوطانهم)! هل من متعظ؟!

مشاركة :