قدّر لقدمك قبل الخطو موضعها.. حقل ألغام في حراج إبل الشرائع

  • 12/20/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

"ترتص" العشرات من المركبات على جنبات الطريق، ويزدحم الموقع بمئات المئات من الإبل بأحجامها وأعمارها في صبيحة كل يوم خميس، من قبل الفجر حتى تشتد حرارة الشمس في حراج الإبل بالشرائع. وقفت "سبق" صباح اليوم على الحراج، ووثّقت الفوضى المنتشرة في الموقع والعشوائية في التنظيم وما تُسببه من تزاحم وإصابات متعددة بين الإبل نفسها أو الأشخاص المتواجدين بداخل الحراج. فبداية من الطريق المؤدي إلى الحراج تتراصّ المركبات بانتظام حتى تقترب من مدخل الحراج لينقلب الوضع إلى عنق الزجاجة، ولا تكاد تعبر إلا باحترافية بسب الوقوف العشوائي. فما إن تطأ قدمك أرض الحراج، وقبل أن تصل إليه، وأنت تسمع رغي الجمال وأصوات العصي وهي تدوّي من بعيد؛ لتشاهد بعدها عشرات العشرات من العصي وقد تعددت ألوانها وأحجامها؛ بل إن بعضهم تَفَنّن في إدخال بعض المحسنات عليها بربطها بسوط في آخرها. وأنت تتجول في السوق، يخيل إليك أنك تمشي في حقل ألغام؛ فتختار مكان قدمك بإحدى عينيك بعناية؛ لئلا تتعثر في الأحبال المنتشرة في أقدام الجمال، والعين الأخرى ترقب فيها أنياب تلك الجمال وعصي الجمالة؛ فقد تصيبك أو تدهسك الإبل وهي تنطلق من مكان لآخر. يزداد صوت ضربات العصي، وتعلو الصيحات؛ وذلك عندما تتقارب فحول الإبل ويحصل بينهما قتال وتنافس؛ ليبادر كل مَن يحمل عصا بضربها في وجهها وفوق أنوفها؛ مما يدفعها للتحرك باتجاهات متعددة تكاد تسحق من يقع تحتها؛ برغم وجود أطفال في الموقع لا يفصلهم عنها سوى أمتار. وثّقت "سبق" بعض آثار الضرب التي نتج عنها دماء تسيل من أنوف بعض الجمال، ورصدت هُزال بعض الإبل، ويظهر عليها أمراض خارجية إما في جلدها أو أقدامها. ويشهد السوق حراكاً مالياً جيداً، وتتفاوت الأسعار لتصل لقرابة 8 آلاف ريال، وتنال صغار الجمال منها نصيب الأسد برغم ندرتها، وينافس المواطنون في السوق عمالةٌ من الجنسية المصرية، وتتزايد رغم وجود الدلال ومن يوثق المبالغ المالية في الحراج.

مشاركة :