شهد عاما 1438 و1439هـ، انخفاضاً في معدلات الوفيات والإصابات الناجمة عن الحوادث المرورية في المملكة؛ حيث أظهرت إحصاءات الإدارة العامة للمرور، انخفاضاً ملموساً في وفيات وإصابات الحوادث المرورية خلال العامين المنصرمين. وبلغت نسبة الانخفاض 33% للوفيات و21% للإصابات، وسجلت أعداد الوفيات انخفاضاً من 9031 وفاة في عام 1437هـ إلى ٦٠٢٥ وفاة في عام ١٤٣٩هـ، كما انخفضت أعداد الإصابات الناجمة عن الحوادث المرورية من 38120 إصابة في عام 1437هـ إلى 30217 إصابة في عام 1439هـ. وتُعزى هذه النتائج التي تحققت في ظل الدعم المباشر من قِبَل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، إلى العمل المنسق بين كل القطاعات المعنية. جدير بالذكر أن ملف تعزيز السلامة المرورية يُعد أحد برامج التحول الوطني ضمن رؤية المملكة 2030؛ حيث تعمل كل الجهات المعنية بشكل حثيث على بناء منظومة السلامة المرورية في المملكة، واعتماد التقنيات الحديثة في أساليب الضبط المروري والهندسة المرورية. وتعمل هذه الجهات على زرع مفاهيم السلامة المرورية في النشء؛ من خلال تضمين هذه المفاهيم في المقررات والأنشطة المدرسية. وتشمل هذه الجهود ضمانَ حصول مصابي الحوادث على الرعاية الطبية المثلى في وقت قياسي والتي من ضمنها برامج إعادة التأهيل. وتحققت هذه النتائج بفضل مجهودات وزارة الداخلية في رفع مستوى الضبط المروري بنسبة تجاوزت 60٪ مقارنة بالسنوات السابقة؛ مما نتج عنه ارتفاع في مستوى الالتزام باستخدام حزام الأمان بنسبة تجاوزت 95% في المدن التي ترصد فيها هذه المخالفة آلياً، إضافة إلى انخفاض نسبة مرتكبي المخالفات المؤثرة على السلامة المرورية من 33٪ إلى 20٪ من إجمالي عدد المخالفين. وقامت القطاعات الهندسية بجهود مميزة تَمَثّلت في رفع مستوى السلامة على الطرق من قِبَل وزارة النقل من خلال عدة مبادرات مختصة بسلامة الطرق، بالإضافة إلى معالجة 48٪ من المواقع الخطرة داخل المدن من قِبَل وزارة الشؤون البلدية والقروية. وكان لاستجابة الجهات الإسعافية للحوادث المرورية، دور فعال في تقليل شدة الحوادث؛ حيث تطورت الخدمات الطبية المقدمة في موقع الحادث، كما انخفض معدل زمن الاستجابة من قِبَل الفِرَق الإسعافية من ١٧ دقيقة إلى ١٥ دقيقة، وتسعى الجهات الإسعافية للوصول إلى ١٢ دقيقة خلال الأعوام القادمة. وتعمل كل الجهات المعنية على تطبيق الاستراتيجية الوطنية للسلامة المرورية التي بنيت على أفضل الممارسات العالمية لرفع مستوى السلامة المرورية على الطرق؛ بهدف الوصول بمؤشرات القطاع المروري إلى مصافّ الدول المتقدمة.
مشاركة :