نظمت كلية الآداب بجامعة القاهرة، احتفالية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية برعاية الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس الجامعة، وبمشاركة مركز جامعة القاهرة للغة والثقافة العربية، ومركز جامعة القاهرة للغات الأجنبية والترجمة، وبحضور الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق، وعمرو موسى أمين جامعة الدول العربية الأسبق، والسفير أرمان إيسالييف سفير كازاخستان بالقاهرة.وبدأت الاحتفالية، بجلسة تحدث فيها فضيلة الشيخ علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق، وسفير كازاخستان بالقاهرة، والدكتور أحمد الشربيني عميد كلية الآداب، والدكتور عبد الله التطاوي المستشار الثقافي لرئيس جامعة القاهرة والأستاذ بقسم اللغة العربية.وافتتح الدكتور عبدالله التطاوي الجلسة بكلمة نيابة عن رئيس الجامعة الدكتور محمد عثمان الخشت، أكد خلالها، أن اللغة العربية لديها القدرة على تجديد نفسها مع توالي الأزمنة، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة قد اتخذت من يوم الثامن عشر من ديسمبر يومًا للغة العربية، كما خصصت اليونسكو يوم الحادي والعشرين من فبراير للاحتفاء باللغة الأم، ومضيفًا أن التحذيرات التي أطلقتها الأمم المتحدة بشأن اندثار بعض لغات الأرض، لم تشمل اللغة العربية وذلك بحكم ثرائها وتميزها.وأوضح التطاوي، أن اللغة العربية هي التي أنتجت العلوم والمعارف، حين نبغ ابن حيان وابن رشد وابن الهيثم وابن سينا والإدريسي والكندي والفارابي، وغيرهم ممن انتجوا العلم وكانت أوروبا غارقة في ظلام العصور الوسطى، حتى أفاقت ونقلت عنهم وتقدمت، وتخلفنا نحن أمام هجمات الاستعمار الشرسة.وأكد التطاوي، ضرورة إنشاء مجلس أعلى للرصد اللغوي والمتابعة من خلال صلاحيات واسعة باتخاذ قرارات وليس توصيات، يستطيع من خلالها متابعة مايُدرس للأبناء والأحفاد في جميع مدارس مصر، وتجديد المناهج بشكل عصري ومستقبلي بنّاء.ومن جانبه، قال الدكتور على جمعة، نحن نعرف أنه لا قداسة للغة، ولكن هناك لغة مقدسة، وهي التي نزل بها القرآن، وإن كانت تعتري اللغة العربية بعض المشكلات، إلا أنها باقية، لأن بها نص قرآني يحفظها، مؤكدًا أن اللغة العربية بها ميزة أخرى، وهي الحفظ عن ظهر قلب وهو ما يتميز به القرآن دون النصوص الأخرى، قائلًا: " علينا التمسك والرجوع إلى اللغة العربية إن كنا نريد الدخول إلى عصر الإبداع والحضارة ". وردا على استهجان العامية، استشهد الدكتور على جمعة ما ذكره عن رسالة حفني ناصف حول مميزات لغة العرب، وكيف تفاعلت معها لغة القبائل الوافدة على بعض محافظات مصر، فعلى سبيل المثال أخذت بني سويف لهجتها من قريش، والشرقية اخذت لهجتها من تميم، والمنيا من هذيل، وهكذا.وتوقف الدكتور علي جمعة، عند امتلاك العرب ثروة حضارية بلغتهم التي عاشت قرونًا وتعيش وتطور نفسها، في مقابل لغات أخرى تموت بموت آخر من يتحدث بها.ثم تحدث أرمان إيسالييف سفير كازاخستان بالقاهرة، قائلًا نحن نهتم باللغة العربية في جامعاتنا اهتمامًا بالغًا، وبكل جامعة يوجد قسم للغة العربية، ولدينا دارسون في مرحلة الدراسات العليا يدرسون اللغة العربية بمصر، ومركز اللغة العربية بجامعة القاهرة، مشيرًا إلى أهمية الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية وقيمته العلمية.وأشاد السفير الكازاخستاني، بأعلام العرب، مثل العلامة الجوهري والفارابي، وكذلك العلاقات الوطيدة التي تربط بين مصر وكازاخستان منذ ذكريات الظاهر بيبرس والفارابي. ووجه سفير كازاخستان الشكر لرئيس جامعة القاهرة لدعوته لحضور الاحتفالية.وقال سفير كازاخستان أن بلاده سوف تحتفل بذكرى ميلاد العالم العربي الجليل الفارابي الذي ولد بمدينة فاراب، مشيرًا إلى أنه يعتبر في كازاخستان المعلم الثاني بعد أرسطو، وله العديد من المؤلفات العربية التي نقل عنها الغرب.وتضمن المؤتمر عدة جلسات حول آفاق التعامل مع اللغة العربية باعتبارها بيت الهوية من خلال قدرتها على التطور والتحديث وتلبية حاجات العصر.
مشاركة :