تصاعدت أزمة الغاز في جدة بشكل غير مسبوق وللأسبوع الثاني على التوالي فيما استغل بعض السماسرة في السوق السوداء حاجة العوائل للأسطوانات وتم رفع الوحدة الصغيرة من 15 إلى 40 ريالا، فيما اضطرت بعض المطاعم والبوفيهات إلى إغلاق أبوابها بينما لجأ البعض إلى استخدام الفحم والخشب لتسخين الطعام للزبائن. وتكررت أمس ظاهرة الطوابير أمام محلات الغاز التى استطاعت توفير أعداد قليلة من أسطوانات الغاز وبدرجة لا تفي باحتياجات السكان فيما قامت الدوريات بتنظيمها. «المدينة» التقت بعض المواطنين والمقيمين وأصحاب مطاعم عن الأزمة، حيث قال يعقوب الغانم: «للأسبوع الثاني على التوالي ونحن نعاني من نقص الغاز وعدم توفره في كثير من المحلات ونظل نبحث من الصباح على محل يبيع الغاز لكن كلها مغلقة وأصبحنا نسأل أصحاب المطاعم عن إمكانية وجود أحد المحلات الغاز المتوفر لديها أسطوانات ممتلئة، وتبين أنهم يعيشون نفس المعاناة وأنه منذ السادسة صباحا وحتى الحادية عشرة وهو يبحث عن أسطوانة دون جدوى». وشاركه الرأي عبدالعزيز زمزمي حيث يقول: «وجدت أسطوانة بيتي منتهية فذهبت لاستبدالها بأخرى ممتلئة إلا أني لم أجد محلا للغاز مفتوحا فكلها مغلقة»، وتساءل: من المسؤول عن هذه الأزمة التي لها أكثر من أسبوعين؟. واستطرد المواطن السعودي سالم حيدر: «أملك محلا لتوزيع الغاز ولي سيارتي الخاصة التي تنتقل إلى شركة الغاز للحصول على أسطوانات الغاز الممتلئة وتنزل الفارغة إلا أنه في الفترة الأخيرة أصبح السائق ينتظر مع السيارة حتى آخر اليوم للحصول على الغاز وبكميات أقل من المعتادة»، وكرر نفس التساؤل السابق: «لماذا أصبح عدد الأسطوانات قليلا وليس كالمعتاد؟ وأجاب:علمت أن الشركة قامت بتصفية عدد من عمالتها ولا أعلم السبب وأن العدد الموجود لا يكفي لتغطية الطلب على الغاز في مدينة جدة. ويلتقط وليد سالمي (صاحب مطعم) طرف الحديث قائلا: «لنا أكثر من أسبوع ونحن نعاني من هذه الأزمة التي أعصفت بنا وتكبد مطعمي الكثير من الخسائر المالية بسبب قلة الغاز وحتى أخفف الخسائر أصبحت أستخدم الفحم والخشب لأقوم بتسخين الأطعمة للزبائن». أما حمدي المالكي (صاحب مطعم تميس) فيقول: «أغلقت مطعمي لأني لم أستطع تلبية عدد الأسطوانات المطلوبة وأنا في هذه المشكلة منذ أيام وهذه الأمور تسبب خسائر كبيرة لنا نحن أصحاب المطاعم لأننا نحتاج كميات كبيرة». أزمة مفتعلة ومن جهته يرى الخبير الاقتصادي الدكتور فاروق الخطيب: بأن أزمة الغاز مفتعلة ولعبة احتكارية اقتصادية من كبار تجار الغاز في المملكة، حيث قاموا بتقليل كميات الغاز التي يطلبها أصحاب محلات الغاز وإجباره على أن يرفع السعر، وأضاف: «قمت بدراسة ميدانية للظاهرة ووجدت أن الارتفاع يكون في أوقات الشتاء حيث يكون الطلب متزايدا»، وتوقع ارتفاع سعر الأسطوانة أكثر من 30 % خلال المرحلة المقبلة. وفى سياق متصل تواصلت «المدينة» مع شركة الغاز ولم يكن هناك رد على استفسارات المواطنين كما تم التواصل مع أحد الموزعين من الجنسية الباكستانية وطلبت منه أسطوانتين فأجاب أنه لا يوجد أي أسطوانة للبيع وبعد الإصرار وافق لكن مقابل 40 ريالا للأسطوانة الواحدة. يشار إلى أن شركة الغاز والتصنيع الأهلية نفذت عبر بيان أصدرته سابقا بأنه لا يوجد لديها أزمة غاز بمنطقة جدة. المزيد من الصور :
مشاركة :