وسط أجواء وطنية على كورنيش الدوحة، وتحت شعار "فيا طالما قد زينتها أفعالنا.. قطر ستبقى حرة"، شهد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، عرض مسير اليوم الوطني، والذي يصادف عرضه اليوم الوطني، والمحدد له الثامن عشر من ديسمبر من كل عام. كما شهد المسير الوطني صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وأصحاب السمو والسعادة من الشيوخ والوزراء، وعدد من أصحاب المعالي والسعادة ضيوف البلاد. أُقيم المسير- الذي يعد أكبر مسير وطني في تاريخ الدولة- هذا العام وسط أجواء احتفالية كبيرة، شهدها كورنيش الدوحة، أقامتها اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني، بالتنسيق مع الشركاء والجهات المعنية، وهى الاحتفالات التي جاءت تحقيقاً لرؤية اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني، والمتمثلة في تعزيز الولاء والتكاتف والوحدة والاعتزاز بالهوية الوطنية لدولة قطر. وجاءت احتفالات اليوم الوطني 2018 على كورنيش الدوحة ودرب الساعي متمايزة هذه السنة ، بالشكل الذي جعلها تتناسب وطبيعة هذه المناسبة الوطنية الكبيرة، التي تفاعل معها جميع أهل قطر من مواطنين ومقيمين، بالإضافة إلى زائري الدولة من دول عربية وأجنبية. وفي هذا السياق، حرصت اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني على توفير كافة سبل الراحة والتسهيلات اللازمة، لتقديمها إلى الجماهير الغفيرة، التي اكتظت بهم جنبات كورنيش الدوحة، حيث المسير الوطني، أو في درب الساعي، وما شهده من فعاليات متنوعة. وقد تم تزيين كورنيش الدوحة هذه السنة بصورة لافتة، جعلته يبدو في أبهى حُلة له، حيث تم تزيين النخيل ثلاثة أضعاف ما كان عليه في العام الماضي. كما تم تجميل الكورنيش بمجسمات الإضاءة بأشكال مختلفة من أقواس ونافورات ومكعبات ودلال وصدف، بالإضافة إلى تجميل المسطحات الخضراء المختلفة، والتي امتدت لعشرات الكيلومترات، وقد زينتها الورود والشتلات ، وإضاءة كل هذه الأركان جميعاً ، حتى ظهرت بأضواء مبهرة، جذبت إليها الحضور الجماهيري الكبير. كما تم توسعة وتطوير المنصة الأميرية بما يليق والمناسبة الوطنية الكبيرة، بالإضافة إلى توسعة المدرجات، والتي استوعبت ما يزيد عن 20 ألف شخص، وتم توفير  23 نقطة تجمع لمواقف سيارات الجمهور، استوعبت نحو 20 ألف سيارة. كما تم توفير حافلات خاصة لتأمين نقل الجمهور من المواقف إلى موقع المسير، وتهيئة 5 شاشات عرض توزعت على الكورنيش وحديقة البدع وسوق واقف. وحرصت اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني على تحقيق السلامة لجموع المواطنين والمقيمين، بتوفير 26 خدمة إسعاف لتقديم الخدمات الطبية اللازمة، علاوة على توفير 31 عربة طعام، والتوسع في إقامة دورات المياه العامة ومراعاة ذوي الاحتياجات الخاصة. كما حرصت اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني على تقديم عروض للمحامل التقليدية وأخرى للسيارات الكلاسيكية، وإضاءة منطقة الأبراج، بالإضافة إلى تقديم عروض الألعاب النارية، والتي أبهرت الحضور، وجرت في أجواء مفعمة بالانتماء الوطني والولاء للقيادة الرشيدة. أما فعاليات درب الساعي، والتي أُقيمت خلال الفترة من 12 إلى 20 ديسمبر 2018، فقد انطلقت بسيناريو مبهر من الخياله والهجانه، ومشاركة من كلية الشرطة ووزارة الدفاع، وأطفال العرضة والبدع.  الذين قاموا بتأدية عرض مبهر لرفع علم الادعم في سماء درب الساعي، كرمز لإفتتاح الفعاليات والذي شارك فيه سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع، والسيد حسن بن راشد العجمبي المشرف العام لاحتفالات اليوم الوطني بالدولة وعدد من كبار المسؤولين بالدولة. وقد شارك في فعاليات درب الساعي هذه السنة ما يقارب من 50 جهة حكومية وقطاع خاص، وذلك بزيادة عن العام الماضي.  وقامت قناة الريان الفضائية بتغطية وبث نهائيات فعاليات القطاع التعليمي هذا العام، والتي أقيمت على مسرح درب الساعي، وهى فعاليات: عرضة أهل قطر، مناظرات قطر، لمراداة ، عد القصيد، إعلامي المستقبل، عيالنا على المسرح، بالإضافة إلى فعالية سند قانوني، والتي أقيمت هذه السنة لأول مرة. وتواصلت فعاليات درب الساعي على مدى فترتين صباحية ومسائية، حرصت خلالها اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني على توفير كافة الوسائل اللازمة لإقامتها، وذلك بتخصيص 9 بوابات لدخول درب الساعي، وتوفير 12علامة إرشادية للزائرين، علاوة على تخصيص مسجدين بمساحات أكبر للرجال والنساء، وتوفير مواقف لحافلات المدارس ومراعاة معايير سلامة دخول وخروج الطلاب، وتقديم الخدمات الطبية والإسعافية عبر مقرات مخصصة. وفي هذا السياق، فقد شهدت الفعاليات حضوراً جماهيرياً لافتاً، وزيارات من مسؤولين وشخصيات مجتمعية عامة، علاوة على زيارات مسؤولين من دول عربية وأجنبية، بالإضافة إلى طلاب المدارس، الذين تفاعلوا جميعاً مع الفعاليات التي شهدها درب الساعي.  وجاءت مشاركات الجهات الحكومية والخاصة في درب الساعي هذه السنة متمايزة عن العام الماضي، حيث شهدت الفعاليات مشاركات جديدة لوزارة الداخلية، وإعداد مساحة أكبر لكلية الشرطة، حيث شاركت وزارة الداخلية بأجنحة حملت رسائل التوعية بجوانب الأمن والسلامة للجمهور الزائر، والتعريف بالخدمات التي تقدمها الوزارة من خلال إداراتها التخصصية المختلفة وإبراز الوسائل والاختراعات الحديثة التي تستخدمها الوزارة في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار لكل من يعيش على أرض قطر. كما شهدت فعاليات درب الساعي لليوم الوطني 2018 زيادة مساحات خيمة الدوحة والاتحاد القطري لكرة القدم ومواتر. كما أقيم موقع مستقل لكل من جامعة قطر والمؤسسة القطرية للكهرباء والماء (كهرماء) هذا العام. كما شاركت هيئة تنظيم الأعمال الخيرية لأول مرة هذا العام، بالإضافة إلى زيادة مساحة فعالية الليوان النسائية إستجابة لرغبة الجمهور. وتم تغيير موقع فعاليات الشقب والعزبة، بالشكل الذي يبرز جماليتها بشكل أكثر. وعلى هامش فعاليات درب الساعي، تم تقديم عروض القفز المظلي، والخاص بالقوات الخاصة المشتركة، والتي قدمت عروضاً مبهرة ومميزة بدرب الساعي، حيث قدمت أكبر تشكيل تشابك بالمظلات بعدد 25 قافزاً مظلياً، والذين تم تسجيلهم بعضوية الاتحاد الدولي للرياضات الجوية FAI، ودخولهم لموسوعة جينيس للأرقام القياسية، حيث تواجد بالدوحة مندوب من موسوعة جينيس، قام بتسليم شهادات هؤلاء الأبطال، وذلك في درب الساعي. وتم تقديم العروض عبر عدة تشكيلات مختلفة وهي: تشكيل 25 وي (الدايموند) شكل الماسة الذي يتكون من 25 قافزا، تشابك بالمظلات، حيث الخروج على ارتفاع 10 آلاف قدم ويحمل شرائط بألوان علم دولة قطر، وعلى ارتفاع 4500 قدم تخرج الالعاب النارية التي يحملها كل قافز من هو على طرف التشكيل. ووسط حضور جماهيري كبير من المواطنين والمقيمين تم تدشين أكبر لوحة في العالم من الموزايك مكونة من القطع الخشبية الملونة بعنوان (الوعد 2022 )، وذلك في جناح كلية الشرطة بدرب الساعي، وترمز اللوحة لاستقبال قطر لبطولة كأس العالم المقبلة. وقد وصل أعداد المشاركين في إنجاز هذا العمل إلى ( 10371 ) مشاركاً، قاموا بتلوين وتركيب ( 33,500 ) قطعة خشبية من الموزايك لتدخل اللوحة موسوعة غينس للأرقام القياسية باسم دولة قطر، وهو ما يعكس رفع اسم دولة قطر عالياً خفاقاً في مختلف المحافل الدولية. كما شهدت فعاليات درب الساعي انجاز 10 فنانين قطريين لثلاث جداريات فنية تعبر عن مناسبة اليوم الوطني، وما رفعه من شعار لهذه السنة، ومدى التفاعل الجماهيري الكبير مع فعالياته المختلفة، سواء تلك التي شهدها كورنيش الدوحة، أو درب الساعي. وفي إطار مشاركة الجاليات المقيمة في الدوحة باليوم الوطني، وفاءً لدولة قطر ، وولاءً للقيادة الرشيدة، فقد أقيمت فعالية مسيرة الصداقة للعام الثاني على التوالي في إطار احتفالات اليوم الوطني، وأقيمت هذه السنة بحديقة أسباير. وشارك في فعالية مسيرة الصداقة ما يقارب من ممثلي 40 دولة عربية وأجنبية. وحرصت اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني على توفير 22 كشك لعرض المنتجات الثقافية والتراثية لمختلف البلدان المشاركة في الفعالية، في الوقت الذي قدمت فيه الجاليات المشاركة قرابة 17 عرضاً منوعاً على المسرح، الذي تم تجهيزه لهذا الغرض، وذلك تأكيداً على روح الصداقة التي تجمع كل من يعيش على أرض قطر الطيبة.;