لن تكون أمريكا شرطي الشرق الأوسط وحان الوقت أن يقاتل الآخرون

  • 12/21/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الرئيس الامريكي دونالد ترامب أمس الخميس أن الولايات المتحدة «لا تريد أن تكون شرطي الشرق الأوسط»، في معرض دفاعه عن قراره سحب القوات الامريكية المنتشرة في سوريا. وقال ترامب في تغريدة: «هل تريد الولايات المتحدة أن تكون شرطي الشرق الاوسط؟ وألا تحصل على شيء غير خسارة أرواح غالية وإنفاق آلاف ترليونات الدولارات لحماية أشخاص لا يثمنون في مطلق الاحوال تقريبا ما نقوم به؟ هل نريد أن نبقى هناك الى الأبد؟ حان الوقت أخيرًا لكي يقاتل الآخرون». وأضاف ترامب «روسيا وإيران وسوريا والعديد غيرهم ليسوا مسرورين بخروج الولايات المتحدة رغم ما تقوله الأخبار الكاذبة؛ لأن عليهم الآن قتال تنظيم الدولة الإسلامية وغيره ممن يكرهونهم، من دوننا». وقال: «أنا أبني أقوى جيش في العالم على الإطلاق. إذا قام تنظيم الدولة الإسلامية بضربنا فيكون حكم على نفسه بالهلاك». وواجه إعلان ترامب المفاجئ الأربعاء أنه تمت هزيمة تنظيم داعش في المنطقة، وقراره سحب القوات الأمريكية، معارضة شديدة. وقال ترامب في تغريدات سابقة: «الانسحاب من سوريا ليس مفاجأة. أنا أقوم بحملة من أجل هذا الأمر منذ سنوات. وقبل ستة أشهر، عندما أردت أن أفعل ذلك علنا، وافقت على البقاء لمدة أطول». وأضاف «روسيا وايران وسوريا وغيرهم هم الأعداء المحليون لتنظيم الدولة الإسلامية، وكنا نقوم بالعمل نيابة عنهم. حان الوقت لنعود إلى الوطن ونعيد البناء». وفي تطور متصل، قال مسؤولون أمريكيون اشترطوا عدم الكشف عن هويتهم أمس، إن أمر ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا يشير أيضا إلى نهاية الحملة الجوية الأمريكية على تنظيم داعش هناك. وكانت الحملة الجوية التي تقودها الولايات المتحدة عاملاً حاسمًا في دحر التنظيم المتشدد في العراق وسوريا. وتقول بيانات للقوات الجوية إنه تم قصف أهداف في البلدين بأكثر من 100 ألف قنبلة وصاروخ منذ عام 2015. ووسط هذه التصريحات، تعالت الأصوات المعارضة لقرار الرئيس الأمريكي. فقد حذرت قوات سورية الديمقراطية (قسد) أمس من أن الانسحاب الأمريكي من سورية «سيؤثر سلبًا على مكافحة الإرهاب». وقالت «قسد» في بيان: «في وقت نخوض فيه معارك شرسة ضد الإرهاب في آخر معاقله، وكذلك نكافح الخلايا النائمة والعناصر الإرهابية المتخفية في المناطق المحررة، والتي تسعى إلى إعادة تنظيم نفسها مجددا في المنطقة، فإن قرار البيت الأبيض القاضي بالانسحاب من شمال وشرق سورية سيؤثر سلبا على حملة مكافحة الإرهاب، وسيعطي للإرهاب وداعميه ومؤيديه دفعا سياسيا وميدانيا وعسكريا للانتعاش مجددا والقيام بحملة إرهابية معاكسة في المنطقة». وأكدت «قسد» التي يشكل المسلحون الأكراد أبرز مكون فيها، أن «معركة مكافحة الإرهاب لم تنتهِ بعد، ولم يتم بعد إلحاق الهزيمة النهائية به، بل هي في مرحلة حاسمة ومصيرية تتطلب تضافر الجهود من قِبل الجميع ودعمًا أكبر من التحالف الدولي للاستمرار فيها». وشددت على أن «قرار الانسحاب سيؤدي بشكل مباشر إلى ضرب مساعي القضاء النهائي على التنظيم الإرهابي، وسيكون له تداعيات خطيرة تؤثر على الاستقرار والسلم العالمي، كما أنه سيكون مخيبًا لآمال شعوب المنطقة في الأمن والاستقرار». في الأثناء، أعلنت الوزيرة الفرنسية للشؤون الأوروبية ناتالي لوازو أمس أن فرنسا «تبقى» ملتزمة عسكريًا في سوريا. وقالت الوزيرة لشبكة «سي نيوز» ردًّا على سؤال حول قرار الانسحاب الأمريكي: «في الوقت الراهن، نبقى في سوريا». وأضافت الوزيرة أن «الحرب ضد الارهاب لم تنتهِ»، مشيرة الى «الهجوم الإرهابي الذي وقع في ستراسبورغ» شمال شرق فرنسا وأودى بحياة خمسة أشخاص وخلف 11 جريحًا مازال بعضهم في حالة خطرة. وقالت إن الحرب ضد الإرهاب «حققت تقدمًا كبيرًا، صحيح أنه كان هناك تقدم كبير في سوريا من خلال التحالف، لكن هذه المعركة مستمرة، وسنواصل خوضها». وقالت لوازو إن القرار الأمريكي المنفرد «يجعلنا نفكر أكثر في الحاجة إلى الاستقلالية في صنع القرار والاستقلال الإستراتيجي في أوروبا. هذا يدل على أنه يمكن أن يكون لدينا أولويات مختلفة» عن الولايات المتحدة. وفي لندن، اعتبرت وزارة الخارجية البريطانية أن تنظيم داعش لم يُهزم بعد في سوريا خلافا لما قاله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاربعاء، لدى اعلانه عن انسحاب أحادي الجانب للقوات الامريكية المنتشرة في البلاد. وقال ناطق باسم الوزارة في بيان إن «التحالف الدولي ضد داعش أحرز تقدمًا كبيرًا. ومنذ بدء العمليات العسكرية، استعاد التحالف وحلفاؤه في سوريا والعراق معظم الأراضي التي احتلها داعش، وتم تحقيق تقدم كبير خلال الأيام الأخيرة في آخر منطقة بشرق سوريا تحتلها داعش». بيد أنه أضاف «لكن لا يزال هناك الكثير من العمل، ويجب ألا نغفل عن التهديد الذي يشكله. حتى دون (السيطرة على) أرض، لا يزال داعش يشكل تهديدًا». من جهتها، اعتبرت برلين أمس ان القرار الامريكي بالانسحاب احادي الجانب من سوريا يمكن أن يضر بالمعركة ضد داعش، وأن «يهدد النجاح الذي سُجّل حتى الآن» ضد التنظيم المتطرف. وقال وزير الخارجية الألماني هيكو ماس في بيان: «لقد تراجع تنظيم الدولة الاسلامية لكن التهديد لم ينتهِ بعد. هناك خطر من أن قرار (ترامب) قد يضر بالقتال ضد التنظيم ويهدد ما تم تحقيقه حتى الآن». وأضاف أن المعركة ضد المسلحين الإسلاميين «ستتقرر على المدى الطويل عسكريًا وبالطرق المدنية».

مشاركة :