كشف استشاري الأمراض الجلدية وأخصائي التجميل الدكتور حسين جمعة أن حوالي 10% من الاطفال في البحرين مصابون بالاكزيما وجفاف البشرة، مشيرًا الى ان أبرز اسباب الاصابة بالاكزيما هو العامل الوراثي وجفاف الجلد الناتج عن خلل في تكوين حاجز البشرة وبسبب نقص الفيلاغرين. وقال الدكتور جمعة أن حوالي30% من مرضى الاكزيما قد يصابون بمرض الربو وحوالي 30% يصابون بحساسية الانف، ونسبة بسيطة تصاب بالحساسية التماسية من مادة اللاتكس latex.وذكر في تصريح صحفي ل(الايام) أن الاكزيما مرض مزمن يتطلب عناية خاصة بالبشرة وترطيبها الدائم والابتعاد عن المهيجات وهناك دراسات متعددة لاكتشاف ادوية جديدة من ضمنها الادوية البيولوجية قد تعيد الامل لمرضى الاكزيما في المستقبل القريب، لافتا الى أن تشخيص اكزيما الأطفال يعتمد بشكل رئيسي على تاريخ المرض والفحص السريري ونادرًا يحتاج الطبيب الى فحوصات دم أو أخذ عينة من الجلد. وأوضح بأن هناك عدة عوامل قد تزيد من تهيج الجلد مثل الصابون والمنظفات الكيمائية ولبس الصوف والاستيطان البكتيري في الجلد المصاب، هناك بعض الاعتقادت بين الناس بأن الاكزيما معدية باللمس وان الطعام له دور في الاصابة بها ولكن الدراسات الحديثة اثبتت ان الاكزيما ليس مرضًا معديًا ولا توجد علاقة واضحة بين الاكل والمرض ولكن مرض الاكزيما معرضين للإصابة بحساسية الطعام مثل المكسرات والبيض والسمك والتي تظهر بشكل ارتكاريا بقع حمراء مرتفعة تختفي بعد عدة ساعات ولا تترك اثرًا في الجلد. وننصح بأن يأكل المريض أكلاً صحيًا متزنًا غنيًا بالخضروات والفواكه ويشرب 8 اكواب من الماء يوميًا واذا كان مصابًا بحساسية من الطعام فليتجنّب تلك الأطعمة بعد استشارة الطبيب. وبيّن الدكتور جمعة بأن الاكزيما الشديدة قد تؤدي الى ضعف التحصيل الدراسي ومشاكل واضطرابات نفسية، إذ ان قلة النوم عند الطفل قد تؤدي الى تعبه في الصباح وقلة التركيز وعلاج الاكزيما قد يحسّن من حالته النفسية والدراسية، ويساعده على النوم المريح. وأشار الى ان اكزيما الأطفال تظهر في عدة صور حسب العمر، على النحو التالي «إكزيما الأطفال الرضع ،حيث تبدأ في أول ستة أشهر من العمر بظهور احمرار وتقشر على الوجنتين والوجه، ويبدأ الرضيع عادة بحك المناطق المصابة في حوالي الشهر الثالث أو الرابع، وفي الشهر السادس والسابع فان الإكزيما تنتقل إلى حول الكوعين وعلى الركبتين»، و«اكزيما ألأطفال وتبدأ بعد السنتين الأولى من العمر بظهور البقع الحمراء ولكن في مناطق ثنايا الجسم الخارجية مثل خلف الركب وأمام الأكواع والوجه»، الى جانب «اكزيما البالغين عادة تتقلص الأعراض إلى اكزيما في اليد خاصة في مناطق ظهر اليد والأصابع، كما يمكن أن تظهر في صورة اكزيما الجفون والتي كثيرًا ما تصيب الجفن الأعلى مسببة حكة مزعجة أو اكزيما قرصية في الرجلين والجسم». وذكر بأن من اهم الطرق في العلاج هي العناية بالبشرة، وذلك بترطيبها المستمر وتقليل استخدام الصابون في السباحة واستخدام انوع مرطبة وخاصة بالبشرة الحساسة. عدم استخدام الليفة لفرك الجسم واستخدام ماء معتدل الحرارة وتجنب الماء شديد السخونة. وأضاف «يجب تجنب لبس الصوف واستبداله بالملابس القطنية الناعمة حيث ان الصوف قد يهيج الجلد. قص اظافر الطفل اسبوعيًا لتجنب ان يخدش بشرته عندما يحك ويتسبب في انتانات بكتيرية». ولفت الى بعض العلاجات الموضعية في حالات الاكزيما تتراوح بين كريمات الكورتيزون والمضادات الحيوية. ويجب استخدامها بطريقة صحيحة وتحت اشراف طبي. عادة يختار الطبيب الكريمات التي تناسب عمر المريض ومكان الاصابة. وقال «يتم وصف مضادات الهستامين لتخفيف الحكة والمساعدة على النوم»، كما ان من احدث الادوية مرهم التاكروليمس الذي يستخدم كبديل للكورتيزون ولكن يعيبه غلاء سعر، مشيرًا الى انه وللحالات الشديدة جدًا التي لا تستجيب للكريمات الموضعية أو تؤثر على مساحة واسعة من الجسم فهناك العلاج الضوئي: أشعة (ب) مرتين في الاسبوع لمدة 3 شهور على الاقل أو استخدام الأدوية المثبطة للمناعة مثل الكورتيزون والسيكلوسبورين حسب ما يناسب حالة المريض أو المضادات الحيوية لفترة اسابيع لعلاج الاستيطان البكتيري. وتابع «وأما في حالات الالتهابات البكتيرية المتكررة قد يصف الطبيب حمام الكلوركس، حيث يملأ بانيو حوض الاستحمام بـ150 لترًا من الماء ويوضع 125 مليلترًا من الكلوركس ويتم وضع الطفل لمدة 5 دقائق مرتين في الاسبوع واثبتت بعض الدراسات الحديثة فعالية هذه الطريقة مع الاهتمام بالعلاج الموضعي حسب وصفة الطبيب». ونوه بأن أغلب المرضى تتحسن حالتهم بصورة مرضية حينما يكبرون حيث تتحسن الاكزيما بصورة كيبرة في نصف الحالات منهم بسن العاشرة ومعظم حالات الاكزيما تتحول الى جفاف بسيط في الجلد أو اكزيما بسيطة جدًا بسن 18 سنة.
مشاركة :