دافع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الخميس عن قراره المفاجئ إعلان النصر على تنظيم «داعش» وسحب القوات الأمريكية بالكامل من سوريا، وسط انتقادات من بعض الجمهوريين ومخاوف الحلفاء وبعض القادة العسكريين الأمريكيين، فيما حذرت قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، التي تعد وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري، من أن قرار الانسحاب يعطي تنظيم داعش «زخماً.. للانتعاش مجدداً» وشن هجمات معاكسة، في وقت تصاعدت الانتقادات الداخلية والخارجية لخطوة ترامب، وأعلنت فرنسا بقاء قواتها في سوريا مشيرة الى أن «داعش» لم يمح من الخارطة بعد، كما أكدت بريطانبا بقاءها في التحالف الدولي معتبرة أن التنظيم الإرهابي لم يهزم بعد. وقال ترامب في سلسلة تغريدات نشرها على تويتر في وقت مبكر إنه يفي بتعهد قطعه أثناء حملته الانتخابية في عام 2016 بالخروج من سوريا. وكتب متسائلاً: «هل تريد الولايات المتحدة أن تصبح الشرطي في الشرق الأوسط، و(لا تجني شيئا) إلا إضاعة الأرواح الثمينة وتريليونات الدولارات لحماية آخرين، في أغلب الحالات، لا يقدرون ما نفعله». وأضاف: «هل نريد أن نظل هناك للأبد؟ حان الوقت ليحارب الآخرون في النهاية». واعتبر أن محاربة تنظيم داعش هي مسؤولية كل من «روسيا وإيران وآخرين»، وأنه «حان وقت العودة للوطن والبناء». وفي السياق، حث ستة أعضاء بمجلس الشيوخ الأمريكي الرئيس دونالد ترامب على إعادة النظر في قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا. وقال مسؤولون أمريكيون اشترطوا عدم الكشف عن هويتهم لرويترز إن قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا يشير أيضا إلى نهاية الحملة الجوية الأمريكية على تنظيم «داعش» هناك. من جهة أخرى، أفادت قيادة «قسد» في بيان بأن القرار «سيؤثر سلباً في حملة مكافحة الإرهاب وسيعطي للإرهاب وداعميه ومؤيديه زخماً سياسياً وميدانياً وعسكرياً للانتعاش مجدداً والقيام بحملة إرهابية معاكسة في المنطقة». وأكدت أنّ «معركة مكافحة الإرهاب لم تنته بعد، ولم يتم بعد إلحاق الهزيمة النهائية به، بل هي في مرحلة حاسمة ومصيرية تتطلب تضافر الجهود من قِبل الجميع ودعماً أكبر من التحالف الدولي». وأكدت أنّ «احتمال إيقاف المعركة ضد الإرهاب متعلق بالتهديدات التركية بالدرجة الأولى». وأكدت الوزيرة الفرنسية للشؤون الأوروبية ناتالي لوازو أمس أن فرنسا «تبقى» ملتزمة عسكرياً في سوريا. وقالت إن الحرب ضد الإرهاب «حققت تقدماً كبيراً، صحيح أنه كان هناك تقدم كبير في سوريا من خلال التحالف، لكن هذه المعركة مستمرة، وسنواصل خوضها». وفي لندن اعتبرت وزارة الخارجية البريطانية أن تنظيم «داعش» لم يُهزم بعد في سوريا. وأضافت الوزارة ان المملكة المتحدة ستبقى «منخرطة في التحالف الدولي» . وذكر متحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أن بريطانيا تجري مباحثات مع إدارة ترامب منذ عدة أيام بشأن قراره سحب القوات من سوريا. واعتبرت المانيا ان القرار الأمريكي بالانسحاب يمكن أن يضر بالمعركة ضد تنظيم «داعش» وأن «يهدد النجاح الذي سُجّل حتى الآن» ضد التنظيم الإرهابي. (وكالات)
مشاركة :