خرج صندوق قطر السيادي (جهاز قطر للاستثمار)، خارج أسوار العشرة الكبار حول العالم، بعد ضغوطات تعرضت لها أصول الصندوق نتيجة سحب الأموال وتسييل استثمارات. ودفعت سياسات قطر الداعمة للإرهاب إلى إنهاء العديد من البلدان العربية علاقاتها معها، والبعض نفّذ خفضاً في التمثيل الدبلوماسي؛ الأمر الذي ألقى بظلال سلبية على اقتصاد البلاد.وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر، في يونيو من العام الماضي العلاقات الدبلوماسية وخطوط النقل مع قطر، بسبب دعم الدوحة للإرهاب.ووفق تقرير مؤسسة (SWF Institute) المتخصص في تحديث وتتبع أرقام الصناديق السيادية، واطلعت عليه «العين الإخبارية»، فقد غادرت قطر العشرة الكبار لتحتل المرتبة ال11 عالمياً. واضطرت الحكومة القطرية إلى السحب من أصول جهاز قطر للاستثمار، لتمويل النفقات الجارية للبلاد، والتي تشهد تزايداً أمام هبوط متتالٍ في الإيرادات المالية. كما أقدم جهاز قطر للاستثمار على تسييل استثمارات له في العديد من دول العالم، منذ قرار المقاطعة بحثاً عن السيولة بالنقد الأجنبي.تأتي هذه المعطيات بعد أيام من تقرير قطري رسمي صادر عن وزارة التخطيط التنموي والإحصاء، أظهر ارتفاعاً حاداً في إجمالي الدين العام المستحق على قطر خلال العام الجاري 2018. وأظهرت بيانات الوزارة القطرية، يوم الاثنين، أن إجمالي الدين العام المستحق على قطر (داخلياً وخارجياً)، قفز إلى 333.5 مليار ريال (91.7 مليار دولار) بنهاية الشهر الماضي.وقالت في تقرير بعنوان: «الآفاق الاقتصادية 2018-2022»، إن الدين العام القطري صعد من قرابة 297 مليار ريال (81.7 مليار دولار) في ديسمبر/كانون الأول 2017.وحصلت قطر على قرابة 20 مليار دولار أمريكي عبر إصدار سندات وصكوك وأذونات خزانة منذ قرار المقاطعة، منها 12 مليار دولار سندات أجنبية، وهو أكبر طرح في تاريخ قطر. ووفق أرقام رسمية صادرة عن مصرف قطر المركزي، الشهر الماضي، سحبت حكومة قطر ما قيمته 18 مليار ريال (5 مليارات دولار) من ودائعها في البنوك المحلية خلال يوليو/تموز الماضي. بينما أظهرت بيانات حديثة صادرة عن مصرف قطر المركزي، أن إجمالي مطالبات البنوك التجارية في البلاد على حكومة قطر بلغ 302 مليار ريال (83 مليار دولار) حتى نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي.وكان جهاز قطر للاستثمار يحتل المرتبة الثامنة قبل المقاطعة، بإجمالي أصول تجاوزت 345 مليار دولار أمريكي، قبل أن يتراجع من جهة، وتنمو أصول صناديق سيادية أخرى من جهة أخرى.إلى ذلك، هبطت بورصة قطر في ختام تعاملات، أمس الخميس، وسط قفزة بالتداولات، فيما واصل سهم قطر لصناعة الألومنيوم «قامكو» - المدرج حديثاً- التغريد خارج السرب. وتراجع المؤشر العام للبورصة القطرية بنسبة 0.80% ليصل إلى النقطة 10412.51، فاقداً 83.89 نقطة عن مستويات الأربعاء.وتصدر سهم قامكو الارتفاعات بنسبة 5.57% ليصل إلى سعر 14.40 ريال، كما استقطب السهم التداولات على كافة مستوياتها بحجم بلغ 16.84 مليون سهم، والسيولة بقيمة 246.45 مليون ريال تمثل 37% من سيولة السوق، نفذت خلال 8.29 ألف صفقة، من أصل 13.07 ألف صفقة منفذة بالبورصة.وشهدت الجلسة، تراجعاً جماعياً للقطاعات على رأسها البنوك بنسبة 1.46%، بضغط انخفاض 4 أسهم تقدمها السلام العالمية متصدر القائمة الحمراء ب3.56%. وهبط البضائع 0.82%، متأثراً بتراجع 11 سهماً من أصل 13 سهماً مدرجاً في القطاع أبرزها الوطني بنسبة 1.87%. وانخفض الصناعة 0.31%، بضغط تراجع 7 أسهم تقدمها استثمار القابضة ب2.94%. (وكالات)
مشاركة :