تمثل محافظة هروب قبلة السياحة البكر بمنطقة جازان، ففي كل مواسمها تلتحف جبالها الضباب، وتغتسل أوديتها بالمطر، فيما تشهد منتزهاتها التي تكتسي جنباتها باللون الأخضر الأخاذ والمنتشرة في سفوح وقمم جبالها إقبالاً متزايداً لعشاق الطبيعة، وهواة المرتفعات الآسرة، ومحبي شذى النباتات العطرية التي تتزين بها هروب، في صورة تتكامل فيها المتعة والتشويق، ويتنامى معها الشغف لتجربة سياحية خلاقة. وتمتاز هروب بمدرجاتها الزراعية التي تنتج أشهر المحاصيل، ومنها الحبوب كالبن والقمح والذرة بأنواعها، والشعير والدخن والبر، ومحاصيل الفواكه كالمانجو والليمون، والسفرجل والموز والجوافة والتين بأنواعه، إضافة للنباتات العطرية، وأهمها الكادي والنرجس والبعيثران والريحان والخزام، والبردقوش. و يمثل الطراز المعماري القديم وألوان الطبيعة الكاسية لجبالها وأوديتها، مزيجاً عريقاً وإرثاً تاريخياً شاهداً على أصالة وإبداع إنسانها العاشق للفن والأصالة، ويشكل تنوع الفلكلوريات الشعبية هوية ثقافية تميزت بها هروب "سحر الجنوب"، كالزامل والطرح والتكثيرة والمربخة وغيرها من الرقصات والإستعراضات الشعبية، فيما يضيف سوق هروب الشعبي بعداً مشوقاً لمرتاديه، من خلال معروضاته التقليدية، والمرتبطة بطبيعة المنطقة، كالأدوات الزراعية التي تستخدم في زراعة مدرجاتها الزراعية، والمشغولات اليديوية، وغيرها من محاصيل ومنتجات هروب، الشاهدة على عراقة ماضيها، ونعم خيراتها. وقال محافظ هروب فيصل بن لبدة لـ‹‹الحياة››: ‹‹الجميع يعمل بصورة متكاملة، لدراسة وتطوير رؤيتهما لتحقيق تطلعات رؤية 2030، وقد أنجزت الكثير من المراحل التطويرية لعدد من المشاريع النوعية بهدف جعل "هروب" مقصد سياحي بارز على مستوى المنطقة، ومن تلك المراحل التطويرية إنجاز ما يقارب 90 في المئة من أعمال منتزه البراري بالمحافظة، إضافة إلى العمل على تطوير وتحسين وادي هروب، ويجري حالياً استكمال تطوير البنى التحتية، بهدف جذب الفرص الاستثمارية للمحافظة، لما تملكه من مقومات سياحية تجعل منها بيئة استثمارية واعدة››. وأشار إلى القيمة السياحية للمحافظة بكونها تشكل إحدى صور الجمال في منطقة جازان، وما تمتاز به من خصوصية لطبيعتها التي تمثل جذباً سياحياً لتعدد مساراتها السياحية وتنوعها من مسار لآخر مما يجعلها، الوجهة السياحية الأبرز في جازان. بدوره، أكد رئيس المجلس البلدي بمحافظة هروب علي هروبي لـ‹‹الحياة›› أن المقومات السياحية المتعددة في المحافظة، تمثل خيارات استثمارية واعدة، وهذا ما دفع بالمجلس البلدي لتكثيف تواصله، مع الجهات المعنية في هروب، إلى إيجاد الأماكن الإستثمارية، والعمل على تذليل كل المعوقات التي قد تعترض المستثمرين. ولفت إلى أن هناك متابعة وتطوير وإنشاء بعض هذه المواقع بدأت من مداخل المحافظة، بفتح الطرق وإنشاء الحدائق والمطلات وتهيئتها بالألعاب ودورات المياه، وكذلك الأودية كونها أماكن ارتياد المتنزهين بكثافة كوادي الرزان وهروب ومرتفات جبال هروب ومنجد وأداهي، والمجلس يعمل على متابعة استكمال ماتبقى من تهيئة بعض الأماكن السياحية بالمحافظة. وكان محافظ هروب بن لبدة دشن يوم (الثلثاء) الماضي، فعاليات هروب الشتوية 2018، والتي تنطلق اليوم (الجمعة)، وتستمر لمدة 8 أيام، في حديقة الزهب بالمحافظة، وتشمل العديد من الفعاليات الترفيهية للأسرة والطفل، وركن للأسر المنتجة، وركن الحرف اليدوية، ومعرضاً للفنون التشكيلية والتصوير الفوتوغرافي، إضافة لمغامرات منتزة البراري، والعديد من البرامج الترفيهية والمسابقات والمسرح التفاعلي، كما دشن هوية فعاليات الملتقى الشبابي الأول الذي ستنفذه تنمية هروب للأهالي والزوار.