خادم الحرمين: فقدنا والعالم بأسره قائدا فذا وزعيما نذر حياته لتحقيق الازدهار الشامل لبلاده

  • 2/3/2015
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

في أولى جلسات مجلس الوزراء السعودي يترأسها بعد تسلمه مقاليد الحكم في بلاده، رثى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، فقيد الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله، معربا عن ألمه والشعب السعودي والأمتين الإسلامية والعربية لوفاة الراحل الكبير «الذي اختاره الله لينتقل من دار الفناء إلى دار البقاء»، متوجها إلى الله عز وجل «أن يتغمد الراحل الكبير بواسع رحمته ومغفرته، ويسكنه فسيح جناته، ويجزيه خير الجزاء، على مآثره وما وفق إليه، من توسعة الحرمين الشريفين وإعمار بيوت الله ونشر كتابه الكريم، وجهوده المباركة في خدمة الإسلام، وإعلاء كلمة المسلمين وعلى دوره البارز رحمه الله، في نصرة قضايا الحق والعدل، إقليميا وعربيا ودوليا». وأشاد الملك سلمان خلال جلسة مجلس الوزراء التي عقدت في قصر اليمامة بمدينة الرياض بعد ظهر أمس، بالملك عبد الله بن عبد العزيز، وقال: «لقد فقدنا والعالم بأسره، قائدا فذا وزعيما نذر حياته لتحقيق الازدهار الشامل لبلاده، والرخاء الدائم لشعبه، وبناء صروح العلم والاقتصاد والمعرفة، وإحقاق الحق ونصرة وإعانة المظلوم، والإسهام الفاعل الشجاع في توطيد السلام والأمن والاستقرار في أنحاء العالم». وجدد خادم الحرمين الشريفين، التأكيد على أن السعودية لن تحيد عن السير في النهج الذي سنه الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله، وسار عليه من بعده أبناؤه الملوك رحمهم الله، متمسكة بشرع الله الحنيف، والسنة النبوية المطهرة، مدركة مسؤولياتها الجسام، بوصفها مهبط الوحي ومنطلق الرسالة ومهد العروبة، وإحدى أبرز الدول المؤثرة على مختلف الصعد. وعقب الجلسة، أوضح الدكتور عادل بن زيد الطريفي وزير الثقافة والإعلام، لوكالة الأنباء السعودية، أن خادم الحرمين الشريفين، شدد على أن توجهات وسياسات بلاده، على الساحات العربية والإسلامية والدولية نهج متواصل مستمر. وقال الملك سلمان: «نحن عازمون على مواصلة العمل الجاد الدؤوب، من أجل خدمة الإسلام وتحقيق كل الخير لشعبنا الوفي النبيل ودعم القضايا العربية والإسلامية، والإسهام في ترسيخ الأمن والسلم الدوليين والنمو الاقتصادي العالمي، وندعو المولى العلي القدير، أن يعيننا على تحمل المسؤولية وأداء الأمانة كما يحب ويرضى». وأعرب خادم الحرمين الشريفين، عن بالغ شكره وعميق تقديره، لقادة وزعماء ووفود الدول العربية والإسلامية والصديقة، على مشاعرهم الصادقة ووقوفهم إلى جانب المملكة، في هذا المصاب الجلل وخالص عزائهم ومواساتهم، الأمر الذي جسد بعضا مما تكنه قلوبهم، نحو السعودية وقيادتها وشعبها. ونوه الملك سلمان بن عبد العزيز، بنبل وأصالة وعراقة الشعب السعودي، الذي طالما توحدت كلمته والتف حول قيادته، وأكد التلاحم الأصيل في أصدق صوره ومعانيه، خاصة عند الصعاب والملمات، مشددا على أن شعبا بهذه السجايا النبيلة «حقيق بأن يحظى بكل تقدير واحترام، وتحقيق كل ما يصبو إليه من تقدم وازدهار ورخاء وغد واعد بإذن الله». وأضاف الوزير الطريفي، أن أعضاء مجلس الوزراء، توقفوا مليا عند الكلمتين الضافيتين، اللتين وجههما الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير مقرن بن عبد العزيز، يوم الجمعة الموافق 4-4-1436هـ «يوم البيعة»، وما جاء في الكلمتين من مضامين بالغة الأهمية، وتقدموا بأحر وأصدق التعازي، لخادم الحرمين الشريفين، وولي العهد، وولي ولي العهد، والأسرة المالكة، والشعب السعودي، والأمة جمعاء، في فقيد الأمة العظيم، خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله وغفر له. كما جدد خادم الحرمين الشريفين باسم المجلس الترحيب بالأمير مقرن بن عبد العزيز وليا للعهد ونائبا لرئيس مجلس الوزراء، والأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، وليا لولي العهد نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء، وبالوزراء الجدد، متمنيا لهم التوفيق والسداد، ومعربا عن بالغ الشكر والتقدير للوزراء السابقين، على ما بذلوه من جهود مباركة. ووجه الملك سلمان، الوزراء بتكثيف الجهود ووضع مصلحة الوطن والمواطنين في مقدمة أولوياتهم ومواصلة العمل نحو تحقيق المزيد من تطلعاتهم بالوقوف على مختلف الاحتياجات والمتطلبات وسرعة ومرونة إنجازها. من جهة أخرى، أطلع خادم الحرمين الشريفين، المجلس على نتائج مباحثاته مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، التي تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين «الصديقين» والاستمرار في تعزيزها وتطويرها في المجالات كافة بما يدعم المصالح المشتركة للبلدين وشعبيهما، وكذلك استعراض عدد من الموضوعات الاقتصادية والإقليمية والدولية، وعلى لقائه، مع الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين. وأفاد الدكتور عادل بن زيد الطريفي بأن مجلس الوزراء، اطلع على جملة موضوعات مدرجة على جدول أعمال الجلسة، ومن بينها موضوعات اشترك مجلس الشورى في دراستها، كما اطلع على ما انتهت إليه كل من هيئة الخبراء بمجلس الوزراء واللجنة العامة لمجلس الوزراء في شأنها، حيث قرر، وبعد الاطلاع على المعاملة المرفوعة من هيئة التحقيق والادعاء العام، الموافقة على تعديل بعض مواد نظام هيئة التحقيق والادعاء العام، بالصيغة المرافقة للقرار، فيما أعد مرسوم ملكي بذلك. وأكد مجلس الوزراء على الهيئة العامة للسياحة والآثار باتخاذ ما يلزم للترخيص للمباني «الصادر في شأنها تصريح بإسكان الحجاج»، لاستخدامها لإيواء المعتمرين والزوار متى توافرت فيها متطلبات البلدية والدفاع المدني والحد الأدنى من متطلبات التشغيل الفندقي المعتمدة لدى الهيئة، وذلك بما يضمن زيادة الطاقة الاستيعابية ويشجع استثمار تلك المباني. وقرر المجلس الموافقة على قيام وزارة المالية بإقراض المشروعات الفندقية والسياحية وفقا لضوابط تضعها، على أن يراعى في هذه الضوابط اقتصار الإقراض على المشروعات التي تقام في المدن والمحافظات الأقل نموا أو في الوجهات السياحية الجديدة، وأن يكون الحد الأعلى للقرض ما يعادل 50 في المائة، من التكلفة التقديرية المعتمدة من وزارة المالية لكامل المشروع وبما لا يتجاوز مائة مليون ريال، حيث أعد مرسوم ملكي بذلك. كما قرر مجلس الوزراء، بعد الاطلاع على المعاملة المرفوعة من وزارة الشؤون البلدية والقروية، وبعد النظر في قرار مجلس الشورى رقم 131-70 وتاريخ 2-2-1436هـ، الموافقة على اتفاقية تعاون في مجال الشؤون البلدية بين حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة المملكة الأردنية الهاشمية، الموقعة في مدينة الرياض بتاريخ 25-4-1435هـ، ومن أبرز أهداف الاتفاقية التي أعد بشأنها مرسوم ملكي «تنظيم الزيارات بين البلدين لتبادل المعرفة في مجال الشؤون البلدية والاطلاع على واقع الخدمات المقدمة للمجتمع، وتسهيل تبادل الخبرات بين المجالس البلدية فيما يتعلق بالتجارب الإدارية والفنية والتقنية وشؤون البلدية والانتخابات، وتبادل الخبرات والتجارب الفنية فيما يتعلق بالتنظيم والتخطيط الحضري والإقليمي واستعمالات الأراضي ومعالجة البناء العشوائي». ووافق المجلس على اعتماد الحساب الختامي لكل من البنك السعودي للتسليف والادخار، والمؤسسة العامة للتقاعد، للعام المالي 33-1434هـ. ووافق مجلس الوزراء على تعيين كل من هندي بن نايف بن هندي بن حميد على وظيفة «وزير مفوض» بوزارة الخارجية، وسعد بن صالح بن إبراهيم الصالح على وظيفة «وزير مفوض» بوزارة الخارجية، وعصام بن عبد العزيز بن سعد المهنا على وظيفة «وزير مفوض» بوزارة الخارجية، وماجد بن عبد العزيز بن محمد الدريس على وظيفة «وزير مفوض» بوزارة الخارجية، والدكتور عادل بن عبد المحسن بن علي بابصيل على وظيفة «وزير مفوض» بوزارة الخارجية. واطلع مجلس الوزراء على تقارير سنوية لوزارة البترول والثروة المعدنية، ووزارة الزراعة، وهيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج، عن العام المالي 33-1434هـ، وأحاط المجلس علما بما جاء فيها، ووجه حيالها بما رآه. نشر على الصفحة الرسمية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز على موقع «تويتر» امس، تغريدة حول مجلس الوزراء قال فيها: «بالأمس أقسم أمامي رجال اخترتهم لنهضة الوطن، والمؤمل فيهم الخير، وقد اجتمعنا اليوم بمجلس الوزراء وأوصيتهم بالمواطنين وتحقيق ما نتطلعه لوطننا».

مشاركة :