تسعى موسكو لإلقاء ثقلها الدولي وعلاقاتها الطيبة مع الأطراف الفلسطينية كافة، بما فيها الرئيس محمود عباس وحركة «فتح» من جهة، وحركة «حماس» من جهة ثانية، والفصائل الفلسطينية، بخاصة اليسارية من جهة ثالثة، وكذلك مصر وإسرائيل، لتحقيق اختراق في المصالحة الفلسطينية. وتستعد العاصمة الروسية لاستقبال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» اسماعيل هنية، للمرة الأولى منذ انتخابه في أيار (مايو) 2017، في وقت استقبلت وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، وقبله رئيس «الوكالة اليهودية» إسحق هرتسوغ. وقالت مصادر فلسطينية لـ «الحياة» إن هنية سيغادر القطاع بعدما تمنحه السلطات المصرية الضوء الأخضر، بعدما تنهي ترتيبات أمنية ولوجستية ضرورية لدخوله الأراضي المصرية، بخاصة شبه جزيرة سيناء، التي يشن فيها الجيش المصرية هجمات قوية على قواعد «ارهابية». وتسعى موسكو للتوصل الى صيغة أو اتفاق يُنهي انقساماً دام 11 عاماً، ويحقق مصالحة منشودة طال انتظارها بين حركتي «فتح» و «حماس»، تُعتبر ضرورية وعاملاً مساعداً على استعادة الهدوء في المنطقة، وإقامة الدولة الفلسطينية. ومن المرجح أن يغادر هنية قطاع غزة على رأس وفد من قيادة الحركة من القطاع خلال الساعات أو الأيام القليلة المقبلة في جولة خارجية يستهلها بزيارة مصر، قبل أن يغادر القاهرة للتوجه الى موسكو، بدعوة من وزير الخارجية سيرغي لافروف، وعدد من الدول العربية والاسلامية، من بينها قطر ولبنان والسودان والكويت وتركيا. ورفضت موسكو احتجاجات إسرائيلية على دعوة هنية. وأُعلن في شكل مفاجئ في تل أبيب أول من أمس، عن وصول وفد برلماني روسي رفيع في «بادرة لإنهاء الأزمة الديبلوماسية» القائمة بين البلدين منذ أيلول(سبتمبر) الماضي، بعد إسقاط إسرائيل طائرة روسية فوق اللاذقية في سورية. كما استقبل لافروف في موسكو أول من أمس هرتسوغ، الذي اعترض على زيارة هنية. وقال لافروف لهرتسوغ إن إسرائيل تخوض مفاوضات (غير مباشرة) مع حركة «حماس» وتبرم معها اتفاقات، وتسمح لقطر بإدخال ملايين الدولارات إلى الحركة. وكان رئيس المكتب السياسي الأسبق للحركة خالد مشعل زار موسكو أكثر من مرة، إلا أنها الزيارة الأولى لهنية. ونسبت صحيفة «هآرتس» العبرية الى مسؤولين اسرائيليين كبار قولهم إن «إسرائيل قد تتحمل التكاليف الأمنية والاقتصادية والصحية المترتبة» على قرار برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، الذي أعلنه أول من أمس بتقليص المساعدات التي تقدمها لنحو 190 ألف فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، بسبب قيود الموازنة. وكان البرنامج أعلن في بيان الأربعاء أنه «سيتم إلغاء المساعدات لحوالى 27 ألف مواطن في الضفة الغربية، وتقليص نسبة 20 في المئة من المساعدات التي تقدم لحوالى 165 ألف مواطن من سكان قطاع غزة». وأشارت الصحيفة الى أنه «على ضوء التخفيض المتوقع، أعربت الأجهزة الأمنية في إسرائيل آخيرا عن قلقها في شأن وقف النشاط المتوقع في القطاع لوكالة التنمية الأميركية للتنمية (USAID)». ووفقاً لمسؤولين كبار في أجهزة الأمن الإسرائيلية، فإنه إلى جانب التخفيضات الواسعة في موازنة وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، فإن إغلاق الوكالة الأميركية «قد يؤدي إلى تدهور الوضع الإنساني في غزة». الى ذلك، أصدر الجيش الإسرائيلي صباح أمس بياناً رسمياً بخصوص شكوى تقدم بها سكان مستوطنة «سديروت» الواقعة على بعد أمتار قليلة من السياج الفاصل مع قطاع غزة أفادوا فيها بأنهم يسمعون ضوضاء مصدرها باطن الأرض، متخوفين من وجود أنفاق لفصائل المقاومة الفلسطينية. وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية إن الجيش وبعد فحص الشكوى «أكد خلو المنطقة من الأنفاق». وقال الجيش في بيانه إن «فريقاً من الجيش استكمل عملية الفحص، وتبين عدم وجود شيء. التقويم لدى الجيش هو أن مصدر الضوضاء أعمال بناء في المنطقة». ويتخوف سكان مستوطنات «غلاف غزة» من وجود أنفاق للمقاومة في مناطق قريبة من بيوتهم، ما يزيد الهواجس الأمنية لديهم، في وقت اكتشف الجيش خمسة أنفاق لـ «حزب الله» اللبناني في شمال البلاد.
مشاركة :