عاد الزعيم السوداني المعارض الصادق المهدي أول من أمس، الى بلاده بعد أن قضى نحو عام في المنفى. فيما أعلنت حال الطوارئ في مدينة عطبرة بعدما احتج مئات الأشخاص على ارتفاع الأسعار. ووصل المهدي الى مدينة أم درمان على الضفة الغربية من نهر النيل حيث كان حشد من أنصاره في استقباله لتحيته، قبل أن يتوجه الى المسجد الرئيسي في المدينة. ودعا المهدي إلى انتقال ديموقراطي أمام الآلاف من مؤيديه الذين كانوا في استقباله. والمهدي هو آخر رئيس وزراء سوداني منتخب ديموقراطياً. وقال المهدي، الذي يرأس حزب «الأمة»، «النظام فشل وهناك تردٍ اقتصادي وتهاوت قيمة العملة الوطنية». وخاطب المهدي حشداً من حوالى سبعة آلاف شخص من مؤيديه الذين احتشدوا في أحد ميادين مدينة أم درمان مرددين شعارات «الشعب يريد نظاماً جديداً» و «لا للحرب... نعم للسلام». وقال: «نرى أن أجندة الحل أن ندعو الى مذكرة للخلاص الوطني يوقع عليها جميع أبناء الوطن وممثلو الأحزاب والمجتمع المدني ويتم فيها التزام الجميع بوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية وإطلاق الحريات العامة وتكوين حكومة انتقالية برئاسة وفاقية تكون مهمتها إصلاح الاقتصاد والعدالة الانتقالية وعقد مؤتمر دستوري قومي لتفصيل استحقاقات السلام الشامل وكفالة حقوق الإنسان والحكم الديموقراطي». ولم تتضح في شكل فوري أسباب عودة رئيس الوزراء السابق الذي تنقل بين دول عدة حين كان في المنفى من بينها مصر وبريطانيا. وكانت حكومته الثانية هي آخر حكومة يتم انتخابها ديموقراطياً في السودان، قبل ان يطيح بها انقلاب عام 1989 نفذه الرئيس السوداني الحالي عمر البشير. وعاد المهدي لفترة وجيزة الى الخرطوم في كانون الثاني (يناير) عام 2017 بعد أكثر من عامين على منفاه في القاهرة، لكنه منذ ذلك الحين آثر العودة الى العاصمة المصرية. تزامناً، أعلنت حال الطوارئ في مدينة عطبرة بعدما احتج مئات الأشخاص على ارتفاع الأسعار، وأضرموا النار في مقر الحزب الحاكم بالمدينة. وقالت لجنة أمن الولاية إنه تم فرض حظر التجول من الساعة السادسة مساء وحتى السادسة صباحاً. ونُظمت مسيرات صغيرة في مدن أخرى، لكن عدد المتظاهرين كان أكبر في عطبرة التي تعد تاريخياً مركزاً للاحتجاجات المناهضة للحكومة. وقال حاكم ولاية نهر النيل حاتم الوسيلة لقناة (سودانية 24) التلفزيونية «تم اليوم حرق مقر الحزب الحاكم بمدينة عطبرة ومبنى رئاسة المحلية الحكومي، وتم حرق محطة وقود». وأضاف: «الاحتجاجات بدأت سلمية ثم تحولت الى عنف وتخريب... أعلنا حال الطوارئ وحظر التجوال وإغلاق المدارس في المدينة». ولم يتضح على الفور حجم الأضرار التي لحقت بتلك المباني أو ما إذا كانت الحرائق لا تزال مشتعلة. وقال الوسيلة إن التظاهرات اندلعت بسبب زيادة سعر الخبز إلى ثلاثة جنيهات من جنيه واحد بسبب نقص دقيق الخبز المدعوم في الولاية. وكان قرار خفض دعم الخبز هذا العام أثار احتجاجات نادرة في أنحاء البلاد بعد مضاعفة سعر الخبز. لكن السودان زاد دعم الدقيق 40 بالمئة في تشرين الثاني (نوفمبر). وقال شهود لـ «رويترز» إن بورسودان عاصمة ولاية البحر الأحمر شهدت احتجاجات محدودة أيضاً أول من أمس. وارتفع التضخم السنوي في السودان إلى 68.93 في المئة في تشرين الثاني من 68.44 في المئة في تشرين الأول (أكتوبر). وذكر رئيس الوزراء السوداني أول من امس، أن موازنة بلاده لعام 2019 تشمل مخصصات للدعم بقيمة 66 بليون جنيه سوداني (1.39 بليون دولار)، منها 53 بليوناً للخبز والوقود.
مشاركة :