نوه وزير الخارجية المصري سامح شكري بمسار العلاقات بين بلاده وأوروبا، لافتاً إلى أنها تشهد تطورات إيجابية. وانعقد أمس اجتماع الدورة الثامنة لمجلس المشاركة بين مصر والاتحاد الأوروبي في بروكسيل. وترأس شكري وفد مصر، فيما ترأست نائبة رئيس المفوضية الأوروبية الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية والأمنية فيدريكا موجيريني الجانب الأوروبي. وصرح الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية المستشار أحمد حافظ بأن شكري أكد، في كلمته أمام الجلسة الموسعة لمجلس المشاركة بحضور ممثلي الدول الأوروبية، أن استمرارية عمل مجلس المشاركة بين مصر والاتحاد الأوروبي يمثل انعكاساً للرغبة القوية والمتنامية لدى الجانبين لدفع العلاقات المصرية - الأوروبية، ويؤكد حرص الجانبين على تعزيز أطر العمل المشترك لتوسيع مجالات التعاون وتعميق الشراكة التاريخية بينهما، بما يساهم في تعظيم المصالح المشتركة. وأشار شكري إلى «تطورات إيجابية مهمة في العلاقات بين مصر وأوروبا» جاءت نتيجة وجود إرادة سياسية قوية لدى كلا الجانبين لإرساء مرحلة جديدة من التعاون، تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح والقيم الأساسية المشتركة، مع الأخذ في الاعتبار الدروس المستفادة من التحولات الملحوظة في السنوات القليلة الماضية على الصعيدين الثنائي والإقليمي. وأشار شكري إلى الإصلاح الاقتصادي في بلاده، مؤكداً أن مصر تدرك أن الحفاظ على زخم الإصلاح أمر معقد، خصوصاً مع استمرار الاضطرابات في المنطقة وما صاحبها من ضغوط خارجية، مشدداً على أهمية مواصلة الدعم الذي يقدمه أصدقاء وشركاء مصر كعنصر أساسي في التنفيذ الفعال لاستراتيجية الإصلاح، مع الأخذ في الاعتبار الخطوات المهمة التي اتخذتها الحكومة نحو تهيئة مناخ الاستثمار لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة. وأضاف أن مصر حريصة على توسيع علاقاتها التجارية وجذب المزيد من الاستثمارات الأوروبية المباشرة، وذلك على ضوء الفرص الواعدة التي تتيحها المشاريع الضخمة القومية الجاري إقامتها في البلاد، بما في ذلك مشروع تنمية محور قناة السويس كمنطقة حرة ومركز تجاري عالمي، فضلاً عن مشاريع تدشين مدن ذكية جديدة في جميع أنحاء مصر. وأوضح أن مصر تعد منارة للتنوير والتحديث في المنطقة، وذلك في وقت تعلو فيه أصوات التطرف والأفكار اليمينية المتطرفة والشعوبية في منطقة المتوسط على حساب أصوات الاعتدال والتسامح، مؤكداً ضرورة العمل المشترك لمواجهة التحديات في المنطقة، ودحض الأخطار وتعظيم الفرص المشتركة، معرباً عن تطلع مصر لتوطيد روابط الصداقة مع المجتمع الدولي، بخاصة مع الاتحاد الأوروبي. كما تطرق شكري إلى التوترات التي تجتاح منطقة الشرق الأوسط، منوهاً بضرورة وجود رؤية شاملة لمعالجة الأسباب الجذرية لكل أزمة في المنطقة بشكل فعال وإيجاد الحلول الدائمة لتحقيق الاستقرار في المنطقة، مشيراً إلى أهمية تبني سياسات تحد من التدخلات الخارجية السلبية التي تتم من قبل جهات تحاول فرض أيديولوجيات معينة لتحقيق مصالح بعينها.
مشاركة :