من الصعب أن تشاهدين طفلكِ يعاني من آلام التهاب الجيوب الأنفية، وقد تشعرين بدافع لزيارة طبيب الأطفال للحصول على وصفة طبية من المضادات الحيوية، خاصة إذا كانت الإفرازات الخارجة من أنفه مليئة بالصديد والقيح، ولكن في معظم الحالات من الأفضل تأجيل تلك الزيارة. يعتقد الآباء في كثير من الأحيان أن طفلهم مصاب بعدوى بكتيرية في الجيوب الأنفية، ولكن في معظم الأوقات يحدث الألم والإفراز بسبب فيروس لا تعالجه المضادات الحيوية، وهذا هو السبب في أن الأطباء غالبًا يمانعون وصف المضادات الحيوية على الفور، فمن الأفضل دائمًا أن تنتظر عدة أيام لمعرفة ما إذا كانت مشكلة الجيوب الأنفية تتحسن من تلقاء نفسها أم لا، ومن ثم تجنب المضادات الحيوية غير الضرورية. ويقول الباحثون، إنه يجب تجنب الوصول إلى منتجات الصيدلية لتخفيف انزعاج طفلك الصغير، فقد وجدت دراسة نشرت في أكتوبر 2018 في المجلة الطبية البريطانية، أنه لا يوجد دليل على أن مضادات الاحتقان الشائعة الاستخدام تفعل أي شيء لمساعدة أعراض الأنف لدى الأطفال. ويقول الخبراء، إنه لا ينبغي أبدًا إعطاء الأطفال دون السادسة من العمر هذه الأدوية، في حين ينبغي أن يتناولها هؤلاء الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 6 و12 سنة بحذر، مع ملاحظة الآثار الجانبية مثل اضطراب المعدة أو النعاس. وبينما لم يتم إثبات الكثير من الناحية العلمية، إلا أن أطباء الأطفال يقولون إن العلاجات المنزلية غالبًا ما تخفف من انزعاج طفلك حتى يزيل الجهاز المناعي لديه هذه المشكلة، ومن بين هذه العلاجات التي نصح بها الخبراء: دش دافئ: لأن البخار يزيل انسداد ممرات الجيوب الأنفية، مما يساعد طفلك على الشعور بشكل أفضل، وقد يؤدي إلى حدوث تكتلات مخاطية تتحرك بسهولة، لذلك فإن إحماء ممرات الجيوب الأنفية للطفل هو علاج رائع. فيما لا يوصي الأطباء بالانكباب على وعاء من الماء الساخن كما يفعل البالغون أحيانًا، لأن الطفل قد يلمس أو يطرق الماء فيصاب بحروق، والأفضل دائمًا هو الدش الدافئ، والبديل هو أن تضعي طفلك على السرير بينما تضعين منشفة دافئة على أنفه وخدَّيه، وأفضل طريقة لتسخين المنشفة هي وضعها تحت الماء الدافئ، ثم عصرها، مع وجود منشفة ثانية سهلة الاستعمال حتى يمكنك استبدالها كلما تغيرت درجة حرارتها. الزيوت العطرية: لا يوجد تأكيد علمي أن استنشاق الزيوت يحسن التهاب الجيوب الأنفية، إلا أن العديد من الأطفال يجدون أن زيت الأوكالبتوس يساعدهم على التنفس، وبالتأكيد لن تضعي الزيوت الأساسية مباشرة على الجلد، فقط ضعي بضع قطرات من زيت الكافور على قطعة من القطن ويمكنك أيضًا إضافة قطرة من الخزامى أو زيوت مريحة أخرى، واحتفظي بها على بعد بضع بوصات من أنف طفلك. الري الأنفي: الري الأنفي هو العلاج المنزلي الوحيد في هذا المجال الذي يدعمه دليل علمي، على أنه يقلل من حدة التهاب الأنف، والري هو طريقة لاستخدام محلول ماء ملحي معقم لإخراج الجراثيم والأغشية المخاطية من ممرات الجيوب الأنفية، وفي بعض الأحيان يحصل البالغون على هذا النوع من العلاج المنزلي عن طريق جهاز يسمى وعاءNeti ، لذلك تُعرف هذه الطريقة أحيانًا بهذا الاسم. زجاجات الرذاذ المالح: هي أكثر ملاءمة للأطفال من وعاء Neti، فمعظم الأطفال لا يحبون إحساس هذا الوعاء، لذلك فمن الأفضل عدم استخدام الجهاز معهم، واستخدام زجاجة رش المياه المالحة، وللأطفال الرُّضع شافطة العين هي الأفضل، وهي متوفرة بأكثر من علامة تجارية في معظم الصيدليات. ويمكنك أيضًا بدلًا من ذلك، أن تشتري ماءً مقطرًا أو تغلي ماءً لمدة ثلاث إلى خمس دقائق، ثم تبريده إلى درجة حرارة الغرفة، ثم استخدامه مع أنف طفلك، فهذا الإجراء يجنبك إدخال طفيل في الجيوب الأنفية لطفلك. وتقترح الأكاديمية الأمريكية للحساسية والربو والمناعة هذه الوصفة: - اخلطي (1) كوبًا من الماء المعقم البارد مع 3 ملاعق صغيرة من ملح غير اليود (حيث قد يسبب اليود تهيج بطانة الأنف) و(1) ملعقة صغيرة من صودا الخبز. - املئي زجاجة الرذاذ أو الشافطة مع السائل، وضعيها في أنف طفلك وهو على ظهره، وحرِّك السائل فيها، ثم دعيه يخرجه بعد ذلك بمساعدته في الاعتدال. تحسين عادات الأكل: إن اتباع نظام غذائي صحي ومتنوع أمر حاسم للسماح للجسم بتركيب أفضل أجهزة مناعية، وقد لا تتمكنين من جعل طفلك يأكل خضراوات أثناء التهاب الجيوب الأنفية، ولكن بمجرد أن يشعر الطفل بالراحة يجب القيام بذلك. وبالمثل، تأكدي أن طفلك يشرب ما يكفي من السوائل الصحية، التي لا تساعد الجهاز المناعي فقط، بل تحافظ على تشحيم الجيوب الأنفية، نظرًا لأن العديد من الأطفال لا يحصلون إلا على المياه بشكل دوري أثناء الرعاية النهارية أو المدرسة، فتأكدي منحه الكثير من الماء أو الحليب أثناء الإفطار وبعد المدرسة في المنزل، وحزم زجاجة مياه وليس مشروبات عصير محلاة في وجبة الغداء. استشيري الطبيب: إذا استمرت الأعراض دون تحسن لأكثر من 10 أيام، يجب استشارة طبيب الأطفال، يجب عليك أيضًا الاتصال بالطبيب قبل ذلك الوقت إذا كان ألم الجيوب الأنفية لطفلك مصحوبًا بالحمى والإفرازات لعدة أيام، أو إذا ساءت الأعراض بشكل كبير، ففي هذه الحالات قد تكون المضادات الحيوية مناسبة.
مشاركة :