التفاعل الذي صاحب تأهل العين إلى المباراة النهائية، في بطولة كأس العالم للأندية، بعد فوزه على ريفر بليت الأرجنتيني، يؤكد قيمة الحدث، ويستظهر انعكاساته، لكن أكثر ما عمق أهمية بلوغ «الزعيم» للحدث العالمي الكبير، حين يواجه ريال مديد الإسباني، من كل ردود الفعل التي أحدثها الإنجاز، هي «تغريدة» صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حينما وصف حدث التأهل بأنه أداء بطولي، وفرصة لتحقيق إنجاز تاريخي، داعياً الجماهير الإماراتية للوقوف خلفه باعتبارها صانعة الفارق، وقبل أن يختتم سموه تغريدته بالقول: «لنرسم معاً فرحة وطن بإذن الله». تغريدة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بحد ذاتها وقبل أي شيء، هي بمثابة وقود لكل العيناويين، وبمختلف أدوارهم، وهي للاعبين تحديداً دفعة معنوية كبيرة، فالعبارات المختزلة التي ساقها سموه، والكلمات المعبرة التي اختارها كافية لأن تشعل فيهم روح التحدي والإصرار لتحقيق الإنجاز التاريخي. إن تحقيق العين لكأس العالم إن حدث بإذن الله، فسيكون بالفعل فرحة وطن، إذ سيتمدد الفرح على طول الإمارات وعرضها، لكن أصداء فرحته ستعبر الحدود، لتعمّ كل الوطن العربي الكبير، فالعين لا يمثل اليوم في حضوره الإمارات وحدها، بل يمثل الوطن العربي الكبير، وكلنا يعلم ما تمثله الإمارات، وطناً، وقيادة، وشعباً لدى العرب من المحيط إلى الخليج. وكلنا قد عشنا نشوة عبور نادي العين للمباراة النهائية، وهو العبور الذي لم يأتِ من فراغ، ولا محض مصادفة، ومن يعتقد ذلك فهو إما واهم، أو بعيد كل البعد عن التحليل الفني الواقعي، فما رصدناه من تخطيط واضح، وعطاء فني مميز، وسيناريو غاية في التعقيد لمسار الفريق في البطولة يؤكد أن خلف التأهل الكبير عمل استراتيجي متقن. نعم.. يمكن القول إن ما تحقق كان مفاجئاً، أو حتى صادماً، لكن لا يمكن وصفه بالمصادفة، أو بضربة الحظ، وشتان بينهما، فالمفاجأة قد تتولد حتى مع وجود استراتيجية محكمة، وعمل متقن، وذلك حينما تتحقق الأهداف كاملة، أو بأبعد مما هو مخطط له، على عكس المصادفة أو الحظ اللذين يعبران عما هو خارج الخطة، وبعيد عن الأهداف، وهو ما يمكن تشبيهه بالرمية التي تأتي من غير رامٍ. والمتتبع المنصف، والقارئ الواعي لمسار الفريق في البطولة، والتحولات التي سلكها، بدءاً من المباراة الافتتاحية أمام ولينجتون النيوزيلندي، مروراً بمواجهة الترجي التونسي في ربع النهائي، وحتى محطة ريفر بليت، يدرك أن ما حدث ما كان ليكون لولا وجود استراتيجية مرسومة بدقة، من خلال عمل إداري مميز، وتخطيط فني محكم، ودعم جماهيري كبير، وهو ما شكل معادلة النجاح التي تحققت، وهي القادرة على تحقيق الحلم الكبير، ورسم فرحة وطن كبرى.
مشاركة :