تنطلق اليوم فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية 33» تحت عنوان «وفاء وولاء»، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي تنظمه وزارة الحرس الوطني كل عام، ويحضره عدد من قادة دول مجلس التعاون الخليجي والدولة الضيف وحشد كبير من الأمراء والوزراء وكبار المسؤولين والأدباء والمفكرين من مختلف دول العالم. ويعد المهرجان الوطني للتراث والثقافة مناسبة تاريخية وطنية في مجال الثقافة والتراث والفنون الإبداعية، ومؤشرا عميقا على اهتمام قيادة المملكة بالتراث والثقافة والتقاليد والقيم العربية الأصيلة، ومناسبة وطنية، يمتزج فيها عبق التاريخ التليد للهوية العربية الإسلامية، وتأصيل ونتاج الحاضر الزاهر، وتأكيدا للموروث الشعبي الوطني بشتى جوانبه، والحفاظ عليه ليبقى ماثلا للأجيال المقبلة. فكرة المهرجان بدأت الفكرة بصدور الأمر الكريم في 1405هـ / 1985 في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله -، وكانت بذرة بذرها الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - ورعاها حتى نمت وأثمرت، وأنتجت من مختلف صنوف الثقافة والتراث العربي الأصيل لتعرضها في قرية متكاملة، تقع شمال شرق الرياض، تضم الموروث الثقافي والمادي للإنسان السعودي والأدوات التي كان يستخدمها في بيئته منذ عقود، إضافة إلى سباق سنوي للهجن، اكتسب مع مرور الوقت ذيوعا على المستوى الوطني والإقليمي بين عشاق هذه الرياضة العريقة. رعاية ملكية تؤكد رعاية الملك سلمان بن عبدالعزيز لهذا الحدث الوطني الأهمية القصوى التي توليها قيادة المملكة لعملية ربط التكوين الثقافي المعاصر للإنسان السعودي بالميراث الإنساني الكبير الذي يشكل جزءا كبيرا من تاريخ البلاد ومن أولويات الجانب التراثي بالمهرجان، وإبراز أوجه التراث الشعبي المختلفة متمثلة في الصناعات اليدوية والحرف التقليدية. الرسالة الحضارية يبرز المهرجان الرسالة الحضارية لوزارة الحرس الوطني في خدمة المجتمع السعودي التي تواكب رسالتها العسكرية في الدفاع عن هذا الوطن وعقيدته وأمنه واستقراره، وتضم قرية الجنادرية بين جنباتها مجمعا لكل منطقة من مناطق المملكة، يشتمل على بيت وسوق تجاري، ومعدات وصناعات ومقتنيات وبضائع قديمة، وما تشتهر به كل منطقة. قرية الجنادرية تحتضن أغلب مؤسسات الدولة ووزاراتها الخدمية لتقدم الخدمة لجمهور القرية أثناء افتتاح المهرجان، وتعرفهم بما تقدمه من خدمات، وتعرفهم بالكثير من الأنظمة والقوانين، التي تخدم الوطن والمواطن، حيث يمتزج الماضي بالحاضر. وتحاكي الجنادرية حياة المواطن السعودي قديما، وتقدم نماذج لهذه الحياة البدائية من خلال نماذج مصغرة لها، مثل المزرعة، وجلب المياه عن طريق السواني، وحرث الأرض بوسائل زراعية بدائية. سباق الهجن يحظى السباق الرئيس برعاية وتشريف خادم الحرمين الشريفين وإخوانه قادة دول مجلس التعاون الخليجي والمواطنين وممثل الدولة الضيف، والضيوف المشاركين، وذلك في يوم الافتتاح العام، حيث تجسد هذه الفعالية الاهتمام الوطني بالإبل والاعتزاز بدور الهجن في مرحلة التوحيد والبناء للمملكة، وفوائدها المتعددة وربط هذا التكوين الثقافي والحضاري المعاصر للإنسان السعودي بالميراث الإنساني الكبير والحرص على معالم تراثنا وثقافاتنا وهويتنا الوطنية أمام هذا التغيير العالمي. الدولة الضيف يستضيف المهرجان سنويا دولة شقيقة أو صديقة لتكون ضيف شرف المهرجان، تقدم ثقافتها وإنتاجها المادي والحضاري لزوار الجنادرية، حيث استضافت الجنادرية خلال دوراتها الماضية كلا من، تركيا، روسيا، فرنسا، اليابان، كوريا الجنوبية، الصين، الإمارات، ألمانيا، مصر، الهند. وتستضيف الجنادرية إندونيسيا ضيف شرفها هذا العام. شخصيات كرمها المهرجان يختار المهرجان سنويا شخصيات ثقافية تكرم على مستوى الوطن نظير جهدها وما قدمته من نتاج فكري وثقافي، حيث سيكرم المهرجان هذا العام ثلاث شخصيات، ويتفضل خادم الحرمين الشريفين بمنح كل واحد منهم وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى. وكان المهرجان، كرم منذ دورته العاشرة (27) مفكرا وأديبا ومثقفا وهم: الأمير سعود الفيصل ـ رحمه الله، وحمد الجاسر، ومحمد أحمد العقيلي، وحسين عرب، ومحمد حسن فقي، والفريق يحيى المعلمي، وعبدالكريم الجهيمان، وعبدالله بن محمد بن خميس، وأحمد بن علي المبارك، ومحمد بن ناصر العبودي، وعلي بن الشيخ الجشي، وعبدالله أحمد العبدالجبار، والدكتور حسن بن فهد الهويميل، وعبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري، والدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر، وعبدالله بن إدريس، والدكتور عبدالوهاب أبوسليمان، والشاعر إبراهيم خفاجي، والدكتورة ثريا عبيد، وسعد البواردي، وعبدالله بن أحمد الشباط، وأبوعبدالرحمن بن عقيل الظاهري، والدكتور أحمد بن محمد علي، والدكتور عبدالرحمن الشبيلي، وصفية بنت زقر، وتركي السديري، والدكتورة خيرية السقاف. أمسيات شعرية وتشهد ليالي المهرجان الوطني على مسرح قرية التراث العربي السعودي بالجنادرية إحياء أمسيات شعرية شعبية يقدمها عدد من الشعراء الخليجيين، في حين تحتضن الأندية الأدبية في الرياض وجدة والدمام ثلاث أمسيات أدبية عربية. ويشارك في الأنشطة الثقافية المصاحبة للمهرجان الوطني للتراث والثقافة سنويا أكثر من 300 أديب ومفكر من داخل الوطن ومن مختلف أنحاء العالم، وهي شخصيات مؤثرة على المستوى العالمي، ووصل عدد المثقفين المدعوين إلى ما يزيد على 10 آلاف مدعو، و1000 مشارك من الخريطة العالمية كافة. العرضة السعودية تعد الرقصة الوطنية المشهورة أحد نشاطات المهرجان التي تعبر عن وحدة الوطن واتحاد الشعب والقيادة، وتمثل تجسيدا لعزة الأمة تحت لمعان سيوف العرضة وفي وسط ميدانها ترفرف راية التوحيد مع دفوف العرضة، حيث يردد فيها المشاركون الكلمات الشعرية الوطنية الحماسية. وزود المهرجان جمعية المحافظة على التراث بما لديه من مخزون كبير يخص العرضة السعودية، التي كانت حاضرة في نشاطات المهرجان السنوية.
مشاركة :