الفقر يدفع عائلة من غزة للعيش في الشارع

  • 12/21/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

على رصيف متنزه مخيم الشاطئ تعيش عائلة غزية في ما يشبه الخيمة بعدما أضحت بمثابة البيت الذي يأويها من برد الشتاء جراء عدم قدرتها على تسديد أجرة البيت الذي كان يأويها بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية. وتمكن أبو علي مراد 46 عاما الذي يعيل عائلة مكونة من ثمانية أفراد بينهم 3 فتيات من عمل ما يشبه الخيمة من خشب أثاثه كي يأوي عائلته من التشرد والشتاء بعد طرده من البيت الذي عجز عن توفير إيجاره. ويقول أبو علي الذي أصيب في قدمه خلال مشاركته في مسيرات العودة وكسر الحصار: أسكن في الإيجار منذ 17 عاما وأنا اليوم لا استطيع دفع أجرة البيت”، مشيرا الى أنه كان يبيع المشروبات الساخنة في أحد أسواق غزة على العربة قبل إصابته بالغضروف ومرض السكري قبل 5 سنوات. ويضيف أبو علي الذي توفي له 4 أفراد جراء أمراض وراثية والحرب الأخيرة على غزة: “أريد حياة كريمة لأولادي، لا استطيع العمل لإصابتي بالغضروف والسكري وبرصاص الاحتلال بقدمي في مسيرات العودة”، ويتابع :”استنجد بالله أولا ومن ثم الشرفاء أن يحموا عائلتي”. أما زوجة أبو علي الذي جف الدمع في عينها جراء استمرار معاناتها ومناشداتها التي لم تلقي آذانا صاغية فتقول: “زوجي مصاب برصاص الاحتلال في مسيرات العودة المفترض تكون ظروفنا أفضل من هيك.. نحن نريد غرفة ومنافعها على الأقل وليس العيش على الرصيف في الشارع وتحت الشتاء”. وتشعر زوجة أبو علي بأنها تعيش غريبة في وطنها بعد أن تخلى عنها القريب والبعيد وتركوها لوحش الفقر، تقول: “أنا في بلدي وأشعر بالغربة.. الدموع جفت في عينة ما في دموع”، وتتساءل هل هذا عدل؟ ويحلم الفتى سعد مراد الحصول على فرصة عمل كي يؤمن لهم حياة كريمة، ويقول” نفسي أعيش أهلي وخواتي الصبايا”. لم تكن هذه الفكرة في السابق لكن أصبحت واقعا في ظل ارتفاع معدلات الفقر والبطالة في أوساط سكان قطاع غزة جراء استمرار الحصار الإسرائيلى منذ 12 عاما والعقوبات التي تفرضها السلطة الفلسطينية على القطاع. وأعلن برامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أنه يواجه نقصاً حاداً في التمويل في فلسطين، مما سيؤثر سلباً على حوالي 193 ألف شخص من الفئات الأشد احتياجاً في قطاع غزة والضفة الغربية اعتباراً من يناير/كانون الثاني 2019، ويحتاج البرنامج إلى حوالي 57 مليون دولار أمريكي للحفاظ على مستوى الدعم الحالي لنحو 360 ألف شخص خلال عام 2019. ويعيش قطاع غزة أوضاعا اقتصادية ومعيشية وإنسانية لم يسبق لها مثيل منذ عقود وكل المؤشرات تشير إلى خطورة ذلك وعلى رأسها معدلات البطالة التي تجاوزت 49%، فيما بلغ عدد العاطلين عن العمل ربع مليون شخص, وتجاوزت معدلات الفقر 53% , بينما بلغ عدد الذين يتلقون مساعدات من الأونروا و المؤسسات الإغاثية الدولية والعربية العاملة في قطاع غزة ما يزيد عن مليون شخص.

مشاركة :