عاد « دايم السيف» الفيصل إلى «غمده» بعد ١٣ شهراً من الفراق الذي لم يكن بهوى «الشاعر»، ليتجدد اللقاء مرة أخرى في أرض مكة المكرمة التي استوحشت أميرها اللبيب، واشتاق أهلها لـ «الرسام» المحترف في بناء خطط المشاريع وتنفيذها. حاك «الهوى» قصته بين الأمير خالد الفيصل ومنطقة مكة المكرمة قرابة السبعة أعوام، بعد أن عين أميراً عليها في 16 أيار (مايو) 2007، ليزينها بـ «حلل» المشاريع وينعمها بـ «ديباج» التطور، حتى الـ22 من كانون الأول (ديسمبر) 2013، التي حيك بمشروع الرؤية التنموية لمنطقة مكة المكرمة «بناء الإنسان وتنمية المكان»، الذي حرص من خلاله على تحقيق أهدافها التي وضعت لخدمات المنطقة ومحافظاتها. وكان له مع «العروس» فصل خالد في ذلك، إذ جمّل واجهتها البحرية بإطلاقه مشروع تجميل الكورنيش الشمالي والجنوبي، وطوّر مشروعي مطار الملك عبدالعزيز الدولي وملعب الملك عبدالله، وتابع مشروع تصريف مياه الأمطار والسيول وردم بحيرة المسك، وإشرافه على عمليات التخطيط والمتابعة لإعادة استخدام مياه الصرف الصحي للري. ولم يطل مكوث الأمير خالد الفيصل في وزارة التربية والتعليم، ليعود إلى عشقه القديم الذي تغزل بها قائلاً: «أنا أول نور في عيني سناها ... وأوّل صوت في سمعي نداها ...وأوّل شربةٍ من حلو ماها ... وأوّل ما وطتْ رجلي ثراها»، بعد صدور أمر ملكي بإعفائه من منصب وزير التربية والتعليم وتعيينه أميراً على المنطقة، لتحظى مشاريعه العمرانية بمواصلة إشرافه، منها مشاريع توسعة وتطوير المسجد الحرام ومشروع الملك عبدالله لإعمار مكة للقضاء على الأحياء العشوائية. خلال الفترة التي تقلد فيها الأمير خالد الفيصل المنصب الوزاري، احتضن الأمير مشعل بن عبدالله منطقة مكة المكرمة بـ «عين الرقيب» بعد أن عين أميراً عليها، ليكون «خلفاً» يكمل ما بدأه «السلف» الأمير خالد الفيصل من مسيرة، فتابع المشاريع «موجهاً» بسرعة الإنجاز، ووقف على المتعثر منها «مشدداً» على ضرورة التقصي والتحقق. وقدم الأمير مشعل بن عبدالله جائزة مكّة للتميز بدورتها السادسة في الـ 26 من أب (أغسطس) 2014 للأمير خالد الفيصل تقديراً منه ومن المجتمع الحجازي بما أحدثه في المنطقة، إذ قال: «كلّ جزءٍ من هذه المنطقة ومحافظاتها تظهر لمسة إبداع ولوحة إنجاز وصورة تميّز أنتم عنوانها بعملكم وإخلاصكم وتفانيكم لخدمة وطنكم، في كلّ جزءٍ من هذه المنطقة قصة نجاح صاغها سموكم بفكره ورسمها بريشة إبداع وأخرجها قصيدة نتغنى بها على الدوام». وعبر الأمير خالد الفيصل عن الجائزة قائلاً: «إن الجائزة تحيّة كريمة من أمير كريم، ولفتة نبيلة من مجتمع نبيل. وأعلم أني لست بأفضلكم ولكني حظيظ بكم. بالأمس أعنتموني واليوم تكرموني، فكيف يوفيكم الشكر بياني وأنتم نبع البيان والتقدير، وكيف أعبّر لكم عن امتناني وأنتم آية التعبير». وينتظر مجتمع المنطقة الغربية بـ «لهفة العاشق» من الأمير خالد الفيصل ما يقدمه من إصلاحات وتطورات جديدة، فضلاً عن المشاريع التي غاب عنها برحيله إلى المنصب الوزاري
مشاركة :