حث وزراء خارجية روسيا والصين والهند أمس جميع الأطراف المتورطة في الصراع في أوكرانيا على ضبط النفس، في الوقت الذي يشهد فيه شرق أوكرانيا تصاعدا أمنيا. واتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الولايات المتحدة بمساندة «الخيار العسكري» في أوكرانيا بعد تقارير إعلامية أميركية أفادت بأن واشنطن تبحث تقديم مساعدات فتاكة للقوات الأوكرانية. وردا على سؤال حول التقارير خلال مؤتمر صحافي في بكين حيث التقى نظيريه الصيني والهندي أمس، قال لافروف: «تظهر نية واشنطن الاستمرار في القيام بكل شيء ممكن لتقديم دعم غير مشروط للسلطات الأوكرانية التي يبدو أنها تتحرك في اتجاه الحل العسكري للصراع». وذكرت الصحيفة الأميركية «نيويورك تايمز» أن الولايات المتحدة تدرس توريد أسلحة للقوات المسلحة الأوكرانية، ولفت التقرير إلى أن «المسؤولين في الجيش الأميركي بينهم القائد العام الأميركي لحلف شمال الأطلسي (الناتو) فيليب إم. بريدلاف، أبدوا انفتاحهم تجاه توريد أسلحة لأوكرانيا». وسلمت الحكومة الأميركية أمس تقريرا مستقلا يتضمن عرض أسلحة دفاعية وعتاد بقيمة 3 مليارات دولار على أوكرانيا لدعمها في معركتها ضد الانفصاليين المواليين لروسيا. ولم يتخذ الرئيس الأميركي باراك أوباما بعد أي قرار بشأن إرسال مساعدة عسكرية ولكن غير فتاكة، إلا أن إدارته تتحدث عن الموضوع بسبب تصعيد المعارك بين كييف والانفصاليين المدعومين من روسيا. وسيقوم وزير الخارجية الأميركي جون كيري الخميس المقبل بزيارة إلى أوكرانيا لتأكيد الدعم الكامل للسلطات الموالية للغرب في كييف. وحثت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس على العودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار سريعا في أوكرانيا، بموجب بنود «خطة مينسك للسلام»، مضيفة أن بلادها لن تساند القوات الحكومية الأوكرانية بتقديم شحنات الأسلحة. وقالت ميركل خلال مؤتمر صحافي في بودابست مع رئيس وزراء المجر فيكتور أوروبان: «ألمانيا لن تقدم المساندة لأوكرانيا عن طريق الأسلحة. أنا مقتنعة أنه لا يمكن حل هذا الصراع بالوسائل العسكرية». وأعلن المتمردون الموالون لموسكو أمس بعد الخسائر التي أنزلوها بالجيش الأوكراني رغبتهم في تعبئة مائة ألف رجل، في مؤشر إضافي على أن عملية السلام في شرق أوكرانيا ما زالت عند نقطة الصفر بعد فشل محادثات اليومين الأخيرين في مينسك. ونقلت وكالة الأنباء الانفصالية الرسمية «دان» عن ألكسندر زخارتشنكو، الذي أعلن نفسه رئيسا لـ«جمهورية دونيتسك الانفصالية»، أن «التعبئة العامة ستتم في جمهورية دونيتسك الشعبية في الأيام العشرة المقبلة ومن المقرر تعبئة حتى مائة ألف رجل». وتأتي هذه التصريحات لقيادة المتمردين بعد فشل محادثات السلام في مينسك السبت الماضي التي كانت تهدف إلى التوصل إلى توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار يسمح بوضع حد لأعمال العنف التي أسفرت عن سقوط أكثر من 5 آلاف قتيل في خلال 9 أشهر. واعتبر المتحدث باسم الجيش الأوكراني أندري ليسنكو أن تصريحات زخارتشنكو «تعني أن المتمردين ليس لديهم موارد بشرية ولم يتمكنوا بعد من بلوغ أهدافهم، وهي السيطرة على المدينة الاستراتيجية» ديبالسيفي التي تضم محطة كبيرة للسكك الحديد تربط العاصمتين المتمردتين دونيتسك ولوغانسك، وشكلت مسرحا لمعارك طاحنة في الأسابيع الأخيرة. وأقر يوري لوتسنكو المقرب من الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو ويقود كتلة حزبه في البرلمان «إن النزاع يتخذ بعدا غير مسبوق». وتقوم كييف بدورها بالتعبئة، ووجهت في أواخر يناير (كانون الثاني) نداء رابعا يفترض أن يشمل نحو 50 ألف رجل. لكن في دونيتسك معقل الانفصاليين الموالين لروسيا استقبل الإعلان عن التعبئة المقبلة بالتشكيك. وقتل 12 شخصا بينهم 7 مدنيين في منطقتي دونيتسك ولوغانسك بعد عطلة نهاية أسبوع دامية سقط خلالها نحو 50 قتيلا في صفوف الجنود الأوكرانيين والمدنيين.
مشاركة :