حسن مرشد البالغ من العمر 27 عاما، أب لأربعة أطفال، عصفت به الحرب كحال آلاف الأسر اليمنية، فاضطر إلى النزوح عن محافظة تعز هربا من حصار الحوثيين للمدينة، بحثا عن مكان آمن. اصطحب مرشد عام 2016 أسرته خارجا من تعز، ليواجه مصاعب أثقلت كاهله، خصوصا أن اثنتين من بناته الصغيرات تعانيان إعاقة، ولا تستطيعان السير على قدميهما. في مكان خال من المقومات المعيشية والبشرية، نصبت عائلة مرشد خيمة بدائية أملةً في أن تسترهم من برد الليل وقيظ النهار. في حديثه للأناضول، قال حسن مرشد إنه هرب مع أسرته من قرية الكدحة، جراء الاشتباكات في المنطقة، مؤكدا أن لخروجه من المنطقة كان له ثمنا، حيث أن ولده الأصغر راح ضحية الجوع والمرض. وأشار مرشد إلى أنه اضطر للمشي على قدميه هو وعائلته لمدة يومين، مضيفا: "كان لدي أربعة أطفال، اثنتان منهم معاقتان، ولقد اضطررنا للنزوح بسبب الاشتباكات مع الحوثة عام 2016". وتابع "وصلنا إلى هذا الموقع في ليلة عاصفة، ولم يكن لدينا لا فراش ولا خيمة واضطررنا للمبيت فوق أوراق من الكرتون". ومضى قائلا: "ولدي الأصغر عقيل ذو الأشهر الستة، تعب كثيرا من رحلة النزوح، سيما أن المرض كان قد أوهن جسده بسبب الجوع، واشتدت حالته الصحية، ولم أستطع الذهاب به إلى المستشفى لأنني لا أملك النقود، واستمر به الوضع هكذا طوال أسبوع، إلى أن استلفت 3 آلاف ريال يمني، تمكنت من خلاله هذا مراجعة المستشفى". وتابع مرشد: "ذهبت إلى المستشفى وكان ولدي في وضع مزدر، غير أن المستشفى حوّلني إلى مستشفى آخر.. ونحن في طريقنا إلى المستشفى الثاني فقد ولدي حياته في أحضاني ولم يستطع التحمل أكثر". ويشهد اليمن، منذ نحو 4 سنوات، حربًا بين القوات الموالية للحكومة ومسلحي جماعة الحوثي، الذين يسيطرون على محافظات عدة منذ 21 سبتمبر/ أيلول 2014. وخلّفت الحرب المتواصلة أوضاعا معيشية وصحية متردية للغاية، وبات قرابة 22 مليون يمني (80 % من السكان) بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وفق الأمم المتحدة. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :