واشنطن: أعلن وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس فجأة استقالته في وقت متأخر الخميس إثر اختلافه مع الرئيس دونالد ترامب في السياسات الخارجية، وذلك بعد يوم واحد من قرار ترامب سحب قواته بالكامل من سوريا. وأعلن ماتيس عن اعتزامه الاستقالة في خطاب صريح لترامب تحدث فيه عن تزايد الشقاق بينهما وينتقد ضمنا عدم اكتراث ترامب بأقرب حلفاء أمريكا. وأذاع ماتيس فحوى الخطاب بعد اجتماع مباشر مع ترامب تحدث فيه الاثنان عن اختلاف الرؤى بينهما حسبما ذكر مسؤول كبير بالبيت الأبيض. وكتب ماتيس في الخطاب ”ولأنه من حقكم أن يكون لديكم وزير دفاع له رؤى أكثر تقاربا مع رؤاكم في هذه الموضوعات وغيرها، فأعتقد أن من المناسب لي التنحي عن منصبي“. وقال مسؤولون أمريكيون إن الاستقالة لم تكن بإملاء من ترامب. كان ترامب قد أعلن يوم الأربعاء أنه سيسحب قواته من سوريا، في قرار يمثل تحولا في السياسة الأمريكية بالمنطقة. ويوم الخميس، قال مسؤولون إنه يبحث إصدار أمر بسحب أعداد كبيرة من القوات الأمريكية من الحرب الدائرة منذ 17 عاما في أفغانستان، وهو ما يمثل تحديا جديدا لماتيس. وماتيس جنرال متقاعد من مشاة البحرية وضعه إيمانه بأهمية حلف شمال الأطلسي وتحالفات أمريكا التقليدية في خلاف دائم مع ترامب. وقد نصح الرئيس بعدم الانسحاب من سوريا، وهو ما قال أحد المسؤولين إنه كان من العوامل التي ساهمت في استقالته. وأشار خطاب ماتيس إلى اختلافه مع سياسات ترامب معبرا عن قناعته بضرورة أن تحافظ الولايات المتحدة على تحالفاتها القوية وتظهر احترامها للحلفاء. كان ترامب قد انسحب من عدد من الاتفاقيات الدولية منذ تولى منصبه في يناير 2017. وأعلن ترامب في تغريدة على تويتر ترك ماتيس للمنصب وقال إنه سيرشح وزيرا جديدا قريبا. وقال ”سيتقاعد الجنرال جيم ماتيس في نهاية فبراير بعد أن خدم في إدارتي وزيرا للدفاع على مدى العامين الماضيين“. ومن المرشحين المحتملين لتولي المنصب السناتور الجمهوري توم كوتون الذي يعتبر منذ فترة طويلة من أبرز المرشحين لتولي حقيبة الدفاع.
مشاركة :