قال الدكتور محمد سليم شوشة: إن المجموعة القصصية "كأنه هو" تصنع معادلة صعبة من حيث صغر حجمها وثرائها الدلالي، فكتابة المؤلف تمثل كتابة جراح لخلو النصوص من الحشو والترهل.وأضاف الناقد الأدبي أن قصص المجموعة تتميز بالأفعال المعلقة، والتي يبقى فيها الفعل غير محقق داخل النصوص، لذلك يضعنا المؤلف أمام حياة غير مكتملة، حياة تتصف بالبتر، ومثلها نجد غياب الفاعل، أي اختفاء شخصيات داخل القصص، مما يخلق ذلك سؤالًا لدى المتلقي، فالمؤلف يستثمر السؤال بطريقة جيدة.وتابع "شوشة": إن بعض القصص يغلب عليها كثيرا الأسئلة وذلك يأتي بطريقة منطقية من وراء الأفعال المعلقة مع غياب الفاعل.وأشار شوشة إلى أن القيمة الدلالية الواحدة عندما يجد لها المؤلف أكثر من صورة وأكثر من ثوب فهذه براعة لا شك من المؤلف، فنحن نجد مثلا إن قيم الخير والشر واحدة عند الشعوب لكنها تختلف مع كل كاتب عندما يرصدها المؤلف في حقبة تاريخية معينة وظروف خاصة فينتج لها شكلا جديدا، فنحن وجدنا نجيب محفوظ كتب عن صراع المواطن مع السلطة مثلا بأكثر من صورة لأنه ألبس القيمة الدلالية الأولية ظروفا جديدة، ونحن نجد ذلك مشكلا بطريقة جيدة في مجموعة " كأنه.. هو". وأكَّد أن مجال المؤلف عصام عبدالرحمن وهو الطب، ساعده في صناعة الجماليات المعرفية، لأنه استغله جيدا في نصوصه، كي تمنح الحياة داخل السرد قدرا كبيرا من الاكتمال، وتفتح أفقا معرفيا أمام المتلقي.وانطلقت منذ قليل ندوة مناقشة المجموعة القصصية "كأنه هو" القاص الدكتور عصام حسين عبدالرحمن، وذلك بمقر الكتب خان، بحضور الناقد الدكتور عزوز إسماعيل سالم، والناقد الدكتور محمد سليم شوشة، والناقد شوقي عبد الحميد، ويدير اللقاء إبراهيم النحاس.
مشاركة :