الجزائريون يتحسرون على ضياع الحلم بالخروج المبكر من بطولة أمم أفريقيا

  • 2/3/2015
  • 00:00
  • 22
  • 0
  • 0
news-picture

فاق الجزائريون أمس على وقع الهزيمة المخيبة التي تلقاها منتخبهم الوطني أمام ساحل العاج 1-3 ليودع منافسات كأس أمم أفريقيا المقامة حاليا بغينيا الاستوائية من دور الثمانية رغم أن الفريق كان من أبرز المرشحين للقب. وعصفت ساحل العاج بحلم الجزائر وردت الاعتبار أمامها لتصل إلى الدور نصف النهائي للنسخة الثلاثين من نهائيات كأس الأمم الأفريقية رغم أن المنتخب العربي كان يمني النفس بالظفر باللقب الثاني في تاريخه بعد الأول عام 1990 على أرضه وذلك عطفا على نتائجه الرائعة في المونديال الأخير في البرازيل عندما بلغ الدور الثاني للمرة الأولى في تاريخه قبل أن يخرج بصعوبة 1 - 2 على يد ألمانيا التي توجت باللقب العالمي لاحقا. وسجل ويلفريد بوني في الدقيقتين (26 و69) وجرفينيو (90+4) أهداف ساحل العاج، وهلال العربي سوداني في الدقيقة (51) هدف الجزائر. وتلتقي ساحل العاج في دور الأربعة غدا في العاصمة باتا مع الكونغو الديمقراطية التي كانت تغلبت على جارتها الكونغو 4 - 2. وثأرت ساحل العاج لخروجها من الدور ذاته في نسخة 2010 في أنغولا عندما فاز «محاربو الصحراء» 3 - 2 بعد وقت إضافي، قبل أن يخرجوا بخسارة مذلة في دور الأربعة أمام مصر صفر - 4. ولم يهضم الجزائريون هزيمتهم الجديدة بسهولة حيث شبهت صحيفة «الخبر» على موقعها الإلكتروني الخروج بزلزال قوته ثلاث درجات في إشارة إلى الزلزال الذي ضرب بلدة حمام ملوان بمدينة البليدة القريبة من العاصمة الجزائرية قبل عشر دقائق من نهاية شوط المباراة الأول. أما صحيفة «النهار الجديد» فكتبت بالخط العريض «يا خسارة لقد انتهى الحلم». واختارت «الشروق اليومي» عبارة «نهاية حزينة» عنوانا لها. وكتبت «الوطن» الصادرة بالفرنسية بصدر صفحتها الأولى «الخضر يخرجون من الباب الصغير»، في حين عنونت «ليبرتيه» صفحتها الرئيسية بـ«كأس أفريقيا انتهت». وأشارت «لوسوار دالجيري» إلى «خيبة الأمل». وتحدثت صحيفة «ماراكانا» الرياضية عن الإقصاء المؤلم بينما أكدت «كومبتيسيون» أن المدير الفني الفرنسي كريستيان جوركيف ذهب ضحية يقينه. ووحدها صحيفة «الهداف» التي أشادت بأداء اللاعبين وكتبت: «خرجتم مرفوعي الرأس ونحن فخورون بكم». ومن داخل معسكر الفريق أكد جوركيف المدير الفني للمنتخب الجزائري أنه يشعر بالخيبة والحسرة بعد الخسارة من ساحل العاج، وقال: «سيطرنا على المباراة بشكل لم نظهره منذ انطلاق البطولة، لكن فشلنا في إحراز الأهداف. الفعالية لم تكن بجانبنا وكان بوسعنا التقدم في النتيجة بعد التعادل 1 - 1». وأضاف: «المنافس تمكن من تسجيل هدفيه الأوليين من أخطاء ارتكبناها. في الشوط الثاني كانت هناك ديناميكية في اللعب وكنا قادرين على التسجيل لكن أخفقنا في ذلك.. أشعر بخيبة الأمل والحسرة بعد هذا الإقصاء». وبهذا الخروج يكون جوركيف قد فشل في تحقيق الهدف الذي وضعه مع اتحاد الكرة الجزائري ببلوغ الدور قبل النهائي للبطولة على أقل تقدير. ولكن مصادر مقربة أكدت ميل رئيس الاتحاد محمد روراوة لتجديد الثقة في المدرب الفرنسي والإبقاء عليه في منصبه لنهاية بطولة كأس العالم لعام 2018 في روسيا. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن جوركيف قوله: «إذا أراد المسؤولون أن أواصل عملي مع المنتخب فلا يوجد مشكلة وأنا مستعد للبقاء وإذا حدث العكس فإنني سأترك الفريق». وكان جوركيف عين مدربا للمنتخب الجزائري مطلع أغسطس (آب) الماضي خلفا للبوسني وحيد خليلودزيتش. من جهته أعلن مجيد بوقرة قائد منتخب الجزائر اعتزاله اللعب الدولي بعد خروج محاربي الصحراء من البطولة وقال: «مباراة ساحل العاج كانت آخر مباراة رسمية لي مع المنتخب». ولعب بوقرة 69 مباراة مع المنتخب الجزائري منذ عام 2004، وسجل له أربعة أهداف. كما شارك معه في دورتين متتاليتين لنهائيات كأس العالم. أما زميله العربي هلال سوداني صاحب هدف الجزائر الوحيد فقد أعاد أسباب الخسارة إلى قلة تجربة وخبرة لاعبي الجزائر بالمقارنة مع لاعبي ساحل العاج أصحاب الأسماء اللامعة في عالم الاحتراف. وقال سوداني: «المنتخب العاجي لم يكن أفضل منا، تحكمنا تقريبا في جميع أطوار المباراة، لكن تجربة وخبرة لاعبيه مكنته من حسم النتيجة لصالحه». وأضاف: «كنا نستحق التأهل، المباراة لعبت على جزئيات صغيرة. منتخب ساحل العاج أكد أنه منتخب كبير بفردياته ونجح في تسجيل ثلاثة أهداف من ثلاث فرص». وتابع: «الحظ عاندنا، هذه هي كرة القدم سنخرج من البطولة مرفوعي الرأس، علينا أن نواصل العمل لأننا نمتلك منتخبا شابا قادرا على التطور في المستقبل». ونوه سوداني أن حارس منتخب ساحل العاج هو من وقف في طريق تسجيل هدفه الثاني في الشوط الثاني مشيرا إلى أن المدير الفني كريستيان جوركيف هو الوحيد القادر على تفسير خروج الخضر من البطولة. لكن حديث سوداني عن قلة خبرة لاعبي الجزائر يبدو غريبا لأن منتخب بلاده دخل البطولة وهو مرشح بقوة للظفر باللقب نظرا إلى ترسانته المدججة بالنجوم وأبرزهم لاعب وسط بورتو البرتغالي ياسين براهيمي وسفيان فيغولي (فالنسيا الإسباني). وأصبح الخروج الجزائري من ربع النهائي بمثابة العقدة حيث نجح الفريق مرة واحدة فقط في تخطيه من أصل 5 مرات. وفشلت الجزائر وصيفة بطلة عام 1980 وثالثة عامي 1984 و1988 ورابعة عامي 1982 و2010. في تخطي ربع النهائي 4 مرات على يد جنوب أفريقيا عام 1996 والكاميرون عام 2000 والمغرب عام 2004. ونجحت مرة واحدة عام 2010 في أنغولا. ولحقت الجزائر بجارتها تونس التي كانت خرجت من الدور ذاته بخسارتها أمام غينيا الاستوائية 1 - 2 بعد وقت إضافي. في المقابل، نجحت ساحل العاج في بلوغ نصف النهائي للمرة الثامنة بعد أعوام 1968 و1986 و1992 و1994 و2006 و2008 و2012. يذكر أن ساحل العاج توجت بطلة عام 1992 وحلت وصيفة عامي 2006 و2012 وثالثة أعوام 1965 و1968 و1986 و1994 ورابعة عامي 1970 و2008. وهو الفوز الثالث لساحل العاج على الجزائر في 6 مواجهات بينهما في العرس القاري بعد تغلبها عليها مرتين وبنتيجة واحدة 3 - صفر عامي 1968 و1992 في الدور الأول، فيما فازت الجزائر مرتين الأولى بالنتيجة ذاتها في الدور الأول عام 1990 على أرضها والثانية 3 - 2 بعد وقت إضافي في ربع نهائي 2010 في أنغولا. وتعادل المنتخبان مرة واحدة وكانت في النسخة الأخيرة في جنوب أفريقيا 2 - 2. وتدين ساحل العاج بفوزها في المباراة الأخيرة إلى خبرة وواقعية مهاجميها ويلفريد بوني وجرفينيو اللذين استغلا الفرص التي سنحت أمامهما وترجماها إلى 3 أهداف كانت كافية للعبور إلى دور الأربعة. ومنح بوني التقدم لساحل العاج بضربة رأسية من مسافة قريبة إثر تمريرة عرضية من غراديل في الدقيقة 26. وأدركت الجزائر التعادل مستغلة خطأ دفاعيا قاتلا عندما فشل كولو توريه في تشتيت الكرة فتهيأت أمام سوداني الذي روضها لنفسه وسددها بقوة بيسراه من مسافة قريبة داخل المرمى في الدقيقة 51. ومنح بوني التقدم مجددا لساحل العاج بضربة رأسية من مسافة قريبة إثر ركلة حرة جانبية انبرى لها يايا توريه في الدقيقة 69. وعصف جرفينيو بآمال الجزائريين بتسجيله الهدف الثالث في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع. وكان الدور ربع النهائي قد اختتم بانضمام ساحل العاج إلى غانا التي سحقت غينيا بثلاثية نظيفة كآخر متأهلين لقبل النهائي. وستلتقي غانا التي قدمت عرضا واثقا في دور الثمانية مع غينيا الاستوائية صاحبة الضيافة يوم الخميس. ومنح أتسو لاعب إيفرتون غانا متصدرة المجموعة الثالثة السيطرة المبكرة على المباراة بعدما افتتح التسجيل بعد ثلاث دقائق وضاعف كويسي أبياه الغلة بتسديدة من مسافة قريبة مستفيدا من خطأ دفاعي مع نهاية الشوط الأول. وحسم أتسو فوز غانا - التي أحرزت اللقب القاري لآخر مرة في 1982 – بهدفه الثاني والثالث لفريقه بعد مرور ساعة من اللعب. واحتفل لاعبو غانا التي يقودها أفرام غرانت مدرب تشيلسي السابق بشكل صاخب وبرقصات جديدة. وكانت غانا عوضت خسارتها لمباراتها الأولى أمام السنغال لتتصدر المجموعة الثالثة الصعبة وستلعب في الدور قبل النهائي مع غينيا الاستوائية التي استفادت من ركلة جزاء مثيرة للجدل لتفوز 2 - 1 على تونس بعد وقت إضافي في دور الثمانية.

مشاركة :