منذ أن اشترت "أمازون" شركة مستودعات الروبوتات "كيفا سيستمز" عام 2012 كانت جهودها في الأتمتة معروفة تماماً. وطرحت هذه الشركة الشهيرة في ميدان التجزئة والتقنية متاجرها المعروفة باسم "أمازون غو" العاملة من دون محاسبي مشتريات "كاشيرز" مع خطط للتوصيل بطائرات مسيرة وأطلقت عشرات الآلاف من الروبوتات لإيصال البضائع إلى مراكزها المتعددة. وكتب نائب رئيس قسم الروبوتات في الشركة براد بورتر في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى فاست كومباني يقول، "في مراكز التنفيذ التي تحتوي على وحدات سيارة نتمكن من تخزين أكثر من 40 في المئة من طلبات العملاء بطريقة أسرع وأكثر فعالية. ونتيجة لذلك نستطيع تحقيق عمليات توصيل أسرع ونعرض أسعاراً أقل ونقدم خدمة عملاء أفضل في نهاية المطاف". لكن "أمازون" لم تكن الوحيدة في تقديم الروبوتات إلى عالم التجزئة. وقد أضافت "وول مارت" الروبوتات إلى الكثير من مستودعاتها ومتاجرها. ومن المقرر افتتاح مركز توزيع بقالة في شافتر بولاية كاليفورنيا عام 2020 مع تقنية جديدة لنقل البضائع القابلة للتلف في المستودع من دون إتلافها. وفي سالم في نيو هامبشير سوف تقوم عربات "وول مارت" عما قريب بنقل طلبات البقالة "أون لاين" من المستودع إلى العمال لتغليفها. وتشمل روبوتات المتاجر الأخرى جهاز غسل لتنظيف الأرضية في 360 من متاجر "وول مارت" بحلول نهاية شهر يناير مع نظام تفريغ شاحنات بالروبوتات لفرز الشحنات الجديدة، وهي في طريقها إلى الرفوف وآلات تنطلق في ممرات المتجر لمتابعة البضائع في المخزن ورصد الموضوعة منها في المكان الخطأ. ويقول المتحدث باسم "وول مارت" راغان ديكنز، إن "هذا الروبوت يستطيع أن ينجز في حوالي ساعتين ونصف الساعة ما كان يحتاج من العامل إلى حوالي أسبوعين للقيام به من مختلف الأعمال". من جهة أخرى، أعلنت سلسلة الأسواق المركزية كروغر الشهر الماضي عن خطط مع بائعة تجزئة "أون لاين" في المملكة المتحدة لبناء "منشأة مستودعات مؤتمتة ذات قدرات رقمية وروبوتية" خارج سنسيناتي. ويقول مديرو المتاجر، إن الأتمتة يمكن أن تساعدهم على ايصال البضائع إلى العملاء بطريقة أكثر فعالية. وتعني تلك الروبوتات في "أمازون" أن المستودعات تستطيع تخزين المزيد من السلع وتمكينها من التوصيل السريع الذي اشتهرت به. وبالمثل تقول "وول مارت" إن روبوتاتها تعني أن عدداً أقل من العملاء سوف يتمكن من شراء منتجاتهم المفضلة بسبب عدم وجودهم في المتاجر. لكن البعض من النقاد يخشون أن تحل الروبوتات بشكل محتم محل عمال التجزئة والمستودعات والصيانة. ويحذر الاتحاد الدولي لعمال الغذاء والتجارة من أن خطوة "وول مارت" لأتمتة تنظيف الأرضية لا تتعلق بتقديم خدمة أفضل للعملاء والعمال "لأنها تنطوي على إمكانية القضاء على خمسة آلاف وظيفة صيانة في الولايات المتحدة إذا طبقت في كل متاجر الشركة". وتعرض الاتحاد، الذي اعتمد في الرقم المشار إليه على افتراض أن الأجهزة سوف تعني في نهاية المطاف الاستغناء عن وظيفة صيانة في كل متجر إلى انتقاد مماثل لشركة "أمازون" بسبب سعيها إلى الأتمتة. وقال رئيس الاتحاد مارك بيرون في رسالة في العام الماضي إلى الرئيس التنفيذي لهول فودز ماركت جون ماكي، إن من الواضح أن "أمازون" مصممة على تحقيق ربح من خلال خلق مستقبل تستبدل الأتمتة فيه الوظائف الجيدة. كما أعرب في الآونة الأخيرة عن قلقه من تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، قال إن "أمازون" تختبر أنظمة تخلو من محاسبي المشتريات في المتاجر الأكبر وربما يشمل ذلك مواقع هول فودز. وقد رفضت "أمازون" التعليق على التقرير، لكن الشركة قالت بشكل عام، إن الأتمتة ساعدتها على خلق وظائف وليس استبدال عمال من البشر. وكتب بورتر يقول: "نحن نخلق وظائف ونضيف أتمتة"، وإن الشركة أضافت أكثر من 300 ألف وظيفة بدوام كامل منذ سنة 2012 وسمحت الأتمتة لنا بعرض اختيارات متزايدة بطريقة أسرع وتكلفة أقل وقد مكننا ذلك من مزيد من النمو وخلق فرص عمل أكثر، ويقول ديكنز من "وول مارت" أيضاً إن الروبوتات تسمح للموظفين بالتركيز على مهام لا تستطيع الآلات القيام بها مثل تنظيف الأماكن التي لا يمكنها الوصول اليها أو اعادة وضع المواد على الرفوف التي أشار الروبوت الى حدوث نقص فيها.
مشاركة :