عمان - أسعد العزوني: قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة لندن “SOAS” البروفيسور المصري حامد قويسي، إنّ جولات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في عواصم العالم واحتفاء الجميع به ،دليل ساطع على مكانة قطر الدولية، وثقة صناع القرار في العالم بصدقية الرواية القطرية، إضافة إلى قناعتهم بطهارة ملفها الأخلاقي. وأضاف في حوار مع الراية في العاصمة الأردنية عمّان، أن غياب مجلس التعاون الخليجي عن الأزمة دليل على ضعفه، مؤكداً أن القطريين لا يشعرون بأنهم تحت الحصار، لأن قيادتهم تصدت له باقتدار غير مسبوق منذ يومه الأول. وإلى نص الحوار: • صاحب السمو يقوم بجولات في مختلف دول العالم.. ما دلالات ذلك؟ - بات واضحاً أن القطريين شعبياً وسياسياً لا يشعرون أنهم تحت الحصار، وذلك بفضل جهود قيادتهم التي تبذل قصارى جهودها لإسعادهم، وما جولات صاحب السمو وصولاته في عواصم العالم وفي الأمم المتحدة والاحتفاء به، إلا تقدير كبير لمكانة قطر الدولية، ولثقة العالم بصدقية روايتها ،واقتناع الجميع بطهارة ملف قطر الأخلاقي. وتطورات الأحداث الأخيرة بعد جريمة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي قلبت الطاولة على من حولها، وتحولت قطر من دولة محاصرة إلى دولة تحاصر الجميع. • كيف تقرأ أزمة الخليج؟. - هي إحدى أزمات المنطقة العربية ،وتحمل كافة سمات الأزمات العربية ،لكنها تنفرد بخاصتين الأولى: أن أربع دول عربية حاصرت دولة قطر، بسبب أحقاد وحالة حسد وغيرة من إنجازات قطر التي عجز قادة هذه الدول عن مجاراتها وتحقيق الرفاه لشعوبهم ،كما فعلت القيادة القطرية للشعب القطري. أما الخاصية الثانية فهي أن لهذه الأزمة أبعاداً اجتماعية واقتصادية خطيرة ،تفوق في خطورتها الأبعاد السياسية، بمعنى أنها أحدثت انقسامات داخل المجتمع الخليجي ،وأصبحت بعض الأسر المشتركة تعاني من فقدان لم الشمل، وأصبح الزوج القطري محروماً من زوجته الإماراتية على سبيل المثال، كما أن بعض أفراد هذه الأسر يقيمون ويعملون إما في البحرين أو السعودية دون أن يتمكنوا من اللقاء، ناهيك عن إلحاق الضرر بالعلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين دول الخليج العربية. • ما هي تداعيات هذه الأزمة على مجلس التعاون الخليجي؟ - لوحظ غياب أي دور حقيقي وفاعل لمجلس التعاون الخليجي في مواجهة الأزمة، وبالتالي كشفت عن ضعفه وعدم فاعليته، وفي حال استمرار الأزمة أكثر من ذلك، فيمكن القول إن المجلس سيبقى شكلاً بلا مضمون حقيقي، وهنا تكمن الخطورة. • لماذا لم يتحرك مجلس التعاون الخليجي لمواجهة الأزمة؟ - جاء عجز مجلس التعاون الخليجي عن التحرك لمواجهة الأزمة ،بسبب تركيبته ،وكونه ليس جهة صنع قرار أو القيام بمبادرة ما ،وهو أشبه بإطار يلتقي فيه قادة الخليج لإصدار بيانات تم إعدادها لهم في الخارج. • برأيك كيف أدارت قطر الأزمة وتصدت للحصار؟ - رغم صعوبة الأزمة في بداياتها، إلا أن إدارة قطر للأزمة كانت غير مسبوقة، لقدرتها الفائقة على امتصاص آثار الأزمة ،ونجاحها في تحويل التحديات التي فرضتها الأزمة إلى فرص إيجابية. • كيف؟ - ترتب على الحصار مثلاً منع الغذاء والدواء وغير ذلك، لكن القيادة القطرية طورت العديد من الصناعات المحلية ،وأنعشت القطاع الزراعي بتحويل مساحات واسعة من الصحراء إلى مزارع خضراء منتجة، غطت احتياجات السوق بالكامل ،ووصلت قطر حالياً إلى حالة شبه الاكتفاء الذاتي . • برأيك ما هي مآلات الحصار ؟ - حسب البوادر الأخيرة فإن الحصار أصبح حالة تنحصر فقط في الحصار الجوي، وكما قلت سابقاً إن القيادة القطرية بسبب إدارتها الممتازة للأزمة، نجحت في تقليص جوانب الحصار السلبية، وعموماً فإن الحصار المفروض على قطر في طريقه للاندثار.
مشاركة :