جسد حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على افتتاح الدورة 33 لمهرجان الجنادرية اهتمامه بالمكون الثقافي لهذا الوطن فيما تشكل العناصر الثقافية قسمات مهمة في فكره ـ رعاه الله ـ فهو يمنح الأبعاد الثقافية اهتماما كبيرا على الرغم من مشاغله السياسية والاقتصادية وعمله على ترسيخ العلاقات الدبلوماسية والحضور السعودي في مختلف أرجاء العالم. وجاء اهتمام خادم الحرمين الشريفين بالفعل الثقافي مبكرًا، حيث يتصف برؤية ثقافية وباطلاعه على التحولات التاريخية السعودية، وأدرك طبيعة الدور الذي تقوم به المملكة، ومكانتها العربية والإسلامية والدولية، حيث تعمل المملكة بقدر وافر من أجل تحقيق السلام والتعايش والتعاون الدولي. ويشكل الوعي الثقافي جانبًا مهمًا من جوانب الحياة لدى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ، فالثقافة هي ديوان المعرفة، وهي بما تشتمل عليه من معارف وفنون وآداب وعلوم دينية وعقدية وفقه وعلوم اجتماعية وإنسانية وتاريخية، تعطي مجالا واسعا لتبصير الأفق الإنساني من جهة، وتعطي مجالا أرحب للتفكير بعمق وقراءة مختلف المشاهد الثقافية التي تتحول إلى عنصر فعال من أجل رفعة الشعوب وتقدمها. ومن هذه الزاوية ينظر خادم الحرمين الشريفين إلى الفعل الثقافي. ويعد الملك سلمان من هذا الطراز الإنساني الذي يجعل للمعرفة نصيبا حيويا في حياته، وهو بالرغم من مشاغله اليومية، كمسؤول سياسي وقيادي تحمل مسؤوليات كبيرة أميرا على منطقة الرياض، ثم وليا للعهد ووزيرا للدفاع، ثم ملكا على البلاد، ظل ينظر للثقافة على أنها صانعة حياة، وهو المطلع على أبرز عناصر الثقافة في الإبداع والآداب والتراث والتاريخ وعلوم الدين. وعناية خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - بالتاريخ والثقافة والاطلاع الدائم على أهم الكتب العربية والإسلامية والتراثية والتاريخية جعلته يمتلك مكتبة من أكبر المكتبات الخاصة في المملكة، حيث تضم ما يربو على 60 ألف مجلد في حدود 18 ألف عنوان، وهي مكتبة تتضمن جانبا كبيرا من الكتب التي ألفت عن التاريخ السعودي. ويرأس خادم الحرمين الشريفين مجلس إدارة مكتبة الملك فهد الوطنية، بالإضافة إلى دارة الملك عبدالعزيز، وهو عارف بالتاريخ السعودي ومهتم به بوصفه يشكل جانبا من الهوية الأصيلة للمملكة، بالإضافة إلى الهوية الدينية بوصف المملكة تحتضن البقاع الإسلامية المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، كما أن للملك سلمان اطلاعا واسعا بمختلف الدوريات والمجلات الثقافية المعروفة.. لكن شغفه بفرع من فروع الثقافة، وھوالتاريخ، يفوق سائر الفروع, كما كان له ـ أيده الله ـ علاقة مديدة ووطيدة بالثقافة، فهو قارئ من الطراز الأول، وجسرت سعة اطلاعه, علاقته بالمثقفين والمفكرين والباحثين والصحافيين والإعلاميين، وله قراءاته الواسعة خاصة ما تعلق منها بتاريخ المملكة والجزيرة العربية، وكانت مجالسه التي يعقدها ـ وقت أن كان أميرا لمنطقة الرياض - من أزهى المجالس الثقافية التي تتحول إلى نقاشات ثرية تثري المنهج التاريخي وتقدم وقائع متعددة وتكشف أحيانا عن وثائق تاريخية مهمة في التاريخ السعودي عبر مختلف المراحل. ومن اهتمامه ـ حفظه الله ـ بدارة الملك عبدالعزيز ومتابعته برامجها وأنشطتها ما يقدم صورة جلية على رعايته للثقافة والتاريخ السعودي، أعاد- أيده الله- اكتشاف الدارة وبث فيها روح العمل النشط، كما قام ـ رعاه الله ـ بإهداء الدارة مخطوطة نادرة بعنوان «المقنع في الفقه» نسخت عام 1220هـ وكانت نواة لما تم جمعه وحفظه من المخطوطات الأصلية التي تجاوزت (5000) مخطوط ووثيقة أصلية. كما وافق - أيده الله - على دعم الدارة لبعض الجمعيات العلمية ذات العلاقة، ودعم وافتتاح مركز تاريخ مكة المكرمة، وعدد من المراكز في الطائف وجدة والمنطقة الشرقية، كما وافق على أن يقترن اسمه بالجائزة والمنحة التي قررها مجلس الإدارة لدراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية. وقد رعى - حفظه الله - عدة فعاليات ثقافية كبرى حيث تم عقد وافتتاح المؤتمر العالمي الثاني حول تاريخ الملك عبدالعزيز المؤسس الذي أقامته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. كما تم إنشاء متحف تاريخ العلوم والتقنية في الإسلام، الذي تم تدشينه من قبل جامعة الإمام بالاشتراك مع معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية الموجود في جامعة فرانكفورت بألمانيا. كذلك تم افتتاح معرض الملك فهد بن عبدالعزيز «الفهد روح القيادة» تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين، الذي قام بتنظيمه أبناء وأحفاد الملك فهد - رحمه الله - بالاشتراك مع دارة الملك عبدالعزيز، وافتتاح مشروع حي البجيري في الدرعية ضمن خطة برنامج تطوير الدرعية التاريخية في الرياض واخيرًا افتتاحه مشروع تطوير حي الطريف، ضمن برنامج تطوير الدرعية التاريخية.
مشاركة :