قبل خوض غمار منافسات بطولة كأس آسيا 2019م والتي ستقام بدولة الإمارات خلال الأسابيع المقبلة أجد نفسي متعاطفًا وبشكل كبير ولأول مرة مع لاعبي منتخبنا ومن قبلهم مديرهم الفني بيتزي، فالحمل ثقيل على هؤلاء نتيجة الإرث الكبير لمنتخبنا الوطني الذي استطاع خلال ثلاثة عقود ونصف العقد من وضع بصمته التاريخية بعد أن استطاع تحقيق البطولة ثلاث مرات، وخوض النهائي ثلاث مرات، كان خلالها هو البطل غير المتوج لأسباب كثيرة لا داعي لذكرها الآن. تعاطفي ليس لضعف إمكانات نجومنا وليس تقليلاً من عمل مدربهم الأرجنتيني بيتزي كلا وألف لا فالأسماء المختارة أمامها فرصة تاريخية لتثبت نفسها ولتحقق نجاحًا يسجل الزمن في سجلاته الذهبية كما سجل انطلاقة منتخبنا بقيادة صالح النعيمة وماجد عبدالله في بداية الثمانين الميلادية، مردّ تعاطفي هذا للتغير الكبير الذي طرأ على منتخبنا عكس ما كان عليه في كأس العالم 2018 م بروسيا وما قبله خلال التصفيات، فالتغييرات التي طرأت على تشكيلة منتخبنا كبيرة وفي أسماء كان لها ثقلها ودورها الفني كالهوساوي أسامة وتيسير الجاسم ومحمد السهلاوي وناصر الشمراني، قد نجد لبيتزي العذر بسبب تراجع مستويات بعضهم واعتزال البعض الآخر إلا أن القائمة التي أعدها لخوض المنافسات كانت بحاجة للاعبي خبرة خاصة خط الهجوم الذي يعد أقل خطوط منتخبنا أداء ونتيجة جراء افتقاده المهاجم الصريح وصاحب الخبرة والحلول التي تترجم جهود زملائه. قد يجد بيتزي في محمد الصيعري ضالته لحل هذه المعضلة خصوصاً بعد أن قدم الصيعري هذا الموسم مع فريقه الحزم مستويات مميزة جعلته ينافس على صدارة هدافي الدوري الذي يعد بالأرقام والجماهير والزخم الإعلامي أقوى من بطولة آسيا، وهذه ليست مبالغة بل حقيقة ستتضح للجميع خلال البطولة المقبلة، إلا أن هذا لا يعفي بيتزي من البحث عن مهاجم آخر يساند ويدعم الصيعري في مثل هذه البطولة المهمة والتي سيجد منتخبنا من خلالها تأهباً كبيراً من منتخبات مجموعته والتي ستسعى بكل قوة للانتصار على منتخبنا، وحشد كل قوتها لتحقيق ذلك ليقينها بقوة وشهرة منتخبنا. فاصلة: آخر بطولة آسيوية حققها منتخبنا كانت على أرض الإمارات الحبيبة "1996م" والتي قدم من خلالها منتخبنا والذي كان يجمع بين الخبرة والشباب بقيادة يوسف الثنيان وخالد مسعد ونجم البطولة في تلك المرحلة العملاق محمد الدعيع وخالد التيماوي وعبدالله سليمان والجابر والمهلل، مستويات مبهرة توجته بطلاً للبطولة بعد التغلب على المنتخب المستضيف منتخب الإمارات الذي كان في تلك الفترة يزخر بكم كبير من النجوم كعدنان درجال وزهير بخيت ومحمد علي ومحسن مصبح بركلات التوجيح فهل يفعلها العويس وسالم وسلمان وغالب ويعيدون لنا الزمن الجميل في ظل ما يجدونه حاليًا من دعم كبير من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ومن معالي المستشار تركي آل الشيخ.
مشاركة :