اليوم موعدنا مع نهائي «قمة الأحلام».. قلوبنا مع «الزعيم» في «مباراة العمر»، عندما يواجه ريال مدريد الإسباني، على لقب «النسخة الـ15» لكأس العالم للأندية.. وقبل المباراة دخل العين التاريخ من أوسع أبوابه، وأصبح حديث العالم، عندما قهر أبطال ثلاث قارات، وكلنا ثقة بأن «البنفسج» قادر على تقديم الأداء المتميز أمام بطل أوروبا، بفضل كفاءة ومهارة لاعبيه بداية من الحارس العملاق خالد عيسى، لا شك أن المهمة صعبة، ولكنها ليست مستحيلة، رغم قوة «الملكي» الذي يضم كوكبة من النجوم. ومباراة اليوم تعتبر الأولى التي يخوضها «الميرنجي» أمام فريق عربي في نهائي المونديال الذي انطلق عام 2000، وإذا كان الريال يريد أن يحقق الرقم القياسي بالفوز باللقب للمرة الرابعة، وفض الشراكة مع برشلونة، فإن العين يبحث عن كتابة فصل جديد في «قصة زعيم»، ورغم صعوبة المهمة، إلا أنه يحسب له أنه أطاح تيم ولينجتون النيوزيلندي، في بداية المشوار، قبل أن يكرر «حكاية الإبداع» أمام الترجي التونسي وريفر بليت الأرجنتيني. زلاتكو يكتب عن العين: «الواقعية» واستغلال «أنصاف الفرص» مفاتيح التفوق لا صوت يعلو فوق قمة العين وريال مدريد في نهائي كأس العالم للأندية، وفيما تبدو المهمة صعبة للغاية على الورق بالنظر للأسماء والقوة الضاربة التي يزخر بها النادي «الملكي»، فإن العين لن يقف مكتوف الأيدي، وأمامه فرصة من خلال الرد على أرض الملعب واستغلال نقاط القوة والضعف، لعل وعسى أن ينجح في قلب الموازين في موعد لا يتكرر دائماً بين «الزعيمين». الاحتمالات تصب لمصلحة ريال مدريد الإسباني بطبيعة الحال، فهو بطل أوروبا والعالم، والفريق الذي يسيطر على القمة 3 سنوات متتالية، ويضم نخبة من أفضل لاعبي العالم، وبالتالي يجب أن يكون مفتاح تفوق العين اللعب بواقعية في المباراة، ولا يجب أن يقوم العين بأشياء خارجة عن عادته، عليه أن يواصل اللعب بإيقاعه المعتاد وبكل واقعية، من حيث احترام المنافس عند امتلاكه الكرة، ولكن عدم الخوف، حينما تكون الكرة بين أقدام العين، كما رأينا في المباريات الماضية، حيث كان ينطلق دائماً بتفكير للوصول إلى مرمى المنافس، وهي ميزة إيجابية مهمة. ويجب أن يركز العين على استغلال الفرص المتاحة له، وأمام فريق مثل ريال مدريد لن تحصل على فرص كثيرة على مدار دقائق اللقاء، وبالتالي عند الوصول إلى مرمى المنافس عليه محاولة إنجاز المهمة، ووضع كامل الثقة بالقدرة على هز الشباك، وعدم التفريط بأي فرصة ينالها. والهجمات المرتدة للعين سلاح ذو حدين، فمن ناحية تعد الطريقة المثالية لمواجهة مدافعي ريال مدريد، من دون مساندة من لاعبي الارتكاز، أو في حالة سوء تنظيم في الملعب، وعليه استغلال ذلك بصورة جيدة للوصول إلى المرمى، ولكن من ناحية أخرى التخوف من التقدم لعدد كبير من لاعبي العين وعند حصول أي خطأ في الهجمة، فإن عدد مهاجمي ريال مدريد سيكون متساوياً لمدافعي العين، وهو ما جعل الفريق يستقبل الهدف الثاني تحديداً أمام ريفر بليت، وأيضاً الأمر نفسه في الهدف الثاني من ولينجتون. وبالنظر إلى المستويات الفنية المرتفعة للمنافس، ووجود فارق الراحة البدنية، بعدما لعب العين 330 دقيقة، مقابل 90 دقيقة فقط لريال مدريد، فإن الحل يكون بدفاع المنطقة، من أجل توزيع الجهد على اللاعبين كافة، من دون أن يقوم واحد أو اثنين بجهد إضافي برقابة على لاعبي المنافس، وبالتالي استنزاف طاقة الفريق بالكامل مع مرور الوقت، خصوصاً أن ريال مدريد يدرك هذا الأمر جيداً، ويلعب بكل هدوء في محاولة أن تسير المباراة بهذا الاتجاه. ومن المهم أن يسارع لاعبو العين إلى إعادة التنظيم بصورة مثالية عند فقدان الكرة، وعدم حدوث التشتت الذي يحاول لاعبو ريال مدريد استغلاله، من خلال الانطلاقات السريعة للاعبين القادمين من الخلف الذين يحاولون الهروب من رقابة المدافعين والوصول إلى مرمى العين. استغلال الضربات الركنية كما فعل العين في مباراتيه السابقتين، تعد ميزة في عالم كرة القدم يجب استغلالها، خصوصاً أنها تتطلب تدريباً وقدرات معينة من اللاعبين ولا يمكن أن تكون وليدة الحظ في أكثر من لقطة بالصورة نفسها، وهو ما يجعل ريال مدريد يدرسها جيداً من أجل إيقافها، علماً بأن ريال مدريد نفسه يحاول دائماً استغلال الضربات الركنية والكرات الثابتة أيضاً، وهي من الأمور التي أصبحت مهمة في عالم كرة القدم. ويبقى لوكا مودريتش مصدر الخطر الأكبر على العين في المباراة، نظراً لما يقوم به من أداء كبير في وسط ريال مدريد، من خلال تنظيم الخطوط واللعب، وهو ما يجعله لاعباً مهماً في المنتخب، ويستحق أن يكون الأفضل عالمياً في الوقت الحالي، والحل أن يركز العين على محاولة عدم منحه الحرية الكاملة، برغم صعوبة المهمة، بالنظر لقدراته المميزة ورؤيته الرائعة للملعب. وأتمنى أن تحضر الجماهير وتساند العين في المباراة التي تعتبر تاريخية، وأن تصفق لهم مهما كانت النتيجة، وتحتفل بالوصول إلى المباراة النهائية الذي يعد إنجازاً بحد ذاته، وأن تعتبر التتويج باللقب جائزة إضافية إذا تحقق، نظراً لقوة المنافس الذي عجزت أكبر الأندية عن التفوق عليه، وبالمحصلة أن يلعب العين بثقة في النفس، ولكن من دون أن يشعر بخيبة أمل، في حال لم يبلغ مراده، نظراً لما حصده من فوائد ونتائج مذهلة في البطولة. سالجادو يكتب عن الريال: «اللامركزية» أهم مصادر خطورة «الميرنجي» يخطئ من يعتقد أن مباراة الريال والعين سهلة، أو أن التوقعات من الممكن أن تكون مضمونة برغم الفارق الفني الواضح، وتتوقف النتيجة فقط على تركيز واجتهاد اللاعبين من الطرفين في 90 دقيقة، بالإضافة إلى احتمالات أن يقع أحدهم في خطأ يغير مسار اللقاء، خاصة في ظل التصاعد الخيالي في مستوى العين من مباراة إلى أخرى. ومن واقع الأرقام يجيد الريال التعامل مع المباريات النهائية، وإذا حاولت أن أضع تصوراً يخضع للمنطق في المباراة يمكن القول إن «الميرنجي» سوف يبدأ اللقاء بالتشكيلة نفسها التي بدأ بها المباراة السابقة أمام كاشيما، وربما تشهد الخطة منح كروس بعض المهام الدفاعية لتغطية تقدم مارسيلو إلى الأمام لمزاولة مهامه الهجومية بوصفه واحداً من أهم مفاتيح لعب الريال، خاصة أن المساحات خلف مارسيلو تسبب الكثير من المشاكل للريال من بداية الموسم، ويمكن أن تكون «ثغرة» في دفاعاته في المباراة. وإذا كان هناك احتمال تعديل التشكيلة نفسها، إذ يمكن أن يدفع سولاري بكاسيميرو من البداية بدلاً من يورنتي، على أمل القيام بالأدوار الدفاعية أكثر، وقدرات كاسيميرو على التغطية بشكل جيد خلف لاعبي الوسط والدفاع المتقدمين، وإذا كان الأمر بيدي سوف أتخذ هذا القرار، حتى أحقق التوازن المطلوب في منظومتي الدفاع والهجوم، وأضمن على الأقل إفساد هجمات العين من منطقة بنائها، أو حتى من منطقة تحولها من مرحلة التمهيد والبداية إلى مرحلة الخطورة. بعيداً عن التشكيلة سوف تكون هناك تكليفات واضحة من سولاري للاعبين بتنفيذ الضغط العالي على العين، لاستثمار أي خطأ وتحويله إلى هدف في ظل مهارات وقدرات ثلاثي الهجوم بنزيمة وفاسكيز وبيل للتسجيل من أنصاف الفرص، وأيضاً لتعاونهم الكبير مع بعضهم في تشكيل رأس مثلث، في المقدمة كريم بنزيمة، وقاعدته بيل وفاسكيز، وهذه الطريقة تضمن إفقاد العين لثقته بنفسه من البداية، بفعل عدم إتاحة الفرصة أمامه لنقل الكرة من مكان إلى آخر، وتقليل فرص استحواذه بوسط الملعب. في مباراة اليوم هناك أكثر من لاعب في العين يستحق أن تفرض عليه رقابة أولهم بيرج، ومن بعده حسين الشحات، وبندر الأحبابي، خصوصاً الأخير الذي يتحرك بحرية كاملة، وتسبب تحركاته السريعة من الخلف إلى الأمام مشاكل بالجملة في المنطقة اليسرى للريال، لأنه يملك القدرة على الاختراق والتسديد، كما أنه يملك القدرة أيضاً على الميل لليمين، وإرسال الكرات العكسية الخطيرة، ويجيد اللمسة قبل الأخيرة والمؤثرة لأحد المهاجمين، أو لاعبي الوسط القادمين من الخلف، واللاعب الرابع الخطير بالفعل الذي يجب متابعته بدقة هو كايو لأنه يراوغ وينطلق ويسدد ويسجل بمنتهى السهولة، وهو أخطر أوراق العين لأنه يلعب في مساحات واسعة من الجبهة الهجومية اليسرى للعين. أهم أسلحة الريال في المباراة هي السرعة واللامركزية في القيام بالأدوار، بمعنى أن اللاعبين يقومون بأدوار متكاملة بغض النظر عن مراكزهم، وهو الأمر الذي يجعلنا نرى مارسيلو في منطقة جزاء المنافسين، وأيضاً كروس أحياناً، الأمر الذي يفتح المساحات أمام مودريتش ليس لصناعة الأهداف فحسب، بل بالتقدم والتسديد للتسجيل، ويجعل الفرص متاحة أمام كاسيميرو للصعود للأمام في الكرات العرضية. ومن أسلحة الريال أيضاً التي ترهق المنافسين، مهارات عدد من لاعبيه، وأعتقد أنها أهم سلاح لأنها تمكن «الملكي» من الضغط المتواصل على الآخرين، مع الاحتفاظ بالكرة، واستغلال أي «أخطاء» من الخطوط الخلفية، واستثمارها في تهديد مرمى المنافسين، ويسهم في ذلك قدرة مهاجمي الريال على استثمار «أنصاف الفرص»، وتحويلها إلى أهداف، خاصة في ظل التحركات المميزة من جانب جاريث بيل وكريم بنزيمة. الأمر الضروري الذي يجب أن يهتم به الريال، والذي يسعى إليه بقوة هو التسجيل المبكر في اللقاء، لأن ذلك يتخلص الفريق العيناوي من تحفظاته الدفاعية، ويندفع إلى الأمام من أجل الهجوم، مثلما حدث مع كاشيما بالضبط في نصف النهائي، حيث إن الفريق الياباني، وبعد استقباله للهدف الأول تخلى عن تنظيمه، وأصبحت المهمة سهلة أمام الريال في إنهاء اللقاء خلال أول 10 دقائق من الشوط الثاني بتسجيل هدفين، والاكتفاء بذلك لتوفير الجهد إلى المباراة النهائية، وهذا السيناريو من الممكن أن يتحقق للريال، لأن العين لن يكون أمامه سوى الهجوم للتعويض إذا تأخر في النتيجة.
مشاركة :