في ليلة كاحلة السواد مرت علي تاريخ بلاط صاحبة الجلالة، تم الاعتداء على احد الزملاء الصحفيين الأربعة داخل مقر نقابة الصيادلة خلال تغطيتهم فعاليات فتح باب الترشح للانتخابات، اعتداء يؤثمه القانون وإساءة متعمدة استهانت بكافة القوانين والاعراف، وخالفت الأخلاق والمباديء. أحزنني كثيرا ما تعرض له زملائي من إهانة واعتداء، أسفر عن إصابة بعضهم بجروح قطعية وسحجات في مناطق مختلفة بجسدهم، بجانب سرقة معداتهم وهواتفهم المحمولة، حسبما ذكروا، وجعلني اتسائل كيف تهان كرامة الصحفي الذي يدافع عن حقوق العامة من المحتاجين والمتضررين واصحاب المظالم والحقوق، والذي يتعرض للعديد من المشاكل جراء دفاعه عن الكلمة والحق، ونعلم جميعا ان مهنة الصحافة هي مهنة البحث عن المتاعب ولكن لا اعلم ان تلك المتاعب ستكون يوما من مسئولي النقابات والأطباء ومثقفي وصفوة المجتمع إن صدق عليهم التعبير.فما يمارس علي مجال الصحافة والصحفيين بوجه عام هو بمثابة بلطجة من نوع آخر، تنذر بخطورة الموقف الذي نسير اليه او يضطرنا الي الدخول في مفترق طرق، يستهدف كسر "شوكة" الصحافة، وشتان شتان الي ما يسعون، وعليه يجب ان يعي ويدرك كل مسئول في اي موقع مكانة ومقام بلاط صاحبة الجلالة ودور الصحافة والإعلام، ولولاهما ما كان احدا يسمع اي اخبار عن اي شخصية او حدث كان، فالصحافة من صنعت أشخاص بعينها من خلال تسليط الاضواء عليهم وجعلت منهم أبطال ونجوم ومسئولين، ومن برزت انجازاتهم إن كان لهم إنجاز وعمل يفتخر به، وهي من ستنتصر لنفسها وتأخذ بثأرها وكله بالقانون الذي وضعه نقيب الصيادلة في آخر درج.فما فعله نقيب الصيادلة لا يعرضه للمسألة القانونية فقط من خلال واقعة همجية تمثل اعتداء علي حرية الصحافة وحرية تداول المعلومات، ولذا يجب ان يكون الرد حاسم من قبل النيابة في واقعة سجلت صورة وصوت، ومن جانب نقابة الصحفيين التي استنكرت لما تعرض له اصحاب المهنة ومنعوا نشر اي اخبار لهذا النقيب، ونقول لهم استمروا وما يرضينا هو إقالة هذا النقيب من منصبه، فالمشكلة تكمن في الوعي بدور الصحافة والإعلام وأهميتهما لدي المسئول في اي موقع، وهذا الامر يجب ان يكون علي عاتق نقابة الصحفيين في تشديد موقفها وإصدار إجراءات حاسمة حتي لا تتكرر هذه الواقعة مرة اخري.وقد يكون السبب الغير مبرر وراء تلك الواقعة ولتكرار حوادث الاعتداء علي الصحفيين، ان البعض رأي جسد الصحافة "بعافية" في مصر وأصبح يراها بالشكل الذي لا يليق بها علي خلفية أمور كثيرة تعرضت له المهنة ومعارك خاضتها منها من عادت منتصرة واخري لم ينصفها الحظ ان تنتصر بشكل كامل، ولكن اقول لهم ان الصحافة تمرض ولا تموت.وان لها نقابة تحميها نتوسم في أعضائها الخير والقوة للرد علي هذا الانتهاك الواضح، فما حدث هو اعتداء همجى لابد الا يمر مرور الكرام وان يتم معاقبة الجميع، وأن لم يكون لنقابة الصحفيين ردا قويا على هذه الحادثة التي لا يقبلها أحد ستمثل خطرًا كبيرًا علي مستقبل الصحافة في مصر.وعليه.. لابد من تطبيق القانون علي اي شخص يحاول الاعتداء علي الصحفيين والحظر النهائي المتمثل في عدم النشر لاي جهة او شخص يمس كرامة الصحفي، وحبذا إن كان في الامر والحسبان المطالبة بالمحاكمة القانونية العاجلة لكل من يعتدي علي صحفي اثناء مهام مهنته استنادا الي ما يطبق حال الاعتداء علي ضابط شرطة، فالامر لا يقل أهمية ولا مكانة عنه فالجميع يعمل في خدمة ورفع بلاده، وحتي نضمن استقرار العمل الصحفي وان يستمر بصورة صحيحة وإلا ستتكرر الواقعة مرار وتكرارا ولن تكن الاخيرة.واتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضد نقيب الصيادلة وعزله جراء جريمة لا يمكن السكوت عنها مطلب جماعي، وتطبيق المادة ١٠٠ من قانون تنظيم الصحافة والإعلام الجديد، وهو ان يعاقب بالحبس والغرامة كل من اعتدى على صحفي، الي جانب توفير المزيد من الحريات والحماية للصحفيين لممارسة عملهم وتوفير كافة المعلومات لهم والحماية الكاملة لاداء مهامهم بدلا من عرقلتها، فمكانة الصحفيين يجب ان تكون محفوظة ومصانة، ويعجز لساني ان يتلفظ بقول ان المهنة تدهورت بشكل كبير خلال الفترة الماضية مما جرأ أنصاف الأشخاص عليها، ولكن نقول: ان للمهنة صحفيين يحموها.
مشاركة :