تتأهب، اليوم، السلطات الفرنسية للسبت السادس من تظاهرات السترات الصفراء التي انطلقت منذ 17 نوفمبر الماضي. وبدأ المتظاهرون احتجاجًا على زيادة الضرائب على الوقود، فيما تحوّلت بسرعة إلى غضب عام من سياسات الرئيس إيمانويل ماكرون الاقتصادية. وكان ماكرون قد تعهّد برفع أجور أصحاب الدخول المنخفضة 100 يورو، وتخفيض الضرائب على الأجر الذي يتقاضاه العامل مقابل العمل لوقت إضافي ومكافآت نهاية العام وبعض المعاشات، في محاولة لإنهاء الاحتجاجات، إلا أنها باءت -على ما يبدو- بالفشل. واستعدادًا لفعاليات اليوم، أغلقت السلطات قصر فرساي أمام الزوار؛ حيث تعتزم حركة السترات الصفراء تنظيم الفصل السادس من احتجاجاتها. وصرح وزير الداخلية الفرنسي كريستوف بأن “هناك مسؤولية جسيمة للذين يريدون مواصلة الحركة”، معتبرًا أن هذا الأمر سوف يتوقف تمامًا. وأضاف: “وزارة الداخلية على استعداد لتولي فرساي. ولكن يمكن أن يكون التجمع في مكان آخر؛ لكون الحركة أعلنت عدة اقتراحات لمكان التجمع”. ومنذ أمس الجمعة، بدأت قوات الأمن انتشارها في العاصمة باريس وعدد من المدن الحيوية، استعدادًا للسبت السادس. وذكرت وسائل إعلام أن عملية إخلاء الميادين وتفكيك المخيمات لا تزال مستمرة في أنحاء البلاد، كما تم نشر قوات إضافية. ودعت صفحات الاحتجاجات على مواقع التواصل الاجتماعي إلى الحشد في 14 مدينة، بين باريس وحدود البلاد والمدن الكبرى، منها ليل وتولوز وبوردو وليون. ورغم احتفاله أمس بعيد ميلاده الـ44، بدا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون غير سعيد في وقتٍ يحاول فيه احتواء الاحتجاجات، فكتب رسالة طويلة نشرها على موقع “تشينج”، يستعرض فيها الإجراءات الحكومية التي أطلقها الأسبوع الماضي، دون أن يتردد في دعوة بريسيلا لودوسكي، التي كانت وراء إطلاق حملة توقيعات على التماس ضد الضريبة جمعت 1.15 مليون توقيع، إلى الاتصال به عبر البريد الإلكتروني. وكان ماكرون قد رد في وقت سابق على المتظاهرين المحتجين ضد زيادة الضريبة على الوقود بالقول: “أنتم على حق”، في محاولة لإخماد التظاهرات. وأمس الجمعة، صادقت الجمعية العامة الفرنسية على إمكانية أن تدفع الشركات مكافأةً استثنائيةً معفاة من الضرائب للموظفين الذي يتقاضون حتى 3 آلاف و600 يورو، وهي أحد التدابير الطارئة استجابةً لحركة “السترات الصفراء”. وأقر هذا التدبير، بغالبية كبيرة، استجابةً لقرار الحكومة تشجيع الشركات على منح، حتى 31 مارس، هذه المكافأة المعفاة من الضرائب بالكامل حتى ألف يورو، ويستفيد منها الموظفون الذين يتقاضون أقل بثلاث مرات من الحدّ الأدنى للأجور، أي أن يصل إلى 4 آلاف و563 يورو مجمل دخلهم قبل الضرائب والاقتطاعات في عام 2019، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية. وأمس الأول الخميس، أعلنت الحكومة الفرنسية أنّ عدد القتلى المرتبط باحتجاجات “السترات الصفراء” المناهضة للحكومة ارتفع إلى تسعة، فيما واصل متظاهرون تعطيل حركة المرور. وقال وزير الداخلية كريستوف كاستانير: “وقعت حالة وفاة تاسعة هذا الصباح في أجين بالقرب من أحد الميادين.. كان واحدًا من أصحاب السترات السفراء، وكان يحتج في الخارج، لكنه لم يتبع تعليمات السلامة على الطرق”. وذكر مسؤولون محليون -وفق “رويترز”- أنّ الضحية الأحدث -وهو رجل يبلغ من العمر نحو 60 عامًا- صدمته شاحنة قرب طريق سريع تجمع عليه المحتجون. وحدثت معظم الوفيات نتيجة حوادث طرق؛ حيث يغلق المحتجون الميادين ويدمرون أكشاك تحصيل رسوم الطرق.
مشاركة :