جاء الملعب الرومانى المعروف بـ " الكولوسيوم" والموجود بروما، فى المرتبة الأولى طبقًا لـ "تريب ادفايزر" للتعليقات والتقييمات الخاصة بالسفر تصنيفه للمعالم السياحية التي سجلت أكبر عدد من الحجوزات في عام 2018.ثم متاحف الفاتيكان بالمركز الثاني، يليهما تمثال الحرية في نيويورك. وجاءت آثار ستونهيج في بريطانيا بالمركز الثامن.ونشر "تريب ادفايزر" أكبر موقع للسفر في العالم تصنيفه بعد تحليل 140 ألف رحلة وفعالية سياحية نُظمت عن طريق الحجز.بدأ البناء فى مدرج الكولوسيوم عام ٧٢ م على يد الإمبراطور فيسباسيان، وتم الانتهاء منه بعد ثمانى سنوات، وكان مدرجًا ضخمًا يستوعب أكثر من خمسين ألف شخص، وهو يقع على مساحة ستة أفدنة، كما يبلغ طوله ٦٢٠ قدمًا، وعرضه ٥١٢ قدمًا، وعلى ارتفاع ١٥٨ قدمًا، تم استخدام أكثر من ١.١ مليون طن من الخرسانة والطوب والحجارة لاستكمال بنائه.الكولوسيوم الذي كان إحدى الطرق التى كان يتبعها لإسعاد الشعب والحفاظ على دعمه وحبه وتأييده له، يوجد أسفله متاهة من الممرات السرية يُطلق عليها «الهايبوجيوم»، والتى كانت تُخصص لبقاء الحيوانات والمُصارعين والممثلين إلى حين ظهورهم المفاجئ وسط الساحة.كان الاسم الأصلى له هو "المدرج الفلافى"، ويوجد خارج المبنى تمثال برونزى ضخم للإمبراطور نيرون يبلغ حجمه ٣٠ قدمًا، وقد أطلق على هذا التمثال اسم «العملاق نيرون» التى تعنى باللاتينية «كولوسوس نيرو»، تحول هذا التمثال إلى إله الشمس «إينفكتس»، ويعتقد كثير من المؤرخين أن اسم الكولوسيوم يرجع فى الأصل إلى تمثال «كولوسوس نيرون» أو العملاق نيرون.ولحماية المتفرجين من الشمس الحارقة والمطر، تم إنشاء مظلات قابلة للسحب أعلى المبنى، كما تم وضع حوالى ٢٤٠ صاريًا خشبيًّا لدعمها والمساعدة فى فتحها وإغلاقها، وكثيرًا ما قام البحارة الرومان بصناعة تلك المظلات عند الحاجة.احتوى الكولوسيوم على ٧٦ مدخلًا ومَخرجًا؛ لمساعدة آلاف الأشخاص فى الخروج سريعًا فى حالة نشوب حريق أو أى من حالات الطوارئ الأخرى، وكانت الممرات التى تؤدى إلى مقاعد الجلوس تسمى «فوميتوريا»، كما كانت كل المداخل الخاصة بعامة الشعب مُرقمة، وكان كل متفرج يحمل تذكرة بها رقم مقعده.كان يُحظر على فئة معينة من الشعب حضور العروض داخله، وكان من بينهم المصارعون السابقون، والممثلون، وحفّارو القبور، وكان هناك ٣٢ بابًا من الأبواب المُفخخة تحت ساحته، وأُطلق على البوابة الغربية اسم «بوابة الموت»؛ إذ كانت مخصصة لنقل القتلى من المصارعين خارج ساحة المدرج.استمرت أولى ألعاب أقيمت داخل الكولوسيوم لمدة مائة يوم، واشتملت على أكثر من ثلاثة آلاف جولة من ألعاب المصارعة، ومات خلال ذلك الاحتفال العشرات من المصارعين والوحوش الذين ضحوا بحياتهم من أجل متعة وترفيه الشعب.وقد وقف استخدام المبنى لتقديم العروض الجماهيرية فى العصور الوسطى المبكرة، وأعيد استخدامه بوصفه مأوى ومصنعًا ومقرًا للنظام الدينى وقلعة ومحجرا، وتم استخراج مواد بناء وفيرة لبناء مبانٍ أخرى من تحت أنقاضه، إلا أن تحول بعد ذلك إلى مزار مسيحي، تكريمًا للأسرى الذين قتلوا خلال السنوات الأولى للمسيحية.وقد انهار الجزء الجنوبى للكولوسيوم من جراء زلزال كبير فى عام ٨٤٧م، رغم تضرر الهيكل بشكل كبير بفعل الزلازل، إلا أنه دائمًا ما يُنظر إلى الكولوسيوم بوصفه رمزًا للإمبراطورية الرومانية ومثالًا شاهدًا على العمارة الرومانية.والكولوسيوم هو واحد من مواقع الجذب السياحى الأكثر شعبية فى روما الحديثة، ولا يزال مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالكنيسة الكاثوليكية، حيث يترأس البابا درب الصليب فى جمعة الآلام.ويعد الكولوسيوم مركزًا تاريخيًا لروما والكرسى الرسولى لمناطق خارج الإقليم فى إيطاليا، واُختير مدرجه موقعًا للتراث العالمى من قبل اليونسكو فى عام ١٩٨٠، وفى عام ٧ يوليو عام ٢٠٠٧، أُدرج المدرج أيضًا ضمن عجائب الدنيا السبع الجديدة فى العالم.
مشاركة :