السودان يقمع الاحتجاجات ويعتقل قادة المعارضة

  • 12/23/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الخرطوم - قال متحدث باسم تحالف معارض في السودان إن السلطات ألقت القبض على 14 من قادة التحالف السبت، وذلك مع استمرار الاحتجاجات المناهضة للحكومة بسبب الأزمة الاقتصادية لليوم الرابع في عدة مدن. وأيد الاحتجاجات الصادق المهدي، وهو زعيم حزب الأمة المعارض الذي عاد إلى السودان الأسبوع الماضي من منفى طوعي استمر عاما، قائلا السبت ان "قمع الجيش" للمظاهرات أدى الى سقوط 22 قتيلا. وقال صادق يوسف المتحدث باسم تحالف قوى الإجماع الوطني، وهو أحد تحالفين رئيسيين للمعارضة في البلاد، إن رئيس التحالف فاروق أبو عيسى (85 عاما) كان من بين من ألقي القبض عليهم بعد اجتماع للمعارضة في العاصمة السودانية الخرطوم. وطالب يوسف بإطلاق سراح المعتقلين على الفور قائلا إن إلقاء القبض عليهم محاولة من جانب النظام لوقف التحركات في الشارع. وأضاف أن أبو عيسى حالته الصحية سيئة وجرى نقله إلى المستشفى بعد إلقاء القبض عليه. رئيس تحالف المعارضة فاروق أبو عيسى ذو الـ85 عاما من المعتقلين وجاءت الاعتقالات في اليوم الرابع من المظاهرات التي فجرها تدهور الأوضاع الاقتصادية في عدة مدن بأنحاء السودان. وعبر المحتجون عن غضبهم من الفساد ودعا البعض إلى إنهاء حكم الرئيس عمر البشير. وقال شهود إن طلابا كانوا يحتجون السبت في مدينة الرهد أضرموا النار في مكتب الحزب الحاكم ومبان رسمية أخرى وأغلقوا لفترة وجيزة الطريق الرئيسي المتجه إلى الخرطوم، الواقعة على بعد نحو 370 كيلومترا باتجاه الشمال الشرقي. وقال الشهود إن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين. وتجمع المحتجون في عدة أحياء في شرق الخرطوم وفي مدينة ود مدني. وقال فيصل حسن إبراهيم مساعد البشير ونائب رئيس الحزب الحاكم إن الاحتجاجات كانت منسقة ومنظمة وإن اثنين ممن قتلوا في المظاهرات بمدينة القضارف هم من القوات المسلحة. وأضاف أن القوات المسلحة السودانية تتولى الآن حراسة المواقع الاستراتيجية في أنحاء السودان. وأصدر الرئيس السوداني قرارا بتعيين ضابط في جهاز الامن والمخابرات واليا جديدا لمنطقة القضارف التي تشهد احتجاجات على ارتفاع اسعار الخبز، خلفا للوالي الذي قتل في حادث تحطم مروحية قبل أسابيع. وأفادت وكالة الانباء السودانية الرسمية (سونا) السبت "أصدر رئيس الجمهورية قرارا بتعيين العميد أمن مبارك محمد شمت واليا على القضارف". وشهدت ولاية القضارف الواقعة على بعد 550 كلم شرق العاصمة احتجاجات على ارتفاع سعر الخبز وأوقعت ستة قتلى الخميس في صفوف المتظاهرين بحسب مسؤولين محليين بدون توضيح ظروف مقتلهم. وقال المهدي، زعيم حزب الأمة، احد أقدم التشكيلات السياسية في البلاد، في مؤتمر صحافي في أم درمان قرب الخرطوم ""ندين القمع المسلح للاحتجاجات وما حدث يستدعي تحقيقا دوليا ووطنيا". وأضاف أن التظاهرات "أدت إلى سقوط 22 شهيدا وعدد من الجرحى"، بدون تفاصيل حول الحصيلة التي لم يتسن تأكيدها من مصدر مستقل. وتابع أن "هذا التحرك مشروع قانونا" ومرتبط "بتردي الأوضاع"، مؤكدا أن "هذه التحركات سوف تستمر والناس يحركها تردي الخدمات". ودعا المهدي الى "نظام جديد برئاسة جديدة". والمهدي الذي يقود أحد أقدم الأحزاب السياسية في السودان، كان آخر رئيس حكومة منتخب ديموقراطيا. وقد طرد من الحكم بانقلاب حمل الرئيس الحالي إلى السلطة في 1989. وقد اضطر لمغادرة البلاد مرات عدة وعاد هذا الأسبوع. ويشهد السودان صعوبات اقتصادية متزايد مع بلوغ نسبة التضخم حوالي سبعين بالمئة وتراجع سعر الجنيه السوداني مقابل الدولار الأميركي وسائر العملات الأجنبية. ويستهلك السودان 2,5 مليون طن قمح سنويا ينتج منها 40% ويواجه البنك المركزي صعوبات في توفير النقد الاجنبي لمقابلة الاستيراد منذ انفصال جنوب السودان عنه في عام 2011 وفقدان البلاد لعائدات النفط والذي كان يبلغ 470 الف برميل يوميا . وتباطأت خدمات الإنترنت واتهم نشطاء الحكومة بإغلاق مواقع التواصل الاجتماعي لمنع المحتجين من التواصل. وحملت السلطات من وصفتهم "بالمندسين" مسؤولية الاحتجاجات. وتولى البشير، أحد زعماء أفريقيا الأطول أجلا في المنصب، السلطة بعد انقلاب بدعم من الجيش وإسلاميين في عام 1989. واقترح نواب في البرلمان هذا الشهر تعديلا دستوريا لتمديد فترات الحكم المسموح بها، والتي كانت تستدعي تنحيه عن المنصب في 2020.

مشاركة :