الأندية تلجأ لتغيير أجهزتها الفنية أثناء الموسم لأسباب مختلفة

  • 12/23/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

مسلسل التغييرات والتبدلات أثناء الموسم الرياضي لا تتوقف، وتحدث في كل الألعاب الرياضية (الجماعية) وخاصة كرة القدم، وفي الأغلب تكون عند الأندية المنافسة على الألقاب والتي تملك الامكانات الجيدة، أو تلك المتعثرة في مراكز متأخرة أو تخشى الهبوط لدرجة أدنى، وفي الأغلب يكون الضغط من أجل التغيير من متنفذين في المراكز الإدارية، أو الأجهزة الادارية المصاحبة للفرق، ولكن في أحيان نرى أن الرغبة تأتي من المدربين، ولأسباب مختلفة ولا يكون على المسئولين سوى الموافقة على ذلك! طبعا هذه التغييرات يراد من خلالها نقلة فنية للفرق يمكن أن تترك تأثيرا على اللاعبين، وبالذات أنه لا يمكن اللجوء لتغيير اللاعبين، وأقرب الحلول تكون في تغيير المدربين، والنتائج تكون سببا، أو سوء التفاهم مع المسئولين القريبين من الفريق، فهو يخلق خلافات تؤدي إلى واحد من إثنين؛ إمّا تقديم المدرب لاستقالته حفاظا على كرامته، أو اقالته، كل ذلك يحدث رغم أن الاستقرار في الأجهزة الفنية مهم جدا، لأن التبديلات أحيانا لا تحقق الهدف المراد، بل الأمر يزداد سوء، فالأمور التي تحتاج إلى حلول تكمن في اللاعبين أو الاداريين، بل أن الاداريين يمثلون أحيانا ثقلا ولا يمكن زحزحتهم عن مواقعهم، ولذا لا يمكن تحسن النتائج. ظاهرة غير صحية رئيس نادي الشباب المخضرم ميرزا أحمد والذي يملك خبرة كبيرة في المجال الاداري رئيسا لناد وأيضا قريبا من الفرق في النادي والمنتخبات، وهو صاحب فكر إداري جيد، وحين سألته عن التغيير قال أنا شخصيا لست من محبذيه؛ إلّا إذا كان يمثل حلّا نهائيا، لأن الادارات لابد أن تتسم بالحكمة وعدم التسرع، وتبني أمورها وفق برامج بعيدة المدى، فالتغيير برأيي تقوم به الأندية بحسب النتائج الغير مقنعة التي تحصل عليها الفرق، وهو حل قد لا يأتي بالحل الناجح؛ لأننا هنا نتحدث عن تغيير للتغيير فقط، وقد يكون لخلاف في وجهات النظر مع المدرب، مع أن الحلول تكون ممكنة، فالاستقرار مهم، وقد تكون الظروف المادية لها دور في التغيير! وأضاف لذلك نحن مثلا في النادي لا نلجأ لهذه الحلول المتسرعة، بل ندرسها من شتى النواحي، فمثلا مدرب الفريق الأول مكث معنا لفترة خمسة مواسم، وأيضا جدّدنا له لمواسم ثلاثة قادمة، وهذا لأنه يعرف الفريق ولديه استراتيجية ينفذها من خلال اتفاقنا معه على ذلك، لأننا نعمل للبناء والتثبيت بالوجوه الشابة وهي عملية تتطلب التأني، فضلا عن المدرب مرتاح للعمل معنا، ويعيش ظروفنا؛ رغم أنه مدرب مطلوب سواء في بلده أو في البحرين، ولكنه يعمل بضمير صادق، ويحسب نفسه بأنه ابن النادي، وأشار بأن أندية أخرى في موسمنا الحالي، وفي مواسم سابقة لجأت إلى التغيير ولكنها ليست بالضرورة حصلت على النتائج المطلوبة أو المستهدفة، لأنها لا تأتي بسرعة، كما أن المدربين ليس بيدهم الحلول السحرية. ويقول الاداري المعروف بنادي النجمة عبد الله سيف بأن التغيير دائما هو بسبب النتائج، فالأندية التي ترغب في المنافسة يكون طموحها دائما النتائج، وحتى التي تكون عادة بعيدة عن المراكز المتقدم، ولكن السؤال الذي يمكن أن يطرح هنا هل هذه الاستغناءات نتيجة تقيين من خلال لجنة فنية مؤهلة، واستطيع أن أجيبك وأقول لك لا، وإنّما من خلال مجلس الادارة، ولا يمكن لإداري خارج مجلس الادارة، حتى وإن كانت هناك تلميحات بهذا الشأن، لأن هذا الاداري تم تعيينه من قبل مجلس الادارة، ووفق منظومة، وهؤلاء الاداريين ليسوا أصحاب قرار، بل هم معينون من الادارة وهي التي بإمكانها أن تزيحهم. وأعتبر سيف بأن التغيير مهما كان سيؤثر على الاستقرار الفني، لأن اللاعبين سينتقلون من فكر إلى فكر مختلف، وهذا يحتاج إلى فترة لكي يتم هضمه، ولذا من المفروض أن تكون هناك خطوات متأنية، مع دراسة أسباب الإقالة، ورأى أن الاستقالات من قبل المدربين تحتاج إلى أن تدرس من قبل الوسط الكروي، فهي في أحيان غير مقنعة، وقد تكون ناتجة عن ضغوطات تجبرهم على التقدم باستقالات توافقية! ويقول رئيس نادي البديع علي الدوسري بأنه ليس مع عزل المدربين أثناء الموسم الكروي، ومن دون أن تكون هناك مسببات لذلك، لأن عزل أي مدرب أو اقالته لا يأتي إلّا وفق ظروف طارئة، ويسبقه تقييم متأن ودقيق من قبل أصحاب الاختصاص واقتناع من قبل مجلس الادارة، وعمّا إذا كانت النتائج والاخفاقات هي من المدرب، وأيضا هنا علينا أن نضع تساؤلا ما إذا كانت الادارة قد وصعت له الامكانات التي تمكّنه من العمل الجيد، وحينها إذا لم تأت النتائج فيمكن أن نذهب إلى القرار الأصعب! وقال علي الدوسري أحيانا يكون المدرب مجتهدا، ويعمل بجد واخلاص، ولكن المشكلة أن النتائج تعاكسه، وهنا علينا أن ننظر إلى الجانب الآخر والذي يتمثّل في مجلس الادارة وأجهزته الادارية، وما إذا وفّرت له احتياجاته، بما في ذلك عملية اسناده بلاعبين، فضلا عمّا إذا كان اللاعبون خدموه وخدموا النادي وأنفسهم خلال فترة المباريات؛ أو لسوء الحظ! وبشأن لجوء المدربين لاستقالاتهم قال الدوسري، علينا أن نضع في تفكيرنا بأن المدرب هو إنسان يتعرض لضغوطات ويتأثر بها، ولذا هو يمكن أن يتضايق من عمل الذين معه في الجهاز وسوء تصرفهم، أو عدم تعاونهم معه، كسوء الحضور أو عدم القيام بواجباتهم، وسوء إدارتهم فيلجأ لتقديمها، بينما يقول اللاعب الدولي السابق والمحلل الكروي حاليا خالد جاسم بأنه ليس من مؤيدي التغيير، لأن هذا التغيير متى جاء في أي وقت من الموسم الكروي فإن هذا يربك العمل في النادي، ويربك البرنامج الموضوع من قبل المدرب، لأن لكل مدرب فلسفته في التدريب والتي تختلف عن المدرب الآخر، وله طريقته التي تحتاج إلى وقت لكي يتم هضمها من قبل اللاعبين! وأضاف إنّ التغيير، أي تغيير هو للحصول على نتائج أفضل، ولكن هذه النتائج قد لا تأتي، لأن هناك اختلاف بين فلسفتين توليتا الأمور، واللاحقة قد لا تخدم السابقة، وقد لا تحقق الانسجام بين اللاعبين، لأنه بدون انسجام بين اللاعبين والمدرب وبين اللاعبين أنفسهم لن تأتي النتائج المرجوة، ويضع الكابتن خالد تساؤلا، حين تعاقدت الادارة مع المدرب، ماهي الأمور المتفق عليها بين الطرفين، هل البناء أو المنافسة، لأنه لا يجوز الخلط بين الأمور، ففي أحيان كثيرة قد لا يأتي التغيير بالنتائج المرجوة، وبالذات أن بعض الادارات تستعجل النتائج، نتيجة للضغوطات من الشارع الرياضي، وربما من اللاعبين، وهذا نتيجة للتعاقدات الغير صحيحة. ولفت بأن التغيير يكون لجهة المدرب لأنه الحلقة الأضعف، حتى لو كان ممتازا، فأحيانا لا يحصل على التعاون من مختلف الأطراف، أو لأن نوعية اللاعبين لا يمكنها أن تقوده لتحقيق النتائج، أو لوجود تحزبات في الفريق ويكون الجو العام لا يخدمه، ويقول الاداري المعروف رائد البصري انه لا يمكن الاختلاف ان هذا من خلال النتائج، فإذا كانت النتائج سلبية لابد أن تجري تغييرا؛ لأنه الحل الوحيد لأنك لن تستطيع أن تستغني عن كل اللاعبين ولا نصفهم، فالمدرب هو الضحية، ولكن يجب أن يأتي بعد دراسة، بحيث لا تأتي الاستغناءات عشوائية. أمّا اتجاه بعض المدربين للاستقالة فيأتي نتيجة الضغوطات والنتائج السلبية وعدم اختيار المحترفين الذين يتناسبون مع أسلوبه، وبالذات إذا كان اختيارهم عن طريق الادارة وليس المدرب نفسه؛ مما يوجد المشاكل، لأن هؤلاء ليسوا من اختياره، وتشعر بأن اللاعب غير قادر على التعود مع أسلوبه، ومن يقوم بعملية الاقالة هي الادارة وليس الجهاز الإداري، واشار بأن بعض المدربين قد يكونون غير جيدين ولكن الحظ هو من يرفعه!

مشاركة :