«صفقة» وراء الانسحاب الأمريكي

  • 12/23/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

محمد هاني عطويإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن انسحاب القوات الامريكية من الشمال السوري بعد أخذ ورد وإعلانات سابقة عن الانسحاب ثم البقاء حتى إشعار آخر كان مفاجئاً للمتحالفين مع واشنطن لا سيما في مواجهة «داعش» وإيران بل إن ذلك سوف يضعف من معركة قوات سوريا الديمقراطية ضد داعش وسيفتح الطريق لتدخل عسكري تركي، على الرغم من تأكيد مسؤولين أمريكيين، قبل بضعة أيام، أن واشنطن بعيدة كل البعد عن هزيمة «داعش» بشكل دائم وأن الوجود الأمريكي سيستمر لفترة طويلة، حتى أن جون بولتون، مستشار ترامب، أوضح قبل شهرين أن القوات الأمريكية لن تغادر طالما أن الإيرانيين متواجدون في سوريا.ويشير بعض المراقبين، بحسب صحيفة «لومانتيه» الفرنسية، إلى أن قرار ترامب لم يأت صدفة بل أعقب إعلان واشنطن عن صفقة بيع صواريخ (باتريوت) إلى تركيا مقابل 3.5 مليار دولار، علماً أن أنقرة كانت أعلنت عن نيتها بالحصول على صواريخ (S-400) الروسية، وهو ما من شأنه أن يحدث نوعا من الفوضى لدولة تعتبر من أعمدة حلف شمال الأطلسي. ولا شك أن التقارب التركي الأمريكي هو إشارة لنقطة تحول في عملية بناء ما بعد سوريا لأن الانسحاب الأمريكي من هذا البلد ستكون له عواقب وخيمة، وأول المتضررين سيكونون الأكراد وقوات سوريا الديمقراطية، التي أعلن الرئيس التركي أردوغان، أنه يريد القضاء عليها، من خلال التخطيط لهجوم كبير في الشمال السوري، كما فعل بالفعل في عفرين دون أن تثنيه الولايات المتحدة عن ذلك. لكن الأكراد يحاولون أن يلعبوا بما بين أيديهم من أوراق. وبحسب صحيفة «دمشق بوست»، القريبة من السلطة، فإن محادثات ستعقد بين قوات سوريا الديمقراطية وممثلين عن دمشق كي يكون الجيش النظامي مسؤولاً عن الحدود، الأمر الذي من شأنه إزالة الحجة القوية لتركيا.وعلى الرغم من أن «داعش» لم يعد يسيطر على مناطق واسعة من الأراضي، إلا أنه لا يزال يحتفظ بجيوب كبيرة في وادي الفرات والعراق ومازالت أفعاله المتفرقة تزعزع الاستقرار، ناهيك عن قواعده في ليبيا أو أفغانستان. ومن هنا نلمح بأن الرئيس الأمريكي مستعد للتضحية بالأكراد، فيما يتعلق بتركيا، في محاولة لاستعادة مكانته في التطورات السياسية الجديدة المتعلقة بسوريا، في حين أعلنت روسيا أن الانسحاب الأمريكي سيساعد في صحة القرار السياسي، لكن هذا الأمر بالتأكيد ليس رأي «إسرائيل» القلقة بشأن إيران التي يمكن أن تفتح جبهات جديدة ضدها بينما أعلن بنيامين نتنياهو، بطريقة غامضة جداً، أثناء زيارته لشركة صناعات الطيران «الإسرائيلية» (IAI)، وهي شركة تصنيع أسلحة مملوكة للحكومة، إنها «تطور أنظمة تسليح ذات قدرات لا تملكها أي دولة أخرى».

مشاركة :