الدوحة - الراية: رأى موقع ميدل إيست آي أن جريمة قتل خاشقجي كشفت حقيقة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وغيره من الطغاة العرب، وقال الموقع البريطاني: إن الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، لم يكن يدرك خطر كلماته الصادقة التي كان يوجهها، علماً أن آراءه، وهو الذي أصبح في أيامه الأخيرة كاتباً في صحيفة” واشنطن بوست”، حول سياسة بلاده لم تكن تشير، في الواقع، إلى خيانة أو إثارة للفتن، كما لا يمكن النظر إلى انتقاداته كتهديد وجودي لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وعلى سبيل المثال، فقد اختلفت رؤية خاشقجي مع سياسة النظام السعودي بعد فوز الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة، وفي ندوة عقدها مركز واشنطن للشرق الأوسط، ذهب إلى القول إن على السعودية أن تستعد للمفاجآت. وأضاف الموقع البريطاني: لا يوجد فيما قاله ما هو خيانة أو مثير للفتنة. لا شيء مما قاله يمكن أن يثير حفيظة هنري الثامن أو آيفان المرعب. لم يكن اعتبار خاشقجي تهديداً وجودياً لمحمد بن سلمان ليُفهم إلا لو كنت تعلم -وهو ما لم يكن معلوماً لأحد آنذاك- أن ولي العهد السعودي ومعلمه الإماراتي محمد بن زايد كانا يبذلان جهوداً غير عادية للتقرب من الرئيس الجديد وكسب وده. وكان دور ترامب أصبح حيوياً ليس فقط لصعود الأمير الشاب إلى السلطة في بلاده - وكان حينها لا يتجاوز الحادية والثلاثين من عمره ويحتل منصب نائب ولي العهد - وإنما أيضاً لضمان تحقيق طموحاته في أن يصبح الزعيم القادم الذي يهيمن على مقاليد الأمور في العالم العربي. ولذلك لا ينبغي أن يسمع الناس في واشنطن صوتاً سعودياً إلا إن كان صوتاً لمن يرتزقون من الولاء له. إذا كان محمد بن سلمان يعتقد أن بإمكانه أن يشتري رئيس الولايات المتحدة، فسوف تكون واشنطن فتاتاً سهلاً، ولقد كانت كذلك لزمن طويل. وتابع الموقع البريطاني: لم تعجب آراء خاشقجي حاشية الأمير المتلهف للسلطة، وعلى الفور هاتفه سعود القحطاني( المستشار المقرب من ولي العهد السعودي) ليخبره بضرورة التوقف عن الكتابة، مشيراً إلى الاستياء الذي اعترى الصحفي جمال خاشقجي من التعليمات القاسية التي تتضمن منعه التغريد أو الكتابة ولكنه امتثل، فقد كان لا يزال حراً في السفر، ولكن بعد سنة من الصمت، قرر خاشقجي كتابة الأعمدة تحت اسم مستعار في موقع “ميدل إيست آي”، وفي غضون بضعة أشهر، كان له عمود تحت اسمه في صحيفة ” واشنطن بوست” ولكنه كان يؤكد أنه ليس ثورياً، بل يكره الجلوس في صف المعارضة، كل ما كان يطلبه الحد الأدنى من حرية التعبير. ويضيف الموقع، أن أكبر اقتصادات في العالم العربي يعاني من مشاكل كبيرة، والديون الخارجية خارجة عن السيطرة، وهناك احتجاجات على ارتفاع الأسعار والضرائب في عدة دول عربية فقيرة. وأشار الموقع البريطاني إلى أن أكبر مشكلة تواجه دول العالم العربي هي بطالة الشباب، حيث تبلغ النسبة 21 % على الأقل في الشرق الأوسط و25 % في شمال إفريقيا، وأكد موقع” “ميدل إيست آي”،على أن” الأوتوقراطيون الفاسدون” والعسكر في العالم العربي، لا يملكون، أي رغبة في خدمة شعوبهم. وهناك الكثير مما يمكن أن يلهب الشارع العربي إذ تحاول إسرائيل التوسع وإلغاء اتفاقيات السلام وتصفية القضية الفلسطينية بالتعاون مع إدارة الرئيس ترامب، وفي الواقع، هناك ترقب لمصير ترامب، ودائرته من الطغاة في الشرق الأوسط، لأن مقتل خاشقجي قد أدى إلى حدوث موجات صادمة.
مشاركة :