أُعيد فتح مطار غاتويك في لندن، بعد توقيف شخصين في إطار التحقيق في طائرات مسيّرة غامضة أدت إلى اضطراب حركة النقل الجوي في المطار وأثرت على 120 ألف مسافر. وقال الضابط في الشرطة البريطانية جيمس كوليس: «إن شرطة (منطقة) ساسيكس أوقفت شخصين، في إطار التحقيق في الاستخدام الجنائي لطائرات مسيّرة، أدت إلى اضطراب خطر في إقلاع الطائرات وهبوطها في مطار غاتويك». وأُعيد فتح غاتويك، ثاني مطارات لندن بعد هيثرو، على رغم ظهور طائرة مسيّرة أدى إلى تجميد الرحلات لفترة وجيزة، بعد ساعات على إعادة فتحه مرة أولى. وكتب كوليس في «تويتر» أن «الإجراءات العسكرية المفروضة في المطار تقدّم لنا الضمانات اللازمة لإعادة فتحه». وأعاد المطار فتح مدرجه الوحيد، بعد توقفه نحو 36 ساعة بسبب تحليق طائرات مسيّرة لم تُعرف هويتها، في حادث اعتبرته الحكومة البريطانية «سابقة». ومع أنه لم يتم اعتراض الطائرات المسيّرة ولا العثور على مشغلها أو مشغليها، قال مدير عمليات مطار غاتويك كريس وودروف إن إعادة فتحه أصبحت ممكنة بفضل «إجراءات» للتخفيف من خطورة التهديد، بالتعاون مع الشرطة والجيش. وكان الجيش وضع في تصرف السلطات تقنيات متقدمة لمطاردة الطائرات. وأعلنت شرطة ساسيكس، المنطقة التي يقع فيها المطار، أنها «توظف موارد كبيرة للبحث على الطائرة وتحديد مكانها». وكانت ذكرت أن قوات الأمن «عززت في شكل كبير» وجودها في المكان. وفكّرت الشرطة أيضاً في إسقاط الطائرات المسيّرة، بعدما استبعدت السلطات أولاً ذلك خوفاً من «رصاص طائش». وأُغلق مطار غاتويك مساء الأربعاء في إجراء وقائي، ثم أُعيد فتحه لفترة وجيزة ليلاً، قبل أن يغلق مجدداً لأن الطائرات المسيّرة كانت تظهر باستمرار. ودان المدير العام للمطار ستيوارت وينغيت «هذا النشاط الذي حُددت أهدافه بدقة ويرمي إلى إغلاق المطار والتسبب بأكبر مقدار من الاضطراب قبل عيد الميلاد». وأكدت الشرطة أنه «حادث متعمد»، مستدركة ان «لا مؤشر على ارتباطه بالإرهاب». وأعلنت ظهور الطائرات أكثر من 50 مرة خلال 24 ساعة. وقال ستيف باري، نائب قائد الشرطة، إنه يعتبر وقوف أحد المدافعين عن البيئة وراء الحادث «إمكانية». في مواجهة الفوضى في غاتويك، واجهت الحكومة اتهامات بأنها لم تتخذ الإجراءات اللازمة لحماية المطارات. وقال وزير النقل كريس غرايلينغ: «يجب أن نعرف بسرعة كبيرة ماذا حدث، لنتمكّن من استخلاص الدروس». وأوردت صحيفة «ديلي تلغراف» أن سكرتيرة الدولة المكلفة النقل إليزابيث ساغ وعدت «بإجراءات جديدة ستساعد في مكافحة استخدام جديد سيء النية للطائرات المسيرة». وقالت: «نعمل مع منتجي الطائرات المسيرة للتوصل إلى حلول تقنية مثل الرصد الجغرافي»، موضحة أن هذه التقنية يمكن أن تسمح بفضل معطيات الطائرات، منع هذه الآليات من التحليق فوق مناطق، مثل المطارات والسجون. ويمنع القانون استخدام طائرات مسيّرة على بعد أقلّ من كيلومتر عن أي مطار وعلى ارتفاع يزيد على 400 قدم (122 متراً). ويمكن أن يحكم على المخالفين بالسجن 5 سنوات، بتهمة المسّ بأمن مطار. ومع بقاء الطائرات متوقفة، أمضى المسافرون ليلتهم في المطار الذي ناموا على أرضه. وتم تحويل رحلات إلى مدن أخرى في المملكة المتحدة وحتى إلى باريس وأمستردام. وغاتويك ثامن أكبر مطار في أوروبا من حيث حركة الملاحة، ويسيّر رحلات إلى أكثر من 228 وجهة في 74 بلداً ويعبره حوالى 45 مليون مسافر سنوياً.
مشاركة :