رسمت قرية جازان التراثية بريشة مزجت عراقة الحاضر بأصالة الماضي لوحة تراثية لزوار المهرجان الوطني للتراث والثقافة بـ(الجنادرية 33)، التي تجددت نشاطاتها في دورة المهرجان لهذا العام مواصلة شموخها في سماء التألق والإبداع بوصفها مَعْلمًا بارزًا، يقدم الصور الحقيقية لمختلف بيئات منطقة جازان، بما تزخر به من نماذج رائعة لمختلف الحقب الزمنية من تاريخ المنطقة. ويلحظ الزائر لهذه القرية التراثية تاريخ المنطقة العريق والمرتبط بحاضرها المزدهر ماثلاً أمامه في صور حية، وأنماط تراثية، ترمز للتنوع الثقافي والحضاري تبعًا لبيئة المنطقة وتضاريسها، وتنوُّع موروثها الثقافي والحضاري. وتقوم قرية جازان التراثية بالجنادرية كل عام بالتحديث والتطوير لتقديم النماذج الحية التي تثري فكر الزائر، وتقدم له شيئًا مميزًا، ومعلومة قيمة عن منطقة جازان، وبالأخص ما يتعلق بالحرف المنتجة والأعمال الحرفية النسائية، والاستمتاع بالتراث والجلوس والتعايش. تراث المنطقة كان محل شغف زوار المهرجان، ومن ذلك ما يسمى «العشة»، وهي مقر القرية للبيت التهامي، وهي نموذج للمنزل التقليدي في تهامة؛ إذ تنتشر عادة في القرى الريفية ذات الطبيعة الزراعية لوجود المواد الخام لبنائها. وهي على شكل مخروطي، يتألف من القش والطين والأخشاب والحبال القوية، ويلحق بها المواد المعلقة، كالصحون الملونة والمليئة بالنقوش.. فيما ينتصب في جناح جازان البيت الفرساني «بيت الرفاعي» الشهير بجزيرة فرسان الذي يصوِّر نمط البناء في جزيرة فرسان التي تبدو ماثلة ببيتها حيث البحر واللؤلؤ والأصداف.. ويتميز بزخارفه الفنية البديعة، وملامحه البحرية الهادئة؛ إذ يكسوه اللون الأبيض، وتعلو سقفه نقوش بارزة، وتنتشر على نوافذه العلوية ألوان جميلة، تعبر عن فن العمارة الجازانية، خاصة الساحلية. ويتميز» البيت الجبلي» بشكله الأسطواني الذي يتألف من طوابق عدة، يخصص منها طابق لحفظ الأدوات الضرورية، كالمواد الغذائية.. وتخصص الطوابق العليا للسكن. وعادة ما يُبنى البيت الجبلي المنتشر في جبال فيفا وبني مالك والعارضة في مواجهة المدرجات الزراعية. فيما يُبرز المعرض الحضاري بقرية جازان التراثية تجسيدًا تاريخيًّا للبيئة بجازان، إلى جانب ما يضمه من عرض للمعالم الأثرية والمقتنيات التراثية من ملابس وأزياء وأدوات فخارية، فضلاً عن قاعة عرض سينمائية، تستوعب أكثر من 50 زائرًا، يُعرض خلالها المواقع السياحية والاستثمار بالمنطقة عبر 7 أفلام تعريفية عن المنطقة ومحافظاتها.
مشاركة :