باريس - نشرت وكالة الفضاء الاوروبية مجموعة من الصور المذهلة لفوهة بركان كبيرة مليئة بالجليد على سطح المريخ يبلغ قطرها حوالي 80 كيلومترًا، ليشكل مساحة ثلجية بيضاء، تصلح لتكون غلافا لبطاقة عيد الميلاد على الكوكب الأحمر. وجاءت هذه الصور من بعثة مركبة "مارس اكسبرس" التي تدور حاليا حول المريخ والتابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، والتقطت بواسطة كاميرا عالية الدقة بأبعاد ثلاثية. وقالت الوكالة أنها تعتبر الصور التي أرسلتها البعثة بمثابة "معايدة باهرة" بمناسبة حلول أعياد الميلاد. وكانت مركبة "مارس إكسبريس" انطلقت نحو المريخ في عام 2003، ودخلت في مدار حول كوكب المريخ في يوم عيد الميلاد في ذلك العام، مما يجعل هذا الشهر الذكرى الـ15 لبدء برنامجها العلمي. وقدمت وكالة الفضاء الأوربية فرضيتين لتفسير وجود مثل هذا البركان على الكوكب الأحمر، إحداهما تربط تشكله باصطدام نيزك بالمريخ، حيث ملأت رواسب الحفرة، لتظهر على وضعها الذي ظهرت فيه بالصورة. واقترحت الوكالة فرضية أخرى، وهي أن الموقع كان في الماضي، موطنا لبركان انفجر بقوة هائلة، وقذف كميات كبيرة من الحمم، ومن ثم انهار، ليأخذ هذا الشكل في النهاية. وتعتقد الوكالة أن اندلاع البركان حدث بطريقة مذهلة، حيث قذف الصهارة المحملة بالغاز عبر المناظر الطبيعية. وسمي البركان "كوروليف" تيمنا باسم سيرجي كوروليف كبير مهندسي الصواريخ الفضائية في زمن الاتحاد السوفيتي، وحملت هذه المنطقة من المريخ أهمية لعديد من بعثات الفضاء، الرامية إلى البحث عن آثار وجود حياة حالية أو ماضية. وأرسلت مركبة وكالة الفضاء الأوروبية هذه الصور لفوهة البركان بعد أسابيع قليلة من هبوط المسبار الفضائي الأميركي "إنسايت" بنجاح على سطح الكوكب الأحمر، وتمكنه من إرسال صور إلى كوكب الأرض.
مشاركة :