القاهرة- يشهد الجيش المصري حركة تغييرات وتنقلات ربطها محللون بتوجه لإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية في ظل التحولات العاصفة التي تشهدها المنطقة، والتي تتطلب أسلوبا جديدا في التعاطي يتواءم وطبيعة المرحلة. وذكرت مصادر مطلعة أن وزير الدفاع قام بحركة تغييرات وتنقلات في قيادات القوات المسلحة المصرية، شملت المخابرات الحربية، وقيادة المنطقة الغربية التي تتولى تأمين الصحراء المتاخمة للحدود مع ليبيا. وسبق وأن أجرى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في يونيو الماضي تغييرات ضمت تعيين اللواء عباس كامل رئيسا للمخابرات العامة، وذلك بعد نحو أسبوعين من تغيير وزيري الدفاع والداخلية. وقالت مصادر مطلعة لهيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي” الأحد إن نشرة تنقلات كبار قادة الجيش، التي أصدرها وزير الدفاع والإنتاج الحربي الفريق أول محمد زكي، شملت تعيين اللواء خالد مجاور، مديرا لإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، خلفا للواء محمد الشحات، الذي شغل المنصب لنحو ثلاث سنوات. وكان خالد مجاور قد تولى في السابق منصب قائد الجيش الثاني الميداني والملحق العسكري المصري في الولايات المتحدة، وكان قد عُيّن قبل ثلاثة أشهر نائبا لمدير المخابرات الحربية. وأضافت المصادر أن التغييرات تضمنت أيضا تعيين اللواء صلاح سرايا قائدا للمنطقة الغربية العسكرية، وهي التي تتولى تأمين الصحراء الغربية. وتشكل الحدود المصرية الليبية المترامية أحد أبرز التحديات أمام الجيش المصري خاصة مع عودة قوية لنشاط تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا، بعد أن تكبد ضربات قاسية في العام 2016. وتعرضت المنطقة الغربية خلال السنوات الأخيرة لهجمات إرهابية خطيرة، لعل أبرزها الهجوم الذي وقع في أكتوبر 2017 في الواحات وأسفر عن مقتل 16 من رجال الشرطة، وتبناه تنظيم داعش. وقبله كان قد وقع هجوم دموي آخر سجل في ذات المنطقة استهدف كمينا لحرس الحدود المصري وأدى إلى مقتل 28 ضابطا مجندا. ورغم تراجع العمليات الإرهابية بفضل العملية العسكرية الشاملة التي أعلنها الجيش المصري في سيناء بداية العام الجاري للقضاء على التنظيمات الإرهابية، بيد أن التهديدات ما تزال ماثلة، وهناك خشية من تداعيات الوضع في ليبيا المجاورة حيث أن قوى إقليمية وفي مقدمتها تركيا تكثف في الفترة الأخيرة من دعمها لتنظيمات راديكالية ومدها بالأسلحة، الأمر الذي يثير قلق مصر.
مشاركة :