مهرجان الجنادرية تظاهرة للتراث الثقافي السعودي

  • 12/24/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الرياض - يُشكّل المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية، الذي انطلقت دورته الـ33 الخميس الماضي، فرصة ثمينة لإبراز عناصر التراث الثقافي المادي والمعنوي للسعودية على الصعيد الدولي. ويقدم المهرجان باقة من الأنشطة التي تعكس الثقافات المتوارثة من عادات وتقاليد وحضارة كل منطقة من مناطق السعودية. ويمثل السوق الشعبي أهم فعاليات المهرجان حيث يوفر ملتقى يعكس التنوع الكبير في الموروث الشعبي السعودي، وطيلة أيام المهرجان يخصص السوق دكاكين وورش عمل لكل حرفي من كل منطقة في السوق الذي يعتبر النواة الأولى في تأسيس المهرجان منذ بداياته، ومن خلال مواقعها بالسوق ستتمكن كل منطقة من إبراز تراثها العمراني وموروثها الشعبي والثقافي. وقد تمكّن السوق الشعبي بتعاقب دورات المهرجان من رسم صورة شاملة لعناصر التراث المادي والمعنوي على حدّ سواء، فنجد في أرجائه تنوّع الحرف اليدوية، وكذلك أنماط العادات والتقاليد من ألعاب شعبية ومدرسة الكتاتيب، بالإضافة إلى عروض الحرف البحرية من شباك صيد ونهام وطواش وقراقير في صورة بانورامية متنوعة، حيث يُحفظ فيه عمق ذلك التنوع في مكان واحد. وضمن المهرجان فعاليات خاصة بالحرف اليدوية حرصا على دعم الحرفيين، من خال اختيار الحرف اليدوية لكل منطقة وفق ضوابط وآليات خاصة، حيث تتعدّد ورش العمل التي تجعل من الزائر يدرك ما كان عليه الآباء والأجداد من معاناة في خلق تلك الحرف، وقد بلغت أعداد تلك الحرف اليدوية أكثر من 300 حرفة يدوية منتشرة في أنحاء المهرجان. ونجد كذلك إطلالة على مهنة الورّاق وهي من المهن اليدوية التراثية التي اندثرت، واعتبارا من هذا العام ولأول مرة تتواجد في السوق الشعبي، حيث سيتمكن الجمهور من ملاحظة قيام الحرفيين المختصين بتجليد الكتب وتصفيفها حفاظاعليها من التلف، بأدوات الحرفي البسيطة مثل الخيط والإبرة والمقص ومادة الصمغ ليظهر بعد ذلك الكتاب بالمظهر الجميل والمقبول، بالإضافة إلى التحبير والكتابة التي تعتمد على خطاط في كتابتها في لوحة يدوية جميلة يجمعها واقع تراثي يهتم بثقافة الحرفي والحرفة واهتمام الإنسان السعودي في ذلك الوقت بثقافته كمبدأ مهم في تنمية المعرفة. كما يخصص المهرجان حيزا هاما للأنشطة النسائية، حيث يشارك في هذا العام النشاط النسائي بعدّة فعاليات تستهدف الحرف اليدوية والأسر المنتجة وكذلك استقطاب الموهوبات في فني الزخرفة والرسم وغيرهما، وإبراز دور ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال مشاركتهم لهذا العام مع بعض الجمعيات في الجناح الخاص بالأنشطة النسائية، وإقامة دورات حرفية للزوار. ونجد كذلك ركنا خاصا بالمزرعة التقليدية، لتعريف الزائر على مهنة وحرفة اعتمد عليها المواطن السعودي منذ القدم، باعتبار أنها كانت المصدر الرئيسي لمعيشته، يعرض فيها لوسائل الحرث وأهازيج الفلاحين. وإضافة إلى ذلك ينظم المهرجان طيلة أيامه فعالية مدرسة الكتاتيب يتم من خلالها تقديم لوحة فنية تمثيلية يقوم فيها “المطوع” بمشاركة أبنائه الطلاب، مع وجود ساحة بجانب المدرسة للألعاب الشعبية القديمة، فيما يستكشف الجمهور أجواء الدراسة وكيف كانت في الماضي. كما انطلقت، الأحد، على مسرح قاعة المؤتمرات بجامعة الملك سعود للعلوم الصحية بخشم العان، أولى أمسيات الشعر الشعبي، المصاحبة لفعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة “الجنادرية 33 “. وأحيا الأمسية الشاعر الكويتي راجح نواف الحميداني؛ حامل بيرق شاعر المليون، والشاعر الإماراتي راشد الرميثي؛ حامل بيرق شاعر المليون كذلك، والشاعر السعودي راشد النفيعي؛ الفائز بجائزة مسابقة الملك عبدالعزيز للأدب الشعبي، والشاعر البحريني عبدالله خالد الخالدي؛ نجم شاعر المليون الموسم الخامس، وأدار الأمسية الإعلامي محمد شامان العنزي، فيما صاحبت الأمسية فقرة إنشادية للمنشد فهد بن فصلا. ويتواصل برنامج الأدب الشعبي للجنادرية في الأيام القادمة متضمنا 7 أمسيات لكبار الشعراء في الساحة الخليجية منها أمسية نسائية.

مشاركة :