نحنُ الشباب لنا الغدُ ومجده المُخلّد، هكذا عرّف الشاعر اللبناني بشارة الخوري قبل أكثر من نصف قرن بكلمات موجزة من هم الشباب ورددتْ معه مدارس التعليم في كل أرجاء الوطن العربي هذا التعريف كنشيدٍ كُنا نصدح به في الطابور الصباحي قبل أن ندلف لحجرات العلم ونستنشق غبار الطين مخلوطاً بالطبشور. لم نك نعي نحن الصغار حينها مدلول هذه الكلمات الكبيرة بل لم تك كلمة "شباب" متداولة آنذاك فهناك صبيان ورجال لا غير في مجتمعنا الذكوري. الصبيان يخدمون الرجال الكبار ويخشونهم. الكلمة كانت للرجال والبقية عليهم السمع والطاعة. هكذا بكل بساطة كانت حالنا. ودارت الأيام .. ومرّت الأيام.. فتبدّل الحال جذرياً وعاد الشيوخ للشباب يسألونهم ويستشيرونهم في كلِ أمرٍ يستشكل عليهم فشباب اليوم بما حصلوا عليه من علوم ومعارف ومهارات حديثة مرجع لا غنى عنه ناهيك عن استلامهم زمام إدارة تفاصيل الحياة (العمل/ الإنتاج). التشكيل الوزاري الجديد الذي تم الإعلان عنه يوم الخميس 29 يناير الفارط ينطبق عليه تماما قول الشاعر اللبناني بشارة الخوري فها هم الشباب يتوافدون على طاولة أعلى سلطة تشريعية/تنفيذية (مجلس الوزراء) يُشاورهم الملك، يستمع إليهم ويستمعون إليه ويقدمون له رؤاهم فيوجههم بالأصلح والأنفع للوطن وأهله وهذا ما يجعل أي مراقب يتفاءل بالقادم من الأيام ويتوقع تنمية مُستدامة ممهورة بتوقيع (نحن الشباب لنا الغدُ). في وطننا هذا (المملكة العربية السعودية) ثروتان: الشباب والبترول. الأولى غير ناضبة وهي الرهان الحقيقي للتنمية والقوة والتحدي أما الثانية فهي الوقود والدعم. أفلا يحق لنا بعد هذا أن نطمئن على مستقبل أحفادنا؟ لمراسلة الكاتب: aalkeaid@alriyadh.net
مشاركة :