أرسلت تركيا تعزيزات عسكرية ضخمة التركي إلى الحدود مع سوريا عند مدينة منبج، بالتزامن مع إعلانها عزمها إطلاق حملة عسكرية ضد المقاتلين الأكراد. وقالت تقارير إعلامية سورية وتركية، إنّ أنقرة أرسلت 100 مركبة على متن شاحنات "بيك آب" مزودة بمدافع رشاشة وأسلحة إلى الحدود، بالإضافة إلى حافلات تقل أفرادًا من القوات الخاصة، وهي تعزيزات وُصفت بـ"غير المسبوقة". وذكرت وكالة "دمير أورين" التركية أنّ الرتل التركي اتجه نحو بلدة كلس الحدودية في إقليم هاتاي في جنوب تركيا ويشمل دبابات ومدافع هاوتزر وأسلحة رشاشة، وأنّ جزءًا من العتاد العسكري والجنود سينتشرون في نقاط على الحدود، بينما عبر البعض إلى داخل سوريا عبر منطقة البيلي. وتقع البيلي على بعد 45 كيلومترًا من مدينة منبج في شمال سوريا والتي كانت سببًا للتوتر بين أنقرة وواشنطن. وتأتي التعزيزات التركية بُعيد تغريدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال فيها: "ينبغي على الدول المحلية الأخرى بما فيها تركيا أن تكون قادرة على الاعتناء بكل ما تبقى.. نحن عائدون إلى الوطن"، في إشارة إلى سحب القوات الأمريكية من سوريا. ولم تعلق قوات سوريا الديمقراطية (قسد) على الوضع الميداني في منبج، لكنّ المجلس العسكري لمنبج قال -أمس- إنّ فصائل الجيش الوطني استهدفت نقاطًا على أطراف قرية جبلة الحمرا الواقعة بريف الباب الشرقي. وكانت تركيا قد أرسلت -الأربعاء الماضي- تعزيزات عسكرية ضمّت مركبات عسكرية بينها ناقلات جنود مدرعة، اتجهت إلى إقليم هاتاي ثم إلى سوريا لتعزيز قواتها العسكرية المنتشرة هناك. تأتي التحركات العسكرية بعد أيامٍ من تصريحات للرئيس رجب طيب أردوغان قال فيها إنّ بلاده ستؤجّل عملية عسكرية مزمعة ضد المقاتلين الأكراد في شمال سوريا بعد أن قررت الولايات المتحدة سحب قواتها من سوريا. وتعتزم تركيا شن عملية عسكرية جديدة ضد المقاتلين الأكراد في شرق الفرات، وهي العملية التركية الثالثة من نوعها في سوريا بعد "درع الفرات" و"غصن الزيتون". لكنّ تأجيل أنقرة شن العملية قوبل بتقارير تحدّثت عن شكوك تركية على الأرض، في ظل استمرار الوضع المبهم حتى الآن عقب الانسحاب الأمريكي. وأمس السبت، صرّح وزير الخارجية التركي مولود جاوييش أوغلو بأنّه لا يوجد أحد يستطيع منع تركيا من القضاء على من وصفهم بالإرهابيين وتطهير منطقة شرق الفرات في سوريا، على حد زعمه. وميدانيًّا، أفادت مصادر متقاطعة بسماع إطلاق نار من قبل مقاتلين من فصائل تابعة لقوات عملية "درع الفرات" المدعومة تركيًّا، باتجاه مناطق تواجد قوات مجلس منبج العسكري، أمس الأول الجمعة. وأكدت المصادر أن إطلاق النار بقي دون رد من الطرف المقابل الخاضع لسيطرة قوات مجلس منبج، التي تتواجد فيها قوات من التحالف الدولي.
مشاركة :