مقال بين الألف والياء ” خطورة المنافسة !!”

  • 12/24/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

خاب وخسر من مر عليه الزمان، ومضت من حوله الأيام، واختفت من بين يديه السنون ولم يتبارى، ويدخل في منافسة شريفة مع زملاء مهنته للوصول إلى الأفضل، فعلمتنا الحياة أن العمل الإعلامي درب لا يخلو من العواصف والمطبّات، أشواكه سامة تمزّق جسد النجاح، وهو ممر لا يخلو من العذاب.  ولكن من منّا لا يهدف إلى بلوغ أهدافه والوصول إلى مبتغاه ؟ وهل هنالك ألذ من طعم تحقيق الطموح واشباعه؟ فالمنافسة هي التي تصل بالإعلامي إلى المراكز العليا في المجتمع، وتحقق له النجاح الباهر الذي يؤدي به إلى الشهرة والنجومية، وهذا الشعور هو الذي يعطيه دوماً الثقة والرضى عن النفس. والمنافسة ضروره ملحة لنجاحك في العمل الإعلامي، ولكي تكون مفيده يجب أن تكون إيجابيه تخلق مناخ من التعاون وروح الفريق، مع التبارى فى الإجاده لتحقيق أهداف المؤسسة العامة وأهدافك الشخصية، ومن هنا تأتي أهمية المنافسة لتتدخّل في حياة الإعلاميين وتنقلهم إلى درب النجاح. فما المنافسة التى ننشدها إذن؟ وهل الجميع يتمتع بروح المنافسة الشريفة في العمل الإعلامي الملئ بالأشواك؟ للإجابة نقول أن المنافسة التي نريدها في العمل الإعلامي هي المنافسة الشريفة التي تشعل في وجدان الإعلامي لهيب الطاقة وشعلة النجاح وكسب الثقة التي تنير دربه للوصول إلى التميز والظفر بقلوب الملايين، والذي لا يتحقق بدون العزيمة والإصرار. والمنافسة التي ننشدها بين الإعلاميين هي السلاح الخطير التي تعطي صاحبها القوة الكافية للنجاح وتحقيق طموحاته.. المنافسة التي نسعى إليها في الحقل الإعلامي هي التي تنهض بالضمائر الإنسانية، وتكون بمثابة المركب إلى بر الأمان والنجاح، وإذا دققنا في الخليقة منذ بداية مصيرها، سنجد أن المنافسة إحدى المفردات الهامة بين خلق الله، ولكن في بعض الأحيان تكون شريفة وفِي بعض الأحيان تفقد شروط النزاهة والشفافية. خطورة المنافسة تظهر إذا ما وقعت بين الأيادي الملوّثة غير الطاهرة، فواقع العمل الإعلامي يؤكد أن هنالك نوعان من المنافسة، المنافسة الشريفة والمنافسة غير الشريفة، نوعان متناقضان لا يلتقيان..  فهناك من يتنافس كي يصعد على ظهر صاحبه، ويأكل حقه المادي والمعنوي، وهناك من يدفع منافسيه الى الهاوية، وثمة من يكمن في قلبه الصدق وإخلاص النية، فيسعى كي يبحث عن الخير لنفسه وللجميع.  وهنا يكمن الفرق بين من يتقدم بصورة حثيثة، ويتمسك بمبادئه، ويسعى إلى الأمام بشرف، وبين من يبحث عن التقدم بالطرق غير الشريفة، فمن الطبيعي أن يكون مصير صاحب النوايا السيئة، الغرق في محيط الفشل فجأة. خلق روح المنافسة الشريفة في العمل الإعلامي هو الطاقة الكامنة والمخزّنة في صلب كل إعلامي، تبقى هادئة حتى يظهر الطموح ويرمي قنبلته، فتنفجّر وتتطاير، ساحبة معها الإعلامي إلى عالم النجاح وتحقيق الطموح، مسلّحة إيّاه بالعزيمة والإصرار. فعند ذهاب الإعلامي منا إلى سوق العمل سيمرّ بالكثير من الحواجز والعواقب، وقد يضعف وييأس وقد ينزف من أشواكه المريرة،  ولكن مع وجود حقيبة المنافسة على ظهره سيتعافى سريعاً ليكمل دربه حتى وصوله الى النهاية بكلّ قوة وثقة وعزيمة. فالمنافسة الشريفة في العمل الإعلامي هي الطاقة المحرّكة لأسلحة نجاحك الكامنة في داخلك من صبر وإصرار وثقة وإرادة، وطالما أن المنافسة ما زالت مضمار الشرف، فهي لن تؤدّي إلا لنتائج أفضل لكل المتنافسين في الحقل الإعلامي. أما إذا تعدت على حقوق الآخرين فستكون مرفوضة بلا شك وتصبح عاملاً للهدم والفشل، فالمنافسة الشريفة لا تحفّز إلا المهووسين بالنجاح الشريف، وهذا هو امتياز روح المنافسة … فهل سنستخدم المنافسة كإعلاميين للوصول إلى النجاح، أم أنّ المنافسة ستصل بنا إلى الخراب والدمار؟ تفكروا وتدبروا وأحسنوا الإختيار، فأنتم ضمير الأمة. م. رياض بن ناصر الفريجي @riyadhtopmedia

مشاركة :