ها هي المملكة تغسل دموع الحزن على فقيد الأمة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، بتوحيد الصف واجتماع الكلمة على خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، في سلاسة وسهولة شدت أنظار العالم وأذهلت المراقبين السياسيين، وهي نعمة كبرى تنعم بها البلاد، بفضل الله تعالى، فلا صراعات تشتعل ولا دماء تراق، أو كرامة تهان، من أجل سلطة أو جاه، فالكل بايع مليكه على السمع والطاعة في السر والعلن، والكل يعمل لمصلحة الوطن، وقد اختلطت المشاعر، بين الحزن على رحيل رجل كبير، والفرح لمجيء فارس نبيل ندعو الله أن يكون خير خلف لخير سلف.. وهذه ثمار غضة لغرس الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، رحمه الله، الذي وحد الدولة على كتاب الله عز وجل وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وحكَّم شريعة الإسلام، ونذر نفسه وأولاده لإعلاء كلمة الدين الحنيف وخدمة المسلمين. ومما يعزز شعور الأمن في قلوب المواطنين والعرب أجمعين هذا المشهد التاريخي المهيب لتدافع أبناء المملكة فرادى وجماعات على دواوين الإمارات في المناطق المختلفة لتقديم البيعة الشرعية لخادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز ملكاً للبلاد ولصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولياً للعهد ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولياً لولي العهد ونائباً ثانياً لمجلس الوزراء ووزيراً للداخلية على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والسمع والطاعة في السراء والضراء والمنشط والمكره وألا ينازعوا الحكم أهله. إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - يمتلك حنكة وسياسة ورؤية شاملة وخبرات واسعة وإنجازات، فقد كان القائد الحاضر في كل مراحل الحكم بالدولة السعودية، من خلال ما تقلده من مناصب منذ عهد أبيه الملك المؤسس عبدالعزيز، وحتى توليه الحكم، وسيكمل بإذن الله تعالى مسيرة النماء والعطاء لهذا الوطن الغالي، نحو مستقبل مشرق حافل بإنجازات كبيرة لأبناء وبنات الوطن لينعموا بالرفاهية والأمن والسلام في بلادهم. إنه رجل علم وثقافة وتاريخ وخير، ودولة خير متنقلة، أينما حلَّ يحمل معه الخير والدعم للذين يحتاجون إليه من المواطنين والأشقاء العرب والمسلمين. فمنذ سنين طويلة، كانت أعمال الخير هي الأعمال الأكثر التصاقاً واهتماماً من قِبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. وكان حفظه الله، صاحب مبادرات تاريخية في إطلاق وتأسيس العديد من الجمعيات الخيرية، كما أن جهوده وبصماته واضحة في تطوير الرياض عندما كان أميراً لها، حيث شهدت حاضرة المملكة في عهده قفزات تنمية كبيرة وشاملة جعلت منها مدينة كبرى وعصرية وحديثة. ولا يفوتني هنا أن أشيد بالأمرين الملكيين الكريمين، اللذين أزالا الخوف والقلق، وعكسا حكمة الملك سلمان حفظه الله، وهما تعيين الأمير مقرن ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء، وتعيين الأمير محمد بن نايف ولياً لولي العهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء، وهما قراران يكرسان لاستقرار الوطن.
مشاركة :